Super Princess ™ - مملكة الأميرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
عين الحياه
عين الحياه
♣ عدد المشاركات : 700
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : نحبك يا أحلى مملكة
♣ تم تقيمي : 929831
♣ تم شكري : 284

الله على كل شي رقيب فلا تحسبن الله بغافل  Empty الله على كل شي رقيب فلا تحسبن الله بغافل

الأربعاء فبراير 01, 2012 1:13 am
إن ما يمتاز به الإسلام عن غيره أنه يربي مبدأ المراقبة لله تعالى في نفس المسلم؛ فالمسلم هو الحسيب والرقيب الأول على نفسه؛ وذلك ناشئ عن إيمانه العميق الذي دلت عليه النصوص الشرعية بأن الله تعالى رقيب على كل لحظات العبد وسكناته؛ وهو تعالى عالم الغيب والشهادة.


فمراقبة المسلم لربه تعالى خلق كريم من الأخلاق العالية التي جاء بها الإسلام؛ وسمة من سمات المسلم الصادق.


والمراقبة قد عرفها العلامة ابن القيّم رحمه الله بقوله: والمراقبة دوام علم العبد وتيقّنه باطّلاع الحقّ سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.


هذا وقد دلت الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة على وجوب مراقبة الله تعالى في كل ما يأتي العبد ويذر.


قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1]


وقال تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب: 52]


وقال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235]


وقال تقدست أسماؤه: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [يونس: 61]


قال الحافظ ابن كثير: وقوله: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } أي: هو مراقب لجميع أعمالكم وأحوالكم كما قال: { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [البروج: 9] .


وفي الحديث الصحيح: "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهذا إرشاد وأمر بمراقبة الرقيب.


وفي حديث عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما الذي رواه البخاري في قصة الثلاثة نفر الذين آواهم المبيت في الغار وأطبقت الصخرة؛ حيث قال أحدهم: اللّهمّ إنّه كانت لي ابنة عمّ أحببتها كأشدّ ما يحبّ الرّجال النّساء، وطلبت إليها نفسها. فأبت حتّى آتيها بمائة دينار. فتعبت حتّى جمعت مائة دينار، فجئتها بها، فلمّا وقعت بين رجليها قالت: يا عبد اللّه! اتّق اللّه، ولا تفتح الخاتم إلّا بحقّه فقمت عنها، فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجة، ففرج لهم.


وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «سبعة يظلّهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه:-وذكر منهم- ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال؛ فقال: إنّي أخاف اللّه.


فهذه الأدلة واضحة في أن يراقب العبد ربه في كل لحظة وفي كل سكنة؛ وأن ذلك مما يصل بالعبد إلى الفلاح في الدنيا والآخرة.


قال ابن القيم: ينبغي أن يراقب الإنسان نفسه قبل العمل وفي العمل، هل يحرّكه عليه هوى النّفس أو المحرّك له هو اللّه تعالى خاصّة؟ فإن كان اللّه تعالى، أمضاه، وإلّا تركه، وهذا هو الإخلاص.


قال الحسن: رحم اللّه عبدا وقف عند همّه، فإن كان للّه مضى، وإن كان لغيره تأخّر.


فهذه مراقبة العبد في الطّاعة، وهو أن يكون مخلصا فيها، ومراقبته في المعصية تكون بالتّوبة والنّدم والإقلاع، ومراقبته في المباح تكون بمراعاة الأدب، والشّكر على النّعم، فإنّه لا يخلو من نعمة لا بدّ له من الشّكر عليها، ولا يخلو من بليّة لا بدّ من الصّبر عليها، وكلّ ذلك من المراقبة.


قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: حقيقة المراقبة هي ملاحظة الرّقيب وانصراف الهمم إليه، فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره، يقال إنّه يراقب فلانا، ويراعي جانبه، ويعني بهذه المراقبة حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة، وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب.


أمّا الحالة فهي مراعاة القلب للرّقيب واشتغاله به والتفاته إليه وملاحظته إيّاه وانصرافه إليه. وأمّا المعرفة الّتي تثمر هذه الحالة فهي العلم بأنّ اللّه مطّلع على الضّمائر، عالم بالسّرائر، رقيب على أعمال العباد، قائم على كلّ نفس بما كسبت، وأنّ سرّ القلب في حقّه مكشوف كما أنّ ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشدّ من ذلك.


فهذه المعرفة إذا صارت يقينا- أعني أنّها خلت عن الشّكّ- ثمّ استولت بعد ذلك على القلب قهرته؛ فربّ علم لا شكّ فيه لا يغلب على القلب كالعلم بالموت، فإذا استولت على القلب استجرّت القلب إلى مراعاة جانب الرّقيب وصرفت همّه إليه؛ والموقنون بهذه المعرفة هم المقرّبون، وهم ينقسمون إلى الصّدّيقين وإلى أصحاب اليمين.


قال الشّاعر:


إذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عليّ رقيب


ولا تحسبنّ اللّه يغفل ساعة ... ولا أنّ ما تخفيه عنه يغيب


ألم تر أنّ اليوم أسرع ذاهب ... وأنّ غدا للنّاظرين قريب.


فالمراقبة لله تعالى مانعة للعبد من ارتكاب الفواحش؛ ومعاقرة المعاصي؛ وصادة لنفسه الأمارة بالسوء بأن يفعل ما يريد؛ لعلمه اليقيني بأن الرب تبارك وتعالى مطلع عليه؛ وسيحاسبه على عمله ذلك؛ فيثمر هذا الإيمان في قلب المسلم انكفافاً عن المحرمات وولوغا في الموبقات.
أنعم قطة
أنعم قطة
♣ عدد المشاركات : 33585
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : افتراضية
♣ Sms : نحبك يا أحلى مملكة
♣ تم تقيمي : 1887849
♣ تم شكري : 8079

الله على كل شي رقيب فلا تحسبن الله بغافل  Empty رد: الله على كل شي رقيب فلا تحسبن الله بغافل

الجمعة مايو 25, 2012 5:04 am
الله يرحمها ..
يا بنات ساهمو في نشر الموضوع
الي تحب تكسب الاجر و تساعد اماني
و هنا قائمة بكامل مواضيعها الإسلامية
أضغطي هنا

//

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى