Super Princess ™ - مملكة الأميرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
تـــوتـــي فـــراولـــة
تـــوتـــي فـــراولـــة
♣ عدد المشاركات : 3391
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : احب المملكة
♣ تم تقيمي : 1147293
♣ تم شكري : 1814

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الخميس يناير 13, 2011 10:53 pm
روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  899392


روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  7332

كيفكـــمـ يا أميــرآت ؟

ان شــآء الله كلكــمـ بخيـــر وعـآفيهـ

ياااااااارب

الموهيــم اليوم قررت أنزل لكمـ هالروآية
اللي أعجبتني من زمــآآآآآآآآآآآآآن

بس ما كان عندي وقت أنزلهــآ

والله هي قصصصة مرهـ حلوووهـ
وأنــآ أستفدت منهــآ بشكل مو معقــووولـ ..!!

أتمنـــى تقرؤهـــآ .. وتستفيــدوا منهــآ

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  681491


..a]قـــــرآءهـ ممتعــــــهـ ]..

الروآيـــــهـ \
عندمـــآ عبـــروآ حدود الظـــلآم

للكـــآتبــــهـ \

عـــآشقة أمهــــآ

تـــوتـــي فـــراولـــة
تـــوتـــي فـــراولـــة
♣ عدد المشاركات : 3391
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : احب المملكة
♣ تم تقيمي : 1147293
♣ تم شكري : 1814

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty رد: روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الخميس يناير 13, 2011 10:56 pm
بسم الله الرحمن الرحيم

إهداء لمن علمتني حلاوة الصبر , حلاوة الحياة ..
لمن زرعت في قلبي معنى الحب , معنى الوفاء ..
لمن رسمت على شفتي كل أنواع البسمات ..
لمن أغرقت عيني بدموع الضحك ملايين المرات ..
لمن فَقْدُها سلب من عيني وأعين الكـثـيـر ألوان الحياة ..
إليك يا سبب وجودي في هذه الدنيا بعد الله ..
إلى أمي يرحمها الله ..
.
.
.
إليك أهدي روايتي العاشرة .. ~ عندما عبروا حدود الظلام ~
وبما أن الجميع يعلم أن اسم الرواية له النصيب الأكبر من القصة أردت حقا أن أذكر أنني احترت كثيرا في اختيار اسم هذه الرواية ولأول مرة , توارد في ذهني الكثير من الأسماء ..
~ ومضة برق ~
~ ابتسامات تخترق الدموع ~
~ صرخات قد تلامس الأسماع ~
وقررت لفترة طويلة أن أسميها ~ عندما تموت الأزهار ~ ..
وأنوه أن تركها بلا عنوان كان أمرا واردا ولكني تساءلت بشدة هل يمكن للأم ألا تسمي وليدها ؟؟؟ وعندما رأيت استحالة ذلك سميتها أخيرا ..

.
.
.
.
الفقيرة إلى رحمة ربها
& عاشقة أمها &



(( عندما عبروا حدود الظلام ))

الفصل الأول : حياة جديدة ..

وسط الماء ..
وتحت جنح الظلام ..
بين زمجرة الريح ..
وضوضاء العويل ..
عانقها ذلك الألم ..
ألهب عقلها بمئات الخيالات ..
جمدت ..
مشاعرها اختنقت ثم تبعثرت ..
شدها نحوه ..
لفها ببرودة كقمم الجبال ..
همس في أذنها ألاف العبارات ..
اضطربت ..
أحزانها غرقت ثم طفت ..
ثلاثة عدد الأيام ..
ومدى العمر تبقى الأحزان ..
ارتدي عباءة الإيمان ..
وتجلدي بالصبر..
يا جرحا نازفا يحكي الإهمال ..
يا قلبا نابضا يرفض الاستسلام ..
يا قبلة طبعت على جبين الآلام ..


((هي ليست ملاكا على صورة بشر .. ))

يوم الاثنين 8 / 1/ 1427هـ
في مستشفى تبوك :

: حالتها صعبة جدا , انقلها من باب الطوارئ , بسرعة ..
عيونها كانت مفتوحة تتأمل كل شي حولينها وصوت اصطكاك أسنانها مسموع بوضوح من قوة الرجفة و النفضة اللي في جسمها , طالعت في الطبيب اللي يصارخ عشان يستعجلون بإخلاء الممر ورجعت ثاني تطالع في الرجال الملتحي اللي ماسك يدها ويضغطها بقوة وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
طالعت في الأضواء المعلقة على السقف الأبيض وهي تلمع شويه وتختفي وغمضت عيونها تستمع لصوت عجلات السرير تتردد في أذانيها من البعيد بشكل غريب مختلط بأصوات الناس وصراخ الطبيب وصوت عذب يدعي وصوت أبواب معدنية تنفتح وتنصك وبعد ماوقف السرير اللي حسته يغوص بها في مكان بلا أبعاد فتحت عيونها و شافت نفسها في غرفة مليانة أضواء ورجال متلثم معاه إبرة و ظلااااااااااااااااام ..
: اش اسم المريضة ؟
: ما أدري ما لقينا معاها اوراق هوية وما فتحت فمها بكلمة من انتشلناها ..
: لا تقول هذي وحده من الناجين , مو معقول ..
: إلا , سبحان الله انكتب لها عمر جديد ..
: طيب ما في أحد من أهلها يدور عليها ..
: للأسف ما في أي خبر إلا الآن ..


*************************

(( هي ليست ضعيفة تدعي القوة ..))

يوم الثلاثاء 9 / 1/ 1427هـ :
في نفس المستشفى :

: الكشف والفحوصات المبدئية تدل على فقدان ذاكرة , لكن ما أدري مؤقت ولا لا ..
: لاحول ولاقوة إلا بالله ..
: صراحة ياعم أبو عصام زين اللي فقدت الذاكرة بس , ما توقعت تكون حية وواعية لهذا الوقت , البنت فعليا لها ثلاث أيام بدون أكل أو شرب وباذلة مجهود خارق وسط برد جمد أطرافها , الحمد لله الله ستر عليها , عندها حاليا صدمة عصبية حادة جدا جدا يمكن هي سبب فقدان الذاكرة أو العكس , أعطيناها مغذيات ومهدئات ومحاليل والله يوفق , المهم ما دريت عنها شي ؟؟..
: والله ما أدري عنها أي شي يادكتور , زودنا الشرطة بصورتها من ساعة ما لقيناها وإلى الآن ما درينا عنها شي , ولدي عصام راح يشوف الشرطي اللي جا ..
تقدم عصام من أبوه والدكتور وقال : أبوية الشرطي يبغى يكلمك ..
وقف الشرطي متردد وهو ينقل بصره بين الأب وولده بعدين قال : والله ما أعرف اش أقولك يا عم علي , اللي صار شي ما يتخيله عقل , مختصر الكلام البنت ما عاد بقي لها أهل , ماتوا كلهم في الحادثة ..

************************

(( هي ليست حرة لترسم مصيرها ))

في فيلا واسعة وفخمة في حي المروة بجدة :
يوم الثلاثاء 16 / 1/ 1427هـ بعد الغدا :

أحمد : واحد منكم بيتزوجها رضيتم ولا انرضيتم ..
عبد الرزاق بعصبية : أمي عاجبك كلام أبوية اللي ما يخش العقل ..
جاسم بهدوء : عبد الرزاق احترم ألفاظك ..
أشر عليه عبد الرزاق وقال بضيق : إذا كان عاجبك الموضوع ليش ما تتزوجها انت سيد جاسم مو انت الكبير وانت اللي تعرف أخوها , أنا أبغى أتزوج بكيفي والبنت اللي أنا أختارها , طاق الـ29 ولسه ما تزوجت ولا خطبت ..
حس حاسم بضيق من كلام أخوه فقال بعصبية : أخوها ما أتذكر منه إلا إني شفته مرة وحده في جواز عبد الله قبل سنة , بعدين مالك دخل فيني طاق الـ29 ولا الـ40..
شهقت أم جاسم وقالت : جاسم , عبد الرزاق أحشموا أبوكم قاعدين تهاوشون قدامه ..
تدخلت الجوهرة لأول مرة وقالت بضيق : أميييييييييي والله حرام اش ذنبهم أخواني في اللي يصير , صح البنت يتيمة ومالها أحد غيرنا بس ..
لف عليها عبد الرزاق وقال بوقاحة : أقول انتي اسكتي ما بقي إلا انتي تتكلمين ...
خاطبه جاسم ببرود وقال : لا تعصب وتحط حرتك في الضعيفة , هذي مهي طريقة تخاطب فيها أختك الكبيرة يا متعلم ..
وقف عبد الرزاق وقال بصوت عالي وهو يأشر بيده : إنت بالذاااااات لا تتكلم ..
وكمل بتريقة وهو يمط كلامه بطريقة المستبعد : بتدبسني في المجنونة بننننننت وللللللللد خاااااااااااااااالة جدتك وما تبغاني أعصب ..
تنهد جاسم وقال : أبوية خلاص أنا بأتزوجها ..
اختلطت صرخة الجوهرة باستنكار مع صوت أمه : جاااااااسم ..


*****************************

(( هي ليست نسمة هواء رقيقة تعبر بخفة حيث لا تستطيع ملاحظتها ))

بعد شهر في نفس الفيلا :

يوم الخميس 16 / 2 / 1427هـ بعد صلاة المغرب :

انفتح الباب بكل قوته : السلااااااااااااااااااام عليكم ..
لف أبو جاسم على باب المجلس وابتسم بحب لمن شافها وقال : هلا , هلا والله بأحلى بنت في الدنيا , هلا وغلا بـ أزهار ..
جرت أزهار على أمها وضمتها وهي تقول : فديتك ماما وحشتيني ..
طااااااااااااالع فيها أبوها وقال : نعم , هذا وأنا اللي مرحب بك مو هي ..
ضحكت هي وأمها وقالت : أووووه لك الحشيمة يابابا بس هذي الماما ما أقدر عليها ..
وقامت له وقبل ما تضم أبوها جاهم صوت مزعج يقول : يا سلااااااااااااااام , وخري عن أبوية لو سمحتي ..
نطت أزهار وضمت أبوها قبل ما توصله العنود وقاموا يتصارعون مين يضمه ..
: أبويه يا الدب ..
: بابا يا عمود الكهرب ..
: يععععععع طالعي بس كيف تقولينها بابا , اسمه أبويه ..
: روحي يالبدوية يا ثقيلة الدم , بابا و أنا حره ..
ضحك أبو جاسم وهو يطالعهم وقال وهو يضمهم الثنتين : بس كلكم بناتي , لا ترجون راسي ..
قالت أم جاسم : قوموا عن أبوكم ذبحتوه ..
تصنمت أزهار في مكانها وسرحت فجأة , الكل طالع فيها بترقب , و شويه لفت عليهم وقالت بضحكة : أروح أجيبلكم عصير برتقال من يديني الحلوة , سويته اليوم العصر ..
ضحك الكل عليها ومن خرجت قالت العنود وهي تتنهد : واااااااي والله قلبي عورني حسبتـ...
قطع كلامها رنين التلفون , رد عليه أبو جاسم وقال بعد ما سمع الصوت : هلا والله بجاسم , كيفك يا ولدي ؟؟ متى بتجينا ؟؟..
وسحبت منه أم جاسم التلفون بعد ما رجته وهو يتكلم من كثر لهفتها على ولدها البكر ..

قالت سيتي بحماس : يوووووووو أزهاااااااااااااااااار اس هادا ؟؟ هادا شغل مررررررره هلووووو ..
ضحكت أزهار هي تثبت شرايح البرتقال على طرف الكاسة وتحط مراوح العصير اللي اشترتها من محل أبو ريالين ..
شالت الصينية ومشت للمجلس , لمن دخلت وسمعت اسم جاسم بسررررررعة حطت الصينية على الأرض وقالت : ماما تكفييييييييين أبغى أكلمه والله وحشني ..
ضحك جاسم وقال لأمه : مين اللي وحشتها لها الدرجة ؟؟ العنود ولا الهنوف ؟؟
ما سمعت الأم سؤاله من التردد والحيرة اللي شغلتها وشغلت الكل ما عادا أزهار اللي أخذت السماعة من أمه وقالت : جاسم ..
حس جاسم بشي يلتوي بداخله , قال بهمس : العنود ؟؟
ضحكت وقالت : حراااااااام عليك تشبهني بأم الصوت النشاز هذي , أنا أزهار , مسرع ما نسيتني يالدب ..
بلع جاسم ريقه وهو يحاول يستوعب اللي يصير , أزهار من بين كل أخواته هي اللي تكلمه بعد هالإنقطاع الطويل , وفوق هذا كله تكلمه بطريقه ما تخيلها ..
: جسوم يالوحش أنا قاعدة أكلمك ..
هذا هو صوت زوجته اللي ما يتذكر ملامحها بشكل واضح , سحب نفس وقال : هلا أزهار كيف حالك ؟؟
سكتت بصدمة وبلا مقدمات رمت السماعة على العنود و طالعت فيهم بحيرة , قالت أم جاسم وهي تضمها : بسم الله عليك , اش فيك ؟؟ اش صار ؟؟
قالت بصوت خافت وهي تطالع في يدينها اللي ترتجف: صوته غريب, هذا مو جاسم ..
ضمتها الأم أكثر , رفعت العنود السماعة وقالت بسرعة لمن سمعت جاسم ينادي أزهار : هلا جاسم , لا بخير نكلمك بعدين , هااااا , طيب ..
سحبت التلفون وخرجت من المجلس وعيونها معلقه على أزهار اللي صارت شاحبة وهي في حضن أمها اللي قاعدة تقول : يمه هذا جاسم , اش فيك ؟؟
هزت أزهار راسها وقالت : لا مو جاسم , مو أخوية , كيف ما ميزت صوته ؟؟
ضمتها أم جاسم أكثر وقالت بألم : يمكن لأنك ما سمعتي صوته من زمان , ويمكن بسبب التعب اللي صابك الفترة اللي فاتت ..
غمضت أزهار عيونها وقالت جوة نفسها الكلام اللي ودها تصارخ به على العالم لكنها تخبيه عشان ما تخوف أمها وأهلها (( يا ناااااااااس ليش أحس نفسي غريبة عنهم وما قيد عشت معاهم , أحس كل شي جديد عليه , وأحيانا أحس بخوف يزلزلني من داخلي, ياااااااااارب استر , يارب ارحمني , هذا إيه اللي فيني ؟؟ ليش ما أتذكر طفولتي , ليش ما أتذكر أي شي يمضي عليه الوقت , مو معقوله هذا كله فقدان ذاكرة من الصدمة اللي صابتني بعد الحادث , مو لدرجة إني أنسى أخواني وأصواتهم , حتى عبد الرزاق صار لي نفس الموقف معاه , حسيت صوته غريييييييب عني , حتى بابا وماما غريبين والله خايفة , اش اللي فيني ؟؟ ))..

*******************************

غمض جاسم عيونه ورمى نفسه على السرير وهو يزفر بقوة , لف عدنان عن كمبيوتره وقال : أذكر ربك ..
ورجع يطقطق الأزرار , لف عليه جاسم بعد ما قال الشهادة وقال بعد فترة صمت مايقلق سكونه إلا صوت ضغطات الأزرار : كلمتني ..
ساب عدنان شغله ولف الكرسي الدوار بالكامل ودف نفسه إلين سرير جاسم وقال بحماس : مييييييييين ؟؟ لا تقول زوجتك ..
تأفف جاسم وقال وهو يسحب المخده ويضربه : طيب بلاشي هذي النظرة المتحمسة لأني ماني فايق لك ..
ضحك عدنان وقال وهو يرجع له المخده برمية : والله متحمس , ليش ما أتحمس , أبطال قصتي الجاية إن شاء الله إنت وأزهار..
أعطاه جاسم ظهره وقال: والله من جد فايق, روح لمنتداك وقصصك يالمؤلف العظيم ..
سكت عدنان شويه وهو يفكر إنه يمكن تضايق بسبب عقدة الذنب بعدين قال بصوت هادي : اش فيك متوتر ومعصب ؟؟ أنا عارف إنها أول مرة تكلمك بس ما أظنها كانت محادثة صعبة لها الدرجة , في النهاية البنت حتتذكر كل ماضيها وبتعرف كل التضحيات اللي سويتوها عشانها ...
: البنت خافت ورمت السماعة لمن كلمتها وقالت إنه هذا مو أخويه جاسم , صوته غريب وما أعرف إيه ومن ذاك الكلام وهلم جرا ..
: قصدك إنها بدأت تتذكر وتحس ؟؟
: الله أعلم ..
:الله يستر إن كان بدأت تتذكر ..
: كم مر على الحادث ؟؟
: ما أدري بس اللي أعرفه إنه مر شهر بالتمام من يوم انصفقت على راسي ووافقت على اللي يصير دحين ..

*****************************

(( هو ليس مجبرا ليسير حسب أهواء الآخرين ..))

قبل شهر في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة :
يوم الثلاثاء 16 / 1/ 1427هـ في الليل:

: جاسم ولدي أنا عارف إنه اللي أطلبه صعب ..
نزع جاسم بصره عن الشبح المسجى على السرير ومثبته فيه عشرات الأسلاك وقال لأبوه الواقف عند باب الغرفة : خلاص أبويه ما عليك مني , أنا رجال , كل الدعوة توقيع على ورق وإذا ما ناسبني الوضع أخرج منه بسهولة , وبصراحة بعد ما فكرت في الموضوع البنت يتيمة وفاقدة الذاكرة ومالها أهل , أتحسن فيها وأدخلها في عايلة أنا عارف إنها تتمنى تسوي فيها خير لوجه الله أحسن من إنها تنحط في جمعية خيرية ما ينعرف مصيرها بعدها ..
طالع فيه أبوه بإكبار وقال : من يومك كبير في عيني يا ولدي ودحين زاد قدرك أكثر ..
ابتسم جاسم ورجع طالع في أزهار وقال : زين إنها عايشة وأحسن إنها فقدت الذاكرة , والله لو وحده عاشت اللي عاشته كان انجنت ..
تنهد وجلس يتأمل جسدها ووجهها المتشوه من النفخ اللي فيه ~ أزهار اش الإسم الغريييييب هذا ؟؟؟ , عمرها 25 سنة ولسه ما تزوجت , ليش ؟؟ يا ترى كيف شخصيتها هالبنت ؟؟ الله يعينك يا أبوية على ماجاك , اش بتسوي لو كانت شينة أخلاق ~ , ناداه أبوه عشان يخرج وهو يقول : أخرج عن البنت يا جاسم , تراك لسه ما تزوجتها ..
تنهد ورماها بنظرة أخيرة وخرج وهو يقول لأبوه بمزحه عشان يقنعه إنه مسوي هالشي برضاه : النظرة الشرعية حلال ..


***************************

(( هو ليس هوائيا تحكمه عواطفه ..))

في الفيلا :
يوم الجمعة : 19 / 1 / 1427 هـ :

بعد ما وقع على عقد الزواج اللي صارت مشاكل تدخلوا فيها الكثير عشان يتم و أكثر من الكثير عشان ما يتم وبعد عرضها على مسؤولين في القضاء والدولة ..

حط جاسم يده على كتف أخته وسأل : الجوهرة اش فيك زعلانه ؟؟ أبوية يبغاني أتزوجها عشان هو يقدر يقابلها ويرعاها , خلي الوضع يهدى بطلقها وأتزوج اللي أبغاها , وهي حتظل تقابل أبويه ..
طااااااالعت فيه الجوهرة وقالت بشك : يعني متأكد إن الموضوع مو هبقة طنت في راسك بعد ما حزنت عليها وأشفقت في لحظة تهور..
ابتسم وقال : لا إرتاحي إحنا عسكر ما عندنا كاني و ماني , 1+1 = 2 , وبعدين من متى أخوك يسوي شي ما يقلبه في دماغه مية مرة ؟؟
: الله يحفضك و يحرسك , ريحتني والله ..
قال بثقة يبغى يغرسها في قلبه قبل قلب أخته : فكري فيها كويس , أنا بكرة رايح الرياض وما حأجي على سيرة , وعبد الرزاق خلاص سافر فرنسا ومابيرجع إلا بعد سنة , يعني البنت بتاخذ وقتها في الراحة معاكم ..
تنهدت بضيق وقالت : الله يسهل وتنقل , والله جدة مي شي بدونك ..
: الله يقدم اللي فيه خير , أهم شي خلي بالك على الأهل زين .

***********************

وقبل هذا الوقت بأكثر من أسبوعين :
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 6.30 الفجر في إحدى الفنادق في تبوك :

: والله متحممممممممممممممممممسة , متى يجي الليل ؟؟ ..
مسك عمير المخدة ورماها على وجه أزهار كعادته وهو يقول : ترااااااااااك طفشتينا , لك شهر غاثتنا بهالحماس ..
ضربت المخدة وجه أزهار ضربة مباشرة خلت عمر يقهقه وهو يقول : حللللللللللوة أبو مصعب , ضربة مباشرة ..
طالعت فيهم أزهار لمن رفعوا يدينهم وصفقوها بخمسة انتصار وقالت : هاهاها ما يضحك , والله لا أشتكيكم لعموري لمن يجي ..
قال عمر بتريقة : أنا هنا ..
لفت بوزها و قالت : عموري عمار مو إنت ..
قال عمير وهو يلف على أخوه اللي أكبر منه : كلنا ندلع عموري , مو عموري ؟؟..
قال عمر وهو ينسدح على فخذ أمه اللي قاعدة تقرأ أذكار الصباح : للأسف أمي وأبويه الله يرحمه من قلة الأسامي سمونا هالأسماء ..
ابتسمت بهدوء ومسحت على شعره من دون ما تشيل عينها عن كتاب الأذكار ورفعت بصرها أول ماسمعت صوت المفتاح في الباب مختلط بدق الباب ..
فزت أزهار وراحت تجري على الباب ..
أول ماصك عمار الباب ولف شاف خيال ناط عليه يحضنه , ابتسم وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردت السلام ورفعت وجهها وابتسمت له وهي تقول : هلا باللي له الخافق يهلي , وحشتني ..
انمحت ابتسامتها لمن شدت يد خشنة شعرها المتوسط الطول من ورى وشهقت وهي تقول : آآآآآآآآآي عميييييييييييييييييير ..
كانت عارفة من دون ما تلف من اللي يععععععشق يشد شعرها و يناكشها بأذية ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

سلم على أمه و عمر وجلس وحط التميس والفول اللي جابه قدام أمه وهو يقول : الله يصلحهم ..
قال عمر وهو يقوم عن فخذ أمه ويستنشق بقوة : والله يبغالهم فرش عشان يهجدون , الله يالريحة ..
ابتسم عمار ابتسامته الهادئة وقال: خليهم مشتاقين لبعض , لهم أسبوعين ما تضاربوا ..
ضحك عمر وقال : والله لو تشوفه الأسبوعين اللي فاتت بعد ما رحتم الأردن قاعد ياكل في نفسه أكل مو لاقي أحد يضاربه ..
قالت أمه وهي تشوف الإثنين راجعين وهم يضحكون : والله حتى أزهار كل ما شافت شي حلو تحسرت وقالت ياليت عمر و عمير معانا ..
جلست أزهار وقالت وهي تغمز لعمر: عمور والله فاااااااااااتتك المناظر الحلللللوة هناك
تنهد وحط يده على قلبه وهو يقول بتريقة : آآآآآآآآآآآخ ياقلبي , ربي عرف الشوكة وسود راسها , الجامعة ما أعطتني إجازة إلا تو ..
جلس عمير يستغفر وهو يدق أزهار اللي قاعدة تحط الفطور بعد ما فهم قصدها بالمناظر , ضحكت و قامت تحكي عمر وعمير بحماس عن كل شي شافته هناك رغم إنها ما خرجت كثير بسبب مرابطتها في المستشفى مع أمها ..
طبيب أمها اللي يعالج ركبها و الإنزلاق الغضروفي اللي في عمودها الفقري نصحهم يسوون عملية لأمهم عند طبيب في مصر دلهم عليه واتفق معاه على كل الإجراءات ولأنه عمر أخذ إجازة قرر يطلع لهم ويتقابلون في تبوك عشان يسافرون بحرا من هناك على مصر لأنه أوفر في الفلوس اللي يعانون من قلتها حاليا ...

**************************

يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 4 العصر في ميناء ضباء التابع لمنطقة تبوك :
قبل وقت الإقلاع :

أول ما تحركت سيارة الأجرة اللي نزلتهم في ميناء ضباء وشافت أزهار السفن على أرصفة الميناء قالت بفرحة : ياااااااااااي أول مرة أدخل ميناء , شكله يهبببببببببببل , متى نركب السفينة ؟؟..
ضربها عمير على راسها وقال يقلدها بتريقة : رخي صوتك يالمطفوقة , متى نركب السفينة ؟؟ ..
طالعت فيه بضحكه وقالت : مو عشانك خايف من السفينة تقوم تتريق عليه ..
قال بكبرياء : من قال إني خايف ؟؟ وليش أخاف ؟؟ شايفتني بزر ..
تنهدت وقالت وهي تجر شنطتها : ما أدري من إيش خايف , يمكن يمكن لأنك ماتعرف تسبح ..
ضحكوا عليهم لمن بدأوا يتناقرون , بعدها جلسوا منتظرين إلين خلص عمار أوراقهم وتحركوا للرصيف اللي فيه السفينه , حست أزهار بالإنشراح وهي تشوف اللون الأبيض والأزرق المميز للسفينة , كان شكلها مهيب بطوابقها المتعدده والناس المنتشرين على سطوحها وهم يطالعون من الحواجز , حست بشعور مختلط من الحماس والفرح , هذي أول مرة في حياتها تركب عبارة , ابتسمت وهي تقرى اسم العبارة (( عبارة السلام 98 )) لفت على عمار وقالت : عموري , حلو اسم العبارة مرة , هي عبارة مصرية صح ؟؟ ..
قال بهدوء وهو يدف كرسي أمها المتحرك : هي حاليا ملك لشركة مصرية لكنها على ما أعتقد أصلها إيطالية ..
قالت فرحانه بالمعلومة الجديدة اللي حتقولها للبنات : يا حركتاااااااااااااااات , أتاريني ماني هينة راكبه عبارة إيطالية ..
كان الرصيف مزدحم بالناس أكثرهم من ال***ية المصرية , قال عمير : ما شاء الله هذولي كلهم مصارية , ليه ؟؟
قال عمر : اش بك راجعين من حج و إجازة ..
قالت أمه بمزح : الله يخليك لا تجيب سيرة الحج عشان ما نرجع لنفس الموال ..
قال عمير وهو يلف بوزه : أجل تحسبوني ناسي القهر اللي في قلبي ليش ما خليتوني أحج ..
قال عمر : يالغييييييييييرة , ترى والله دعيتلك يوم عرفة , وإنت إن شاء الله لاحقها السنة الجاية ..
طالع عمير في السفينة اللي لاحت له من فوق زحمة الناس وقال بتوتر: ما أدري أعيش للسنة الجاية ولا لا ؟؟ والله السفينة شكلها ما يطمن ...
وحس بالإحباط لمن قاموا يضحكون عليه ...
كان فيه مدخل واحد كبييييير للعبارة عشان كذا طلبوا من الركاب يطلعون أول لأنهم بيشحنون السيارات والشاحنات والحقائب بعدهم ..
كانت أزهار تمشي مع عمر وهي تلف يمين ويسار تحاول تستوعب المناظر قد ماتقدر شهقت بخفة لمن شافت بوفيه وقالت : أكلللللللللللل ..
سحبها عمر عشان تكمل مشيها وهو يقول : بعدين , ما تفكرين إلا في بطنك ..
استغربت لمن شافت الناس متزاحمين على سطح السفينة و تساءلت جوتها عن سبب عدم جلستهم في غرفهم , طلعت عدد من السلالم ما حسبتها ومشيت في ممر يدوب يكفي لشخصين , ولمن وصلت لغرفتهم هي وأمها و عمير وشافت ضيقها عرفت سبب هروب الناس للسطح , جلست على السرير المهترئ وعرفت إنه أكيد هذا كله بسبب الأسعار الرمزية للرحلة , لكن هذا ما حبطها ولا قلل حماسها لأنها عارفة إنهم لازم يوفرون الفلوس عشان عملية أمهم اللي ماعاد تقدر توقف وتمشي من كثر الوجع ..
شوية كذا جات أمها اللي بالقوة تعاونوا أخوانها وجابوها على كرسيها المتحرك وعلى طول نقلوها السرير و سدحوها عشان ترتاح ..
مسكت جوالها بعد مالحفت أمها واتصلت على أول رقم في القائمة , ولمن جاوبها البريد الصوتي قالت بطفش : مشاعل تراني بأفجر البريد الصوتي اللي ذابحتني فيه , من حلات الصوت عاد عشان أسيبلك رسالة كل شوية , أنا في العبارة وما حتتحرك إلا الساعة سبعة وحنوصل 2.30 بإذن الله , ادعيلي ..
قال عمر وهو يرتب الشنط : اش عندك انتي ومشاعل هذه كل شوي معطيتها تقارير عن تحركاتك ..
لفت بوزها وقالت : صحبتي الروح بالروح ...
وقف عمار جنبها وسألها باهتمام : حتى اليوم ماردت عليك ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تلعب في الجوال بطفش : ماسمعت صوتها من زمان , شكلها مشغولة لأنه زواجها مابقي له شي ..
قال بمحبة : شيلي البوز اللي مادته , إذا وصلنا مصر بالسلامة أخليك تدقين بجوالي , وإن شاء الله نرجع قبل زواجها ..
طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله لايحرمني منك ياعسل ..
قال عمير بتريقة وهو يدق عمر : وترى وددددها تقول لك الله يفكني منك يابصل ..
ضحكوا عليها لمن بدأت تنكر وهي تضرب عمير بمزح , ولأن انتظار شحن الآليات حيطول ترجت أخوانها يخرجونها تمشى شويه , ووافقوا الكبار بعد جهد إنها تخرج مع عمير وقت الإقلاع عشان تشوف البحر , لكنها أصرت عشان تبغى تشوف على قولتها البحر تحت ضوء الشمس , وعمير اللي ما أحد سمع إعتراضاته كان وده يكفخها ليش خلته يخرج وسط هالزحمة ..

*************************

يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 8.30 في الكبينة :
الساعات الأولى من الكارثة :

رفعت أزهار راسها عن الكوتشينة اللي ماسكتها في يدها وشمت الهوا وهي تقول : أشم ريحة شياط ..
ضحك عمير وقال وهو يرمي ورقة : أقول اسحبي و انتي ساكته , مو عشانك مهزومة تشردين ..
لعبت كم دورة ولمن زادت الريحة شمت مرة ثانية وقالت : والله أشم شي ..
قامت أمها عن سدحتها وقالت : صادقة أزهار أشم شـ...
اندق الباب وانفتح على طول ودخل منه عمر وهو يقول : في ريحة حريقة غريبة ..
نقزت أزهار وقالت : يا ماما , والله قلت لعمير ماصدقني ..
قام عمير وطالع بتوتر في عمر وهو يقول : يمكن حرق في البوفيه ولا المطبخ ..
وصلتهم أصوات مختلطة عالية, صك عمر باب الكبينه وقال وهويفتح الشباك الصغير: عمار راح يشوف اش فيه , كملوا لعبكم ..
قال عمير وهو يلم الكوتشينة : نكمل بعد ما نشوف اش فيه ؟؟
قالت أزهار وهي تضحك على شكل عمير المتوتر : يعني اش بيكون فيه ؟؟
اندق الباب ودخل عمار وهو يقول بابتسامة : السلام عليكم ..
وضحك لمن شاف عيون أخوانه ثابته عليه وقال : اش فيكم مارد السلام إلا أمي ..
قالت أزهار : اش ريحة الحريق هذي ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : القبطان يقول ريحة شكامانات وإن شاء الله مافي شي ..
قال عمير بخوف : علينا.. شكمانات دخاخينها وريحتها واصلة للغرف , هذي شكمانات العمالقة ..
ضحكت أزهار من قلبها وقالت : حلوة شكمانات العمالقة ..
وسكتت وقالت ببراءة : إلا واش هي الشكمانات اللي تقولون عليها هذي ؟؟..
قال عمر وهو يسحب عمار برى : مالك دخل خليك في لعبك انتي و اياه ..
وبعد ما صك الباب لف على عمار وقال : عمار استحاله هذي شكمانات ..
قال عمار بعد تفكير : يمكن شي ثاني بس القبطان ما يبغى يخوفنا ..
لف عمر يمين ويسار الناس كانت تروح و تجي في الممر وناس تدخل غرفها وناس تخرج والكل يناقش موضوع الريحة الغريبة قال بعصبية : مافي أحد يعرف نسأله اش صاير !! وين الملاحين ؟؟ ليش سايبيننا عمي كذا ما ندري عن شي ؟؟ ما شفت أحد منهم من طلعت السفينة ..
رص عمار على عضده وهو يقول بهدوء : أقعد سبح واستغفر أحسن لك بدل العصبية اللي ما بتفيدك وخلينا ندخل كبينتنا أحسن من الوقفة في الممر..
فك الباب وقال لعمير : عمير إحنا في الكبينة إذا إحتجتوا شي قولوا لنا ..
بعد فترة صمت طويلة :
طالعت أزهار في عمير بعد ما حست ريحة الحريق كل مالها تزداد وقالت : تتوقع داسين عننا شي ؟؟..
قال عمير وهو يخرج بشويش عشان أمه نايمه: خليك جالسة هنا أروح أشوف وأجي ..
مسكت فيه وقالت بخلعه : عميرو على وين ؟؟
قالت أمه اللي انتبهت لأصواتهم : عمير على وين ؟؟
فلت كم ثوبه من أزهار وقال وهو يعدل قبعته : أشوف الوضع وأجي على طول ..
لبست أزهار عبايتها بسرعة وهي تقول بحماس : بأروح معاه ..
قالت أمها وهي تحاول تقوم بتعب : أزهار لا تخرجين ..
قالت أزهار : بروح لعمار وعمر في الغرفة اللي جنبنا وأجي على طول ..
أول ما خرجت مشيت شويه في الممر وهي مهي عارفة أي غرفة هي غرفة أخوانها , وشهقت لمن شافت مجموعة رجال متزاحمين في الممر وهم يصارخون بعصبية يبغون يروحون للقبطان , وقبل ما تتحرك راجعة حست بيد تمسكها , لفت بخوف ..
: اش مطلعك من الغرفة ست أزهااااااار ؟؟..
تنهدت براحة وقالت : عمر , كنت أدور عليكم ؟؟ عمير خرج من ..
فتح عيونه على آخرها وقال بعصبية : خرج ؟؟ خرج وييييييييييين ؟؟
: ما أدري قال آآآآآآآآآآآ ..
صرخت بقوة لمن حست بكوع يضربها على ظهرها , ضمها عمر وقال بصوت جهوري : بشويش لو سمحتم , ما انتم شايفين حرمة واقفة ..
وسحب أزهار ودخلها الغرفة وقال : لا تخرجين سامعة , الوضع ما يسمح ..
وقال لأمه اللي طالعت فيه بترقب : أمي أجيب عمير وأجي ..
نزعت أزهار نقابها وفكت الطرحة وهي تقول بخوف : مااااااااماااااااااا ..
ضمتها أمها وهي تقول بهدوء: إن شاء الله مافي شي, قومي إقري قرآن اشغلي نفسك..

**************************

وقف عمار مع حشود الرجال الثايرين عند باب كبينة القيادة وهم يصارخون على القبطان وقال للصعيدي اللي جنبه : مو أحسن نروح نلبس ستر النجاة بدل الوقفة اللي ما تفيد عشان نعرف الوضع اللي مهم راضين يشرحونه بالضبط ..
قال الصعيدي بلهجته القوية : الوضع واضح يا بيه دا العبارة بدخن من أدام و عمالين يكدبوا و يؤلوا حريق بسيط في المطبخ ومسيطرين عليه ..
سمع بوضوح واحد سعودي يقول : ساعة شكمانات وساعة حريق في المطبخ , تكذبون على مين ؟؟
جا واحد من وسط الزحمة يصرخ : حريييييييييييق حريييييييييييق في الشاحنة تحت , حرييييق ..
لمن كثر الهرج والمرج وبدأت الأصوات تعلى وتختلط مع ضربات على كبينة القيادة سحب عمار نفسه ونزل على طول للغرف , انصعق لمن شاف الدخااااااااان الخانق و الناس متزاحمه في الممر عشان تخرج , حريم على رجال من مختلف الأعمار , حشر نفسه وسطهم يحاول يمشي عكسهم عشان يوصل للغرفة , كان كل مايتقدم خطوتين يرجع ثلاثة , قال واحد ما عرف ***يته مر من عنده : ارجع ارجع الدنيا تحترق ..
حس بقلبه ينقبض لمن لاحظ سحب الدخان تملى المكان بشكل منذر بالخطر القريب , قام ينادي بصوت عالي حاول قد ما يقدر يخليه يعلى على صوت الجموع الخايفة المختلطة ببكى الأطفال : عـــــمـــــر , عمـــيـــــر ..
لصق في حافة الممر وقام يزحف بكل قوته ..

**************************

نزلت أزهار مصحفها وقالت بخوف : ماما الدنيا هايجة والدخان فضييييييييع ..
ما نزلت أمها عينها عن مصحفها , لفت أزهار بوزها وقالت : ياليت عندي برودك وهدوئك ..
انفتح الباب بقوة خلتها تفز بخوف , و انفجعت لمن شافت عمر قدامها حالته حالة وثوبه مقطعة أزراره
قالت أمها بخوف : عمر ..
قال بهدوء قد ما يقدر وهو يسحب شنطة صغيرة من شنطة السفر : بسرعة لازم نخرج من هنا ..
طالعت أزهار في الناس المتقاتلة برى وشهقت لمن طاح رجالين من قوة التدافع جوة الغرفة , قال عمر وهو يسحبها ويلبسها عبايتها : بسرعة مو وقته ..
قالت أمه وهي تلبس عبايتها : اش فيه ؟؟ عمير وينه ؟؟
دخل عمار في هذي اللحظة وهو يشاهق من كثر ما انفاسه منقطعة وتبادل نظرة معبرة مع عمر اللي رمى له الشنطة الصغيرة ومسك أزهار وهو يقول : الجوازات , يلا نخرج , عمير برى أكيد ..
فجأة وصلهم صوت صراخ فضيع مختلط بصوت ناس يقولون حريقة , بسرعة حريقة
عمر بحكم قوته الجسدية اللي تنافس عمار , جلس على الأرض من دون تردد وقال لأمه بسرعة : أمي إمسكي بسرعة , الكرسي مستحيل يمشي في هالزحمة ..
حست أزهار بضربات قلبها تسرع وهي تشوف عمر يشيل أمه بكل قوته وعمار يقوله : إمشي قبلي وأنا وأزهار وراك عشان ما أخلي أحد يدفك بسرعة ..
خرج عمار وفرد يدينه بسرعه قدام الناس وخلى عمر يخرج , وصرخ بازهار المتنحة : أزهاااااااار ..
ضمت شنطتها الصغيرة لصدرها بقوة كإنها حبل النجاة و جريت له ضمها بقوة وخلاها تمشي قدامه وهو يصد الناس الجارية بظهره عشان ما يدف أحد عمر اللي بدأ العرق ينزل من جبينه من كثر الحرارة والمجهود اللي باذله ..
كانت أزهار تمشي بخطوات غير متوازنة بسبب الزحمة محشورة بين عمار اللي رافع عبايتها عشان مايدعسها وأمها المشيولة على ظهر عمر اللي كان صوت لهاثه يوصلها من شدة المجهود الخارق اللي يبذله , كانت مشاعرها مختلطة , خوف من اللي يصير ممزوج بعدم تصديق و ترقب فضيع وتخمينات مخيفة للمستقبل القريب , وكان في بالها شي واحد يتردد ~ هذا ممكن يصير لكل الناس , في الأفلام , في الروايات , لكن مستحيل يصير لي , أكيد أنا في كابوس ~ قال عمار لمن شاف الدنيا تهوج أكثر : ارفعي غطاك عشان تشوفين ..
قالت بإصرار : لا ..
فجأة التدافع اللي خلاها تصدم في جدار الممر بقوة وهي مهي شايفة اش اللي جاها خلاها تتأكد إنها مهي في كابوس , مستحيل الكابوس يخليها تتألم بهالشكل ومستحيل يخليها ما تصحى وهي تشوف عمر قدامها يطيح ومعاه أمه , صرخت وهي تحاول تمسك أمها : مااااااااماااااااا لاااااااااااااااااااااا عمــــــــــــر ..
صرخ فيها عمار وهو يسحبها بقوة ويلصقها في الجدار : لا تندقيييييييييييين ..
ووقف مكانه ماسك في داربزين الممر بقوة وهو فارد يده وهو يصرخ : عمر قووووووووووووم , عمـــــر ..
شهق عمر بقوة وهو يصرخ : أميييييييييييييي , سامحيني يا أمي ..
كانت أمه تحاول تكتم أنينها المتوجع عشان ما تخوفهم وهي تقول بصوت خافت : ما فيني شي ..
كانت الدموع بتتفجر من عيون أزهار لكنها كتمتها بقوة لأنه مو وقته تصيح وتبهذلهم , شوية شافت ثلاثة رجال صعايدة واقفين مع عمار مسوين حايط صد وواحد فيهم يصرخ : بسرعة شيل الحجة , بسرعة ..
عمر شال أمه بمساعدة أزهار وتحركوا بسرعة و الرجال الثلاثة ماشيين معاهم , لمن طلعوا الدرج وخرجوا لسطح السفينة توقعت أزهار إنه الفرج , لكن تحطم كل شي فيها لمن شافت زحمة النااااااس وتخبطهم في بعض وسط ظلام الليل و بخار الحريق واضح في السماء , قال عمار : لا حول و لا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , يا رب استر , يا ربي رحمتك وسعت كل شيء ..
قال عمر وهو يتنفس بصعوبة وبصوت مسموع : عمار وين نروح ؟؟
صرخت أزهار لا شعوريا لمن حست بميلان في السفينة ومسكت في عمار وهي تقول : بنغرق ..
وبدأت صرخات الحريم تعلى وأصوات بكى الأطفال يزيد , تخلت أمها لأول مرة عن هدوءها وهي تطالع يمين ويسار وهي تقول بصوت خايف يميل للصراخ: عمير وينه؟ عمير ولدي وينه ؟؟ تراه ما يعرف يسبح , أخوكم ما يعرف يسبح ..
قال عمار وعقله يدور بلا هوادة في تفكيرات عميقة : إن شاء الله إنه بخير ..
وتبادل نظرة مع عمر كانت تقوله بخوف ~ أمي ما تعرف تسبح , و رجولها ما تساعدها , وعمير ما ندري وينه , وأزهار لا يمكن تعرف تسبح في هذا الموج القوي ~ وكان عمر يصرخ جوته ~ والله عارف , الله يستر , لازم نتصرف بسرعة يا عمار مو معقولة بنقعد واقفين كذه ~ شافوا الناس كلهم يتحركون نحو جهة اليسار بحسب أوامر الملاحين اللي طلعوا فجأة عشان يوازنون السفينة اللي بدأ ميلانها يزيد نحو جهة اليمين اللي الدخان يخرج منها كإنها بركان ثاير ..
قال عمر بأمل : عمار شايف السفينة البعيدة اللي تأشر لنا هناك ..
لف عمار يطالع لمؤخرة السفينة فشاف سفينة بعيدة مو واضح منها إلا أضواءها بسبب الظلام, وكان شكلها كإنها تأشر لهم ..
قال عمار : إن شاء الله إنها جاية للمساعدة , شفتيها يا زهره ..
من يوم نادها باسم الدلع عرفت إنه يحاول يبث فيها العزيمة وعدم الخوف , ابتسمت وقالت وهي تهز راسها : شفتها ..
تحركوا مع المتحركين و تحاشروا جهة اليسار والصخب كل ماله يزيد رغم محاولات القبطان والملاحين تهدئة الجو ...
تحرك عمار بعد لحظة صمت سادت بينهم وقال بحزم : وين ستر النجاة ؟؟ الناس لبسوا ستر النجاة ورجعوا فكوها وأكثرهم ما عنده ستر , خلوكم هنا بأروح أجيب ستر و أشوف فين عمير مرة وحده ..
لقي واحد قاعد يوزع ستر على الناس فراح له عشان يساعده وهو يدعي من قلبه إنه يلقى عمير ..
كانت أزهار ماسكة في حاجز الدور الثاني من السفينة وجنبها عمر اللي ماسك في الحاجز بيد وباليد الثانية مثبت أمه وراه , طالعت أزهار تحت و انفجعت لمن شافت الناس كإنهم في الحج متحاشرين ويصارخون وهم يركبون قوارب النجاة , كانوا بلا شعور يتصارعون زي الوحوش على القارب , لفت على عمر وقالت وهي تهزه : عمر قوارب النجاة , لازم نركب قوارب النجاة ..
وصرخت لمن شافت ناس ينطون من الدور الثاني على الدور الأول من الحدايد والحبال كله عشان يوصلون لقوارب النجاة , وحست بالخوف يملى قلبها لمن شافت رجال يدف الثاني اللي طاح من قارب النجاة على البحر عشان يركب مكانه لصقت في عمر وهي دوبها تستوعب إن الموضوع فعلا غرق , طالعت بألم في الناس اللي معاهم أطفال وعجايز , هذولي اش بيسوون لا غرقوا , شافت عمار جاي من بعيد ومعاه سترتين نجاة , حست بشوية انتعاش تلاشى مع تعالي أصوات الصراخ والنواح لمن **** السفينة بعنف خلى توازن عمر يختل وتنفلت أمها منه , صرخت بكل قوتها وهي متشبثة بالحاجز : مااااااااااامااااااااااااااا ..
و حست بقلبها ينقبض لمن شافت أمها معلقة بيد عمر اليسار اللي مسكها بقوة وهو لاف الحاجز بيده اليمين , سمعت صراخ الناس يزداد بشكل مرعب لفت لعمار وانصدمت لمن لاحظت إنه مختفي على مد بصرها وشافت بنت عمرها سنة تهوي من بين يدين أمها و تتزحلق على أرضية سطح السفينة مع ناس كثير وتخرج من وسط حدايد الحاجز الثاني للمجهول , صرخت أمها وفلتت نفسها وراحت ورى بنتها وزوجها يصرخ باسمها وهو ضام ولد عمره 5 سنين تقريبا مايت صياح , سمعت صوت غريب فرفعت راسها عن الهول اللي تشوفه وانصعقت لمن شافت لأول مرة دموع عمر الغزيرة تبلل لحيته وهو يقول بصوت مخنوق وهو راص على أسنانه : امسكي فيه يا أمي الله يخليك , ماعاد أنا قادر أمسكك , الله يخليك لا تفلتيني , لا تفلتيني ..
ومع ميلان السفينة أكثر وأكثر كانت يد أمها تنزلق من يده شويه شويه , كان ودها تساعد تسوي شي , لكن السفينة صايرة كإنها زحليقة , و قبل ما تتحرك شافت يد أمها تنفلت وتتزحلق على الأرضية مع ناس كثير وتصدم في الحاجز صرخت بطول صوتها وهي بتنط وراها : ماااااااااااااااماااااااااااااااااااا لاااااااااااااااااااااااااا ...
صرخة عمر وهو ينادي أمه بحرقة طغت على صوتها وهو يفلت يده ويرمي نفسه ورى أمها , غمضت عيونها لمن شافت أمها تنزلق من وسط الحاجز قبل ما يوصل لها عمر اللي نط يلحق بها , كانت تبغى تلحقهم تسوي شي لكن الخوف خلاها متعلقة في الحاجز وهي تصيييييييح و قبل ما تدرك اش يصير **** السفينة بزاوية حادة صرخت أزهار وهي تمسك في الحاجز اللي صارت شبه متدليه منه من شدة الميل , كان الصراخ وصوت الأشياء اللي تنزلق وتتكسر حوليها يزيد من رعبها وهي تطالع في يدينها العرقانه من كثر الخوف وهي تتفكك ببطء مميت , انفلتت من الحاجز في لحظة غير متوقعة و في غمضة عين لقيت نفسها تسبح وسط اللا مكان قبل ما تصدم في شي قاسي ولين سمعت له أنين قوي و حست بأجسام ثانية تصدم فيها قبل ما ترجع تطيح وسط الظلام , فاقت من الظلام الغريب لمن حست بشي بارد يلفها من كل جانب , برودة موية البحر الأحمر فوقتها وخلتها تستوعب هي فين وقبل ما تتمالك أعصابها شهقت فدخلت الموية المالحة في خشمها وفمها وحسستها بخنقة خلت عيونها تجحظ ولمن أخذت تضرب بيدينها الموية عشان تطلع للسطح حست العباية تلف حولينها ...

*******************************

في الفيلا في الزمن الحالي :
يوم الثلاثاء 21 / 2 / 1427 هـ في الليل :

: كذااااااااااابة , بيجي ؟؟ متى ؟؟
قالت العنود بحماس : هذا الربوع إن شاء الله ..
صرخت الهنوف : يعني بكره , وااااااو ..
سكتتها البندري وهي تقول بضيق : على إيش متحمسات يا خياتي ؟؟ ناسين النباتات الشائكة اللي هنا ..
تضايقت الهنوف اللي بطبعها حسااااااسة وحنونة من كلمتها بقوة وقالت : بندري حرااااااام عليك اللي تقولينه , متى بيحن قلبك على المسكينة اللي ماسوت لك شي ..
قامت البندري بعصبية وقالت : أزهااااااار مسكينة , لا والله مهي مسكينة , متنعمة بخير ما لحقته في حياة أهلها , فيلا وأهل وزوج قد الدنيا ..
قالت العنود بعصبية : أصصصصصصصصص صكي حلقك يوم ماتعرفين تتكلمين زي البشر , حسك عينك تسمع أزهار اللي تقولينه , خافي الله فيها حاسدتها على إيه !! يتيمة وفاقدة الذاكرة ومالها أحد يا حقودة ..
فار دم البندري فصرخت : نــــعــــم , اش تقولين ست عنودوه ؟؟ ..
ضحكت العنود باستهزاء وقالت بطريقة استفزازية : سوري كلام الملوك ما ينعاد ..
دخلت الهنوف وسطهم قبل ما يتشابكون وقالت بصوتها الهادي : بسك إنتي وإياها , إحترموا وجودي ..
طلت أزهار براسها من ورى الباب وقالت : سلام , اش فيكم ياحلوييين صوتكم واصل لآآآآآآآآآخر البيت ..
قالت البندري : فيلا مي بيت ..
ضحكت أزهار وقالت : أوكيييييي واصل لآخر الفيلا ..
قالت الهنوف تبغى تغطي على الجو لأنه العنود وجهها محمر إلى الآن من العصبية : فرحانين عشان جاسم بيجي بكره ..
تحمست أزهار وقالت : والله , كويس لأني أحس إني ماني فاكره منه شي من كثر غيابه , وهذا يعني كمان إنه الجوهرة بتجي بكرة يااااااااااااي , وحشتني هي والكلبوزة بنتها ..
وسكتت لمن شافت تشميقة العنود للبندري قبل ما تخرج وهي تسحب أزهار من يدها ..
كانت أزهار رغم عدم معرفتها للسبب تلاحظ الضيق وعدم المحبة اللي في عيون أختها البندري اللي هي آخر العنقود ..
ولمن شافت العنود اللي تصغرها بسنة تنفخ من الزعل ضحكت وقالت : عنودي اش فيك تنافخين كنك ثور ؟؟
قالت العنود بضيق : من دخلت حاسب وهي شايفه نفسها علينا , والتراب كنه ما أحد دخل حاسب وعاش في فيلا غيرها بنت الشربتلي ..
قالت أزهار: هاااااااااا حدك عاد كله ولا زوجي الشربتلي لا تجيبين سيرته على لسانك..
رمتها العنود بنظرة قطعتها قبل ماتقول: إنتي مرة الشربتلي, عز الله راح فيها الضعيف أمه داعية عليه اللي بياخذك ..
ضربتها أزهار وهي تقول : ماني ماليه عينك يا عمود الكهرب جاملي على الأقل ..
ضحكت العنود وقالت : روحي مشلا زمامك يا بنت الخيام ..
لمست أزهار زمام أنفها وقالت : زمامي ..
وجريت ورى العنود اللي شردت وهي تصرخ : تعاااااااااالي مافي أحد يسب زمامي وينجو من بطشي يا إشارة المرور يالعصلا ..

***************************

جدة , طريق المطار :
يوم الأربعاء 22 / 2 / 1427 هـ العصر :

: يالله إنك تحيه , يالله إنك تباركن فيه , يالله إنك تحميه ..
ضحك جاسم وقال وهو يلف على ولد عمته : حسانو اش فيك صايرة لهجتك لهجة جدتي أم أحمد ؟؟
ضحك حسان وقال بلهجة جدته : كثر المخاواة ياوليدي , ياغير قاعدن عندها غصبن علي أخذ علومها ..
: الله يقطع شرك يالشيطان .
: أقول , كم بتقعد هنا انت ووجهك ؟؟
: خميس وجمعة وبسافر السبت ليش تسأل ؟؟
: بأحسب كم ساعة بتتنفس من هوا جدة وتضايقني فقط لاغير ..
ضحك جاسم من قلبه وقال : حساااااااااان ..
: يانــــعــــــم ..
: والله افتقدتك ..
ابتسم حسان وقال : وأنا ما افتقدتك أبد ..
طالع فيه جاسم وقال : طيييييييييب أوريك , هيا إحلم بأختي , ملكة ما في لو تموت , إن ما شيشت راس أبوية عليك ..
ساب حسان الدركسون وقال بصرخة : لاااااااا إلا الملكة , والله اشتقت لك مووووووت بس تكفى لا تأجل الملكة , والله ما عاد فيني صبر ..
صرخ جاسم وهو يمسك الدركسون : يالمجنووووون , بأجوزك خلاص بس إمسك الطارة لاتسوي فينا حادث ..
: إحلف بتكلم أبوك اليوم وتقنعه ..
: والله بأكلمه , أصلا أنا مو جاي إلا عشان هالموضوع ..
مسك حسان الدركسون وقال : أشوه ..
ضربه جاسم على كتفه وقال : **** هذي كلها صرعة على الجواز ..
قال حسان بضحكة : خلاص شيبنا طقينا الـ29 , وأنا ما عاد فيني صبر خلاص , قد إيش معلقين الموضوع ..
ركن السيارة قدام البيت وقال : يلا انزل مع السلامة , لا أشوف وجهك قبل ما تجيب الموافقة على الملكة , يلا ضف وجهك لو سمحت ..
ولمن رماه جاسم بذيك النظرة , ابتسم له ابتسامة واااااااااااااااسعة , ضحك جاسم وصك الباب وودعه وهو مستغرب منه , هو بطبعه جامد بشكل عام قدام الناس لكن حسان يخليه يضحك غصبا عنه ومن قلبه كمان , يمكن لأنهم روح في جسدين ويمكن لأنهم مولودين في نفس اليوم , هو أخذ طباع وحسان أخذ عكسها , جاسم جامد وثقيل بحكم عمله في العسكرية وحسان كريكره ~ كثير الضحك ~ ومزوحي , ويشتركون في كونهم رجال يعتمد عليهم الكل حتى رجال العايلة اللي أكبر منهم في السن ..

*************************

فتح الباب بالمفتاح ودخل وهو يقول بصوت جهوري : يا أهل البيت , السلام عليكم ..
وعدى الممر اللي على يمينه ويساره صالتين كبار مفتوحة على بعض ووقف في الصالة الداخلية اللي فيها درجين من الجنبين يودون للدور الثاني , فزت أمه من شافته وجريت له بفرحة , حط شنطته على الأرض وراح لها بسرعة , ضمته بكل قوتها وهي تصيح كعادتها , ضحك وقال : يعني لازم منها الدموع ..
: غصب عني من بعد الحادثة وأنا غير أتفزع من نومي والود ودي لو أطير لك الرياض ..
سلم عليها ولف على أبوه اللي واقف مكانه , راح له وسلم عليه وجلس جنبه وأمه على الجنب الثاني ..
دخلت ميري غرفة البنات وقالت بهدوء : بابا جاسم تحت ..
: كذااااااااااابة ..
صرخت بها العنود وهي تنط وراحت تجري بسرعة مع الدرج و معاها أزهار اللي تحس نفسها مشتاااااااااقة لأخوها , شي جوتها يصرخ إنها محتاجة له , محتاجة لحنانه ووراهم الهنوف تمشي بهدوء وهي تقول : بشويش لا تتكرفسون على وجيهكم ..
سمع جاسم صوت جري على الدرج , قال بضحكة : أكيد هذي الخبلة عنود , لكن مين اللي معاها ..
الهنوف بطبعها عادية وخجولة لا يمكن تجري كذا , والبندري ثقيلة ما تنزل له أول مايجي ..
صرخت العنود وهي تجري وتضمه بكل قوتها : جسوووووووووووومييييييييييييييي , هلا حبيبي والله اشتقت لك مرررررررررره ..
مارد عليها من صدمته بالشخص اللي كان وراها , شعر غجري , عيون حاده لونها غريب , زمام على الخشم ...
طاااااااااااالعت فيه أزهار بصدمة , و حست بشي يقبض قلبها ~ مو أخوية , هذا مو أخوية , مو أخوية , لااااااااااااااااااااااااا ~ حطت يدها على راسها وهي تحس بصداع وغثيان شديد مسكت الدرابزين باليد الثانية , قالت أمها بخوف وهي تمشي لها : بسم الله على بنتي , أزهار اش فيييييك ؟؟..
وبسرعة مسكتها هنوف بشويش وهي تناديها بتساؤل : أزهار ؟؟
قالت أزهار بهمس وهي تحس الدنيا ظلاااااااااام : عمار , عماا.....
وانفلتت من تحت يد الهنوف وطاحت على الأرض مغمي عليها , صرخت الهنوف بصدمة وهي تصك فمها بيدينها وصرخت العنود وهي تجري لها : أزهاااااااااااااار , يمه أزهار اش فيها ؟؟ اش فيها ؟؟
قال أبوها وهو يهديهم : ما فيها شي , جاسم شيلها حطها على الكنبة ..
تردد جاسم بعدين راح وشالها بكل قوته وحطها على الكنبة وبعد على طول وهو صااااااااااامت ما يتكلم , قالت أمه بخوف وهي تمسد شعرها : يا ربي استر , يا ربي استر , شكلها اتذكرت شي ..
قال أبو جاسم بقلق : عمار هو أخوها الكبير..
ما علق جاسم لأن الأفكار تاخذه و توديه ولف على الهنوف وسلم عليها وهو يهديها لأنها جالسة تبكي من قهرها لأنها ما قدرت تمسكها , قالت العنود بخوف : ماجات لها هذي الحالة إلا أول يوم دخلت فيه البيت ..
تأوهت أزهار وهي تفتح عيونها , الكل تصنم بترقب , وهي طاااااااااااالعت فيهم وقت طويل وسألت بابتسامة : اش فيكم كنكم مايت لكم أحد ؟؟
ضربتها العنود بكل قوتها وهي تجلس فوق بطنها وهي تقول : ترااااااااااااب في وجهك فجعتينا ..
جلست تضحك وهي تحاول تبعدها عن بطنها وهي تقول بصوت مخنوق : يالعصلا تراك كتمتيني , صح نحيفة بس عظمك ثقييييييل , قومي عني ..
ولفت على البقية وقالت وهي تغمز بمزحة لمن شافت الخوف في عيونهم : حلو الواحد يختبر غلاته مو ؟؟..
ضربتها الهنوف وقالت : يخص عليك خوفتيني وحسستيني بالذنب لأني ماقدرت أمسكك قبل ما تطيحين ..
قامت وهي تقول : أكيد صار شي ؟؟ أغمي علي مرة ثانية ؟؟
قالت أمها : شوية بس والحمد لله ..
طالعت في جاسم وابتسمت وقالت : جسوم , آسفة لأني خلعتك و انت توك جاي ..
وقامت على طول ورفعت يدينها بتضمه وهي تبتسم , حس قلبه وقف عن النبض للحظة فابتعد على طول عنها وقال بحزم : ما أحب أحد يضمني ..
لكنه طنشته ولفت يدينها حولين خصره بشكل طفولي وهي تسند راسها على صدره وهي تقول : ماني , زييي زي العصلا عمود الكهرب , والله اشتقت لك يادب ..
حس نفسه غلط و مو طبيعي وبنت غريبة عنه تضمه وهي معتبرته أخوها , بعدها بخشونة وقال : خلاص قد إيش ؟؟
ضحكت أزهار وقالت بطريقة مضحكة وهي تطالع فيه بنص عين: تستحي هاااااااااااا؟؟ يا عيني على أخوية ..
مات الكل ضحك على الموقف اللي انحط فيه جاسم اللي جلس في أبعد مكان عن أزهار وهو يتطمن على أحوال العايلة …
تـــوتـــي فـــراولـــة
تـــوتـــي فـــراولـــة
♣ عدد المشاركات : 3391
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : احب المملكة
♣ تم تقيمي : 1147293
♣ تم شكري : 1814

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty رد: روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الخميس يناير 13, 2011 10:59 pm
الفصل الثاني : تصارع المجهول ..


اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبها
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..

أخبريها أنها يوما تلاقي ربها
بلا حساب أجرها ستلقاه
بلا ندم...

افرشي بالإيمان دروبها
بالحب
بالأمل..

ارسمي بها بسمة على شفاهها
افتحي عينا أغمضها اليأس ..

اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبها
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..


يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 10 مساء :
عند حلول الكارثة :

قعدت تتخبط لمدة ما تعرف مداها وعقلها يصرخ ~ بعدي العباية واسبحي انتي تعرفين تسبحين , اسبحي , اسبحي , اسبحي ~ ومن وسط فوضى المشاعر واختناق أنفاسها بسبب صعودها للسطح وغوصها بشكل متتالي سمعت صوت عمار يصرخ من بعيد : خليك على ظهرك , أزهاااااااااااااااار , اسبحي على ظهرك ..
كان عمار يسبح بصعوبة بسبب هيجان الأمواج رغم إنه لابس سترة وماسك الثانية , قامت أزهار تكحكح لمن بدأ عقلها يتغلب على خوفها ويذكرها إنها تسترخي و جسمها طبيعي بيطفو , ما قدرت تسترخي بسبب الكحكحه والصدااااع اللي يفتك براسها من أثر دخول الموية المفاجئ لخشمها وبسبب الملوحة اللي أخذت تحرقه وتحرق معاه حلقها وجوفها لكنها قدرت تسبح خفيف , كانت كل مارفعت راسها بتشوفهم تجيها موجه تصدم وجهها وتغرقها , شهقت وهي تسبح بصعوبة عشان تعطي الأمواج ظهرها , كانت الموجة ترتفع إلى فوقها وتغمرها فجأة ببرودة قشعرت بدنها , الموية بدأت تدخل أذانيها بسبب طرحتها الملفوفة على راسها انتفضت لمن حست بمسار الموية الباردة جوة إذنها الدافية , دقها واحد فلفت بسرعة وطالعت علها تشوف أخوها , و انصدمت لمن شافت جسم طافي على بطنه لشخص مجهول , صرخت برعب وهي تسبح مبتعدة عن الجسم , لكنها تجمدت لمن شافت جسم ثاني شكله لطفل ما يتجاوز 8 سنين قدامها , سبحت يمين ويسار و حست بقلبها ينعصر لمن شافت الأجسام الطافية اللي بدأت تخرج من العدم حولينها, صرخت بطول صوتها: عمااااااااااار, عمـــــــر , مااااااااااااااامااااااااااااااااااااااا ..
مسكتها يدين قوية من أكتافها وبلا مقدمات بدأت تغوص , حاولت تفلت من هذا الشي المتشبث وهي تحس روحها بتطلع من الخنقة , انقطاع النفس وخوفها من إن العباية تلف حولينها مرة ثانية خلاها تقاتله بشراسة وهي قاعدة تسبح للسطح , رفعت راسها وشهقت بقوة وهي تسحب نفس لكن قبل ما تكمل نفسها غاصت مرة ثانية بسبب يدين الشخص نفسه , عرفت إنه واحد غرقان و مو لاقي غيرها يتشبث فيه , قاومت تحت الموية وتلوت إلين قدرت ترجع للسطح مرة ثانية , وبسرعة بعدت عن المتشبث اللي انصدمت لمن لقيته رجال عجوز , كان يضرب الموية بيدين نحيلة يائسة وهو يصارخ و يرجع يغوص , حست بجمود , كان الموج يرفعها ويخفضها ويضرب فيها لكنها كانت متصنمة وعيونها متسعة على آخرها وهي تطالع في العجوز اللي حلاوة الروح ما خلته يغرق ويموت بسرعة, كان يغوص ويطلع و يغوص ويطلع, كان من المستحيل عليها إنها تساعده لأنه حيغرقها معاه حست بقلبها ينعصر عصر وهي عاجزة عن تقديم شي له , ولمن شافت مقاومته تضعف ومعدل صعوده لسطح البحر يتناقص غمضت عيونها بقوة والأمواج تضربها ببرودة ماحستها من كثر ماهي متألمة للعجوز , ولمن سمعت صراخه ومحاولته المستميته سبحت بسرعة نحو اللا مكان وهي تحاول تلقى عمار اللي اختفى صوته , كان الشي الوحيد المضيء في هذا الليل هو هيكل السفينه المشتعل اللي بدأت تغوص بشكل مرعب , وسط الظلام ما كانت عارفة المكان اللي هي تسبح فيه و لا هي متذكرة فين عمار , كان ودها تصارخ عشان تسكت أصوات الناس اللي ينوحون واللي يستنجدون واللي ينادون بأسماء , كانت تحس أصواتهم تدوي في أذانيها وتفقدها الشجاعة اللي تحاول تتمسك بأطرافها غمرتها موجة عاليه وغطستها حست الموية تغلفها وتحجزها بعيد عن المناظر والأصوات, سبحت عاموديا وهي ماسكة أنفاسها , ولمن خرجت للسطح رجعت الضوضاء تضج في راسها وهي تشهق طلب للهوا , مسحت وجهها وهي تلف يمين ويسار علها تشوف أخوها , صرخت بفرح عميق لمن لمحت عمر على بعد مترين تقريبا منها : عمر, عمر, أنا هنا, عمر ..
و انصدمت لمن شافته يغطس جوة البحر قبل ما يرجع للسطح مره ثانيه وهو يصرخ : أمي لااااااا , يارب أتوسل إليك , أمي , أمي , أمييييييييييي ..
ورجع يغطس مرة ثانية , حست أزهار بالأصوات كلها تتلاشى وما بقي إلا صوتها يصرخ جوتها ~ مستحيل , أكيد هذا كابوس , أنا متأكده إنه كابوس , أمي غرقت , أمي غرقت , أمي ماااااااتت ~
سبحت بكل قوتها وهي تصرخ : مااااااااماااااااااااا , ماااااااااااامااااااااااااا ..
لمن طلع عمر وهو يشهق بقوة من قل النفس صرخت وهي تقاوم الموج : ماما فين ؟؟
لف عمر عليها و انعكس وهج النار وأضواء السفينه اللي وراها على وجهه وشافت نظرته غريييييبة و قطرات تسيل على خدوده , ما عرفت هل هي دموع ولا قطرات من البحر, فتحت فمها بتتكلم لكن غطستها موجة ثانية وهذي المرة يدين أخوها رفعتها بقوة , كحت بقوة وهي تمسح وجهها وسألت بسرعة : عمور ماما فين ؟؟ الله يخليك لا تقول غرقت ..
قال عمر بصوت مخنوق واضح فيه البكى : أزهار , الغريق شهيد إن شاء الله ..
كانت أجسامهم ترتفع وتنخفض مع كل موجة , الصدمة شلت أطرافها للحظة , طرفت بعيونها اللي حرقها الملح وقالت وهي تمسح عيونها: لا حول ولا قوة إلا بالله, لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وسبحت على ورى تبغى تبعد عنه لمن استوعبت كل شي وهي تصرخ : لااااااا , تكفى عمر لاتقولها , مستحيل اللي يصير , إنته تكذب عليه ..
هذه المره قال بصوت جهوري : الغريق شهيد , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت بعدم تصديق : لاااااااااااااااااااااااا , لااااااااااااا ..
ضمها بقوة وهو يصرخ : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , أزهار إن لله ما أعطى ولله ما أخذ , فين إيمانك ؟؟...
تشبثت فيه بقوة وهي تصرخ : ياااااااااااااااااااا رب , اللهم لا اعتراض ماااااااااااماااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ماااااااااااااااااااااامااااااااااااااااا..
كانت صرخاتها تختلط بآلاف الصرخات اللي شقت عنان السماء المظلمة ..

****************************

وبعد هذا بأيام يوم الأربعاء 10 / 1 / 1427 هـ
في مركز الشرطة في تبوك :

: بشرنا الله يبشرك بالخير ..
الضابط وهو يطالع في علي أبو عصام وولده عصام اللي نقلوا أزهار للمستشفى لأن سيارات الإسعاف ماكفت عدد اللي لقيوهم في جزيرة النعمان : والله كان ودي بس زي ما تعرف هذي الأمور تاخذ وقت , من بعد مالقينا جثمان أخوها والجوازات اللي معاه, دورنا على أحد يعرفهم أو أي أحد له صلة لو بسيطة لكن مالقينا, نشرنا في كل الجرايد عن الحادث والاسم وماجونا إلا أصحاب أخوانها المتوفين اللي اعتبرناهم شهود وإن شاء الله يطلع لنا أحد من معارفها, كل اللي عندي الآن مبدئي لقيناه من السجلات المدنية ومن بعض الشهود , التحريات اللي سويناها تقول إن البنت (( أزهار عبد الله محمد الـ... )) عمرها 25 سنة متخرجة من الكلية , يتيمة تقريبا من سنين , أبوها وأمها زي مايبدو لنا مالهم أهل يعني مقطوعين من شجرة , اللي في الحادث معاها هم أمها و أخوانها الثلاثة , واحد أكبر منها ( عمار ) 30 سنة يشتغل في الاتصالات و اثنين أصغر منها (عمر) 22سنة زي ما وصلنا من معلومات دوبه أول ترم معيد في الجامعة وواحد أصغر منها (عمير) 19 سنة ثانوية عامة ..
دق الباب واحد من الجنود وأعلن إن الطبيب الجنائي وصل , أمره إنه يدخله , جاهم الطبيب ووقف صامت شوية بعدين جلس وقال : الفحوص اللي أجريناها على الجثث تدل على إنه الأم اللي لقينا جثتها طافيه مع بقية الجثث , غرقت بسبب تيبس في عضلات رجولها وظهرها وأصغر الأولاد الذي أظنه اسمه عمير مات محروق داخل السفينة أو إنه مفقود لأنه جثمانه مالقيناه ..
وسحب نفس وقال : وشكله أخوها عمر لقي نفس المصير لأنه مو من ضمن الناجين ولا من ضمن الجثث الطافية ..
غمض أحمد عيونه بقووووة وهو يستغفر ويدعي وربت جاسم على كتفه وهو يقول : كمل يا دكتور ..
قلب الضابط الأوراق والصور المرفقه بالملف اللي قدامه وكمل الدكتور : الفحص الطبي اللي أجريناه على الأخ الكبير عمار دلنا إنه توفى بسبب نزيف شديد سببته عضات سمك القرش .....
غطى أحمد وجهه وهو يستغفر بضيق , سكت الطبيب شوية وكمل لمن طلب منه الضابط يكمل : و البنت حاليا فاقدة للذاكرة حنستناها إلين تتعافى و نسلمها بعد كذا للدار إذا ما جا أحد من معارفها ..
خرج علي من عند الضابط وهو يضرب كفينه ببعض وهو يقول بحسرة : لا حول ولا قوة إلا بالله , الله يصبرها , لاحول ولا قوة إلا بالله ..
رص عصام يد أبوه المتأثر وقال بهدوء : ولا يهمك يا أبوية , أنا بأتصل على هاني صاحبي اللي يشتغل في الإتصالات وبأطلب منه يعطيني لسته بأرقام كل من له اللقب نفسه وبأتصل عليهم وأسألهم إن كانوا يعرفون عبد الله محمد الـ ... , لا تشيل هم ..
: والله تسوي خير ياولدي في المسكينة ...

*****************************

جدة , الوقت الحالي :
يوم الأربعاء قبل صلاة العشاء في المستشفى :

قلب الطبيب النفسي (( مطلق )) ملف أزهار وقال وهو يتكي على مكتبه : إنت عارف يا أبو جاسم إننا بعد ما فاقت أزهار وهي ما هي متذكرة شي سوينا تصوير للأوعية الدماغية وأجرينا أشعة مقطعية على المخ وكمان أشعة كهربائية على الدماغ حتى اختبار القوة النفسية والعقلية أجريناه وبعد التشخيص طلع اللي تعاني منه أزهار شي يسمى (( فقدان الذاكرة النفس جيني )) وضحاياه عادة يفقدون فجأة كل الذكريات عن حياتهم السابقة ، بما فيها إحساسهم بهويتهم الشخصية . وطبعا هذا الفقدان الكلي للذاكرة جاها بعد تعرضها للضغط الشديد والصدمة العصبية لكن لازم تعرفون إنه نادراً ما يكون دائم , يعني ممكن اليوم تتذكر أو ممكن بعد أسبوع أو حتى شهور , لكنها لابد تتذكر. وخذ في بالك إنه ذكريات 25سنة مستحيل تروح, لكن عقلها حاليا مسوي عليها غطى , وممكن للحظات ينقشع شوية من الغطى أو أكثر بسبب ذكريات مشابهة أو لحظات عاطفية متنوعة ولمن ينقشع هذا الغطى وتخرج بعض الذكريات المرتبطة بالموقف العقل اللي أهمل هذي الذكريات يصيبه توتر ويحاول يغلقه مرة ثانية وهذا اللي يسبب لها خوف كبير وغثيان ويعالجه بالإغماء أو الصراخ أو أي حالة خارجة عن المألوف ..
طالع أبو جاسم في جاسم بتوتر فسأل جاسم : طيب هذا ما فيه ضرر عليها ..
طالع الطبيب المختص بحالة أزهار وقال : من هذي الحالات البسيطة لا , لكن الخوف لو انقشع الغطى وما استطاع العقل إنه يتدارك الموقف وظلت الذكريات تندفع لها ..
سأل أبو جاسم بخوف : اش ممكن يصير يعني ؟؟
طاااااااالع فيهم الطبيب وقال : الله يستر , ما أحد داري اش ممكن يصير ؟؟ احتمال كبير ما تتحمل اللي حتعرفه و...... الله يستر , لكن أتمنى لو أشوفها في أقرب فرصة , تراها بدأت تتهرب من جلساتها لها فترة ماجات ..
خرجوا من المستشفى وأبوه يقول بصوت كسير : يا ربي استر , يا ربي ما أبغى أخسرها , والله إنها ضعيفة وبنت حلال , ياليتك تشوفها وهي تجري لأمك تدهن لها رجولها صبح وليل وتكبسها وكيف تسوي لي القهوة من بعد الفجر قبل ما أروح العمل وما تخليني أخرج إلا وأنا متقهوي ومروق , أنا وأمك كنا مفتقدين هالشي , أخواتك ما يقصرون لكنهم الله يهديهم لاهين في دراستهم وما يحسون إن الآباء لا كبروا يبغون أحد يراعيهم و يدلعهم , أمك لو يصير لأزهار شي بتلحقها من كثر ماهي متعلقة فيها , ويومي وهي تترحم على الأم اللي عقبتها , و انت تعرف إنه أمك عاشت يتيمة مالها أهل فعشان كذه حنيتها ومحبتها زايدة لأزهار..
قال جاسم وهو رافع حواجبه ويفتح باب السيارة لأبوه باحترام : أووووووف لها الدرجة أزهار غالية عليكم , تراني بديت أكرهها ..
ضحك أبوه وقال وهو يدخل السيارة : بتسوي سوات أختك البندري وبنت عمك عهود , يوووووووه لو تشوفهم حاطين دوبهم دوب الضعيفة ..
قال بتريقة : من يومهم الثنتين مسوين إرهاب في العايلة ..
وبعدين قال : أبوية ..
قال أحمد بضحكه : عارف اش بتكلمني فيه , حسان .
قال جاسم بجدية : أبوية والله الرجال مل , طيح العمامه عند رجولي في المطار قدام الله وخلقه عشان أكلمك في الملكه ..
تنهد أبوه وقال : الشور شور البنت بعد أمك ..

****************************

على سفرة العشا :

الأم : اللي تشوفه يا أبو جاسم ..
الأب بفرحة : على بركة الله , أكلم مريم بكره وأتفق معاها ..
عقدت العنود يدينها قدام صدرها وقالت : ياسلاااااااااااااام , أنا ماني موافقة , لسه ما خلصت إمتحاناتي تصدعون راسي بملكة و ما أدري اش شكله , خلاص أنا آخر سنة ليش ما تصبرون ..
طالع الكل فيها بصمت قطعته أزهار وهي تقول : هي إنتي إشارة المرور ماخذة مقلب في نفسك ..
مسك جاسم ضحكته وهو يطالع في وجه العنود المنقلب وأزهار تكمل : لا يكون على بالك إنتي العروس , إذا الهنووووووووووف موافقة ما اعترضت تعترضين حضرتك ليه , بعدين من زود المذاكرة اللي عندك يا دكتورة , زين اللي بنخليك تحضرين الملكة أصلا , ياللقااااااااافة ..
: أزهارو إحفظي لسانك يالدب و انتي تخاطبيني ..
شهقت أزهار وقالت : آآآآآآآآآنا مرت الشربتلي تخاطبيني بهاللهجة ..
انشرق جاسم بالشاهي ولف عليها وهو يطالعها بدهشة , وقالت العنود بتريقة : هااااااااهااااااااو كثري منها هذي زين إذا كان يعرف إنه في وحده خبلة في السعودية وبالذات في جدة اسمها ورود ..
طالعت فيها وهي تقول بدلع : أزهااااااااااار والنعم ..
: والتراب ..
ضربتها الهنوف على فخذها وهي تقول : احترمي ألفاظك قدام أمك وأبوك وأخوك الكبير ..
حكت العنود فخذها وقالت : قولي , لا قولي إنك ضاربتني مقهورة ليش أقلهم أجلواااااااآآآآآآآآآي ..
قرصتها الهنوف ووجهها محمر من كثر الخجل من أهلها اللي طالعوا فيهم وهم يبتسمون , قالت أزهار : إلا زيديها زيديها ..
وقامت من السفرة وشردت لمن شافت العنود تقوم بتلحق وراها , طالعت فيهم البندري وقالت بقرف : يا مخص حركات البزران على الكبار , هبالة ..


************************

عائلة (( أحمد علي الـ..... )) :

أحمد : الأب متقاعد من العسكرية ويشتغل في شركة خاصة ..
هدى : الأم ربة منزل حاصلة على ثانوية عامة .
جاسم : 29 سنة نقيب في القاعدة الجوية ..
الجوهرة : 28 سنة , معلمة رياضيات متزوجة ولد جيرانهم ولها بنت اسمها ريناد يعيشون في الباحة ..
عبد الرزاق : 26 سنة له 3 سنوات مبتعث إلى فرنسا عن طريق الشركة اللي يشتغل فيها وهو في سنته الأخيره ..
الهنوف : 25 سنة متخرجة من قسم اقتصاد منزلي غير موظفة ..
العنود : 24 سنة آخر سنة جامعية لها في قسم كيمياء ..
البندري : 20 سنة أول سنة تخصص قسم حاسب آلي بعد السنة العامة ...
أزهار : 25 سنة متخرجة من قسم رعاية وطفولة غير موظفة ..

****************************

دقت الباب كذا مرة لكن ما أحد رد عليها , فتحت الباب وهي تقول : جسوووووووووم تراني دخلت ..
وراحت لحد سريره وقامت تهزه وهي تقول بحنان : جاسم , جاسم , جسوم حبيبي قوم الفجر أذن يا دوب تقوم تتوضأ وتصلي السنة , جاسم ..
فتح جاسم عيونه بضيق وهو وده يكفخ المزعج اللي يقومه , وأول ما شاف وجه أزهار المنحني عليه , فز من سدحته وقام بسرعة وهو يقول بعصبية : اش دخلك غرفتي ؟؟
طااااااااالعت فيه بحيرة بعدين قالت وهي تبتسم : دقيت الباب ما سمعتني عشان كذه دخلت , أذن الفجر له ربع ساعة , خفت تقوم الصلاة و انت ما صليت السنة ..
كلامها كان غريب عليه , ما يتذكر متى آخر مرة صلى فيها الركعة الثانية من بدايتها مع الجماعة خلي عاد يقوم عشان سنة الفجر , طاااااااالع فيها بحيرة , جلست على طرف سريره وقالت وهي تكبس رجله من فوق اللحاف : يلا قوم بلا كسل ..
سحب رجله باستنكار وقال بعصبية : أقوووووول ضفي وجهك وأخرجي من غرفتي بسرعة ..
قامت على طول وخرجت من الغرفة بصمت وهي مصعوقة من طريقته , عمره ما كان كذه , اش صار له ؟؟ كان طول عمره يقعد منسدح ومتململ إلين تكبسه وتزن على راسه وبعدها يقوم , جلست على كنبة الصالة السفليه وتكومت على نفسها وهي تحس بغصة غريبة تخنقها ...
دفن جاسم وجهه في المخده وهو مغمض عيونه بكل قوته ~ وجعععععععع ليه قلبي يضرب كذا , كله منها الزفت , قال تصحيني للصلاة قال ~ عدل سدحته وتلحف ببطانيته وهو يتأفف , جلس عشر دقايق تقريبا وبعدها رمى البطانية بيأس وقام توضأ وصلى , وبعد ما انتهى خرج من غرفته ونزل يبغى يدور على شي يشربه: أففففففف, مصحيتني من عز نومي , خبلة والله ..
وقف في نص الممر لمن سمع صوت , وحس بخوف لمن ميز صوت بكى غريب , مشي إلين وصل للصالة الداخلية و اتصنم لمن شافها متكورة على نفسها وتبكي من قلب , بلا شعور تقدم منها بسرعة وهو يقول : أزهار , اش فيك ؟؟
رفعت راسها ورمته بنظرة معاتبة طعنته طعنه ماتوقعها , نظرتها كانت معبره , ورجعت دفنت وجهها بين ذراعينها وهي تقول بصوت مخنوق : ولاشي ..
وقف في مكانه ~ اش لك دخل فيها ؟؟ خليها تولي , ناقص إزعاج إنت ~ , ولمن جا بيخرج و يطنشها قالت له : ما كنت كذا قبل ما تروح الرياض ..
لف عليها بتساؤل وكملت هي : طول عمرك تحب أصحيك للفجر وعمرك ما صرخت عليه وطردتني من غرفتك زي اليوم ولا ........
وسكتت طوييييييييل بعدين قالت بصوت مخنوق : ولا يمكن إنت فعلا كنت كذا من زمان ما تحب أحد يصيحيك , أنا ماني متذكره شي , كل شي عندي مبهم , ما أدري ليش حسيت إنك ما تمانع إني أصحيك وإني دايما أكبسك و....... ماأدري ..
عرف إنها قاعدة تخلط بين الذكريات وعلى طول جات صورة عمار في باله , ما تذكر إلا وجهه المنتفخ و ذراعه المفقوده والقطع العرضي الكبير اللي قاسم ظهره بالنص , حس بشي باااااااارد يعصر قلبه , تقدم منها وجلس على نفس الكنبه وهمس : آسف كنت تعبان مره وما حسيت باللي أسويه ..
طالعت فيه وبعدين ابتسمت, حس قلبه يرجف من ابتسامتها, ابتسم وقال : رضيتي ست أزهار ..
مسحت دموعها وقالت بفرح : الله لا يحرمني منك جسومي ..
قام على طول واعتذر منها وراح للمطبخ وهي تلاحقه وتثرثر وما فكته إلا لمن نزل أبوه وراحوا مع بعض للمسجد , ولمن رجعوا من الصلاة لقيوها حايسة بين العنود والبندري تقوم فيهم قبل الإشراق و الهنوف وأمهم يضحكون على إصرارها على قومتهم لصلاة الفجر ...

*************************

(( هي صامتة ثائرة كبركان خامد ))

يوم الخميس 23 / 2 / 1427 هـ :
بعد صلاة الظهر في أطهر مدينة على ظهر الأرض :

تأملت الكعبة المتشحة بالسواد وقرأت عيونها الخطوط الذهبية اللي تطرزها بالكتابات بشغف , طولها هيبتها كل شي فيها كان يخلي قلبها يخفق وسط صدرها بروحانية ..
: خاله مسااااااااااااااااااعل ..
غطت مشاعل وجهها ولفت على ولد أختها حسن وقالت بهمس : كم مرة قلتلك لاتناديني باسمي ..
وقرصته في إذنه بقوة خلته يصرخ وهو يقول : توووووووووووووبه ..
: مشاعلو تراك ذبحتي ولدي بالضرب ..
تمنت لو إن الأرض تنشق وتبلعها من كثر الفشلة لمن سمعت صوت زوج أختها حنان, قال حسن بفرحة وهو يجري لأبوه ويمشي معاه وهو ماسك يده : والله قرصتني في إذني بقوة , وضربتني على بطني بوكس ورفستني برجلها ..
حطت مشاعل يدها على راسها وقالت بهمس لأختها اللي تضحك : الله أكبر على الكذب والتأليف وقدام الكعبة كمااااااااااان , هي ترى لو استمر إلين يكبر كذا بيدخل النار من أوسع أبوابها ..
دقتها أختها وهي تقول : استغفري , على كيفك تحطين في النار ..
استغفرت مشاعل ورمت الكعبة بنظرة أخيرة مودعة وهي تقول بداخلها ~ ياربي لا تحرمني من الحرم والراحة اللي أحسها فيه يارب ~ وحست بدموعها تغرق غطاها وهي تصرخ جوتها ~ يارب استجب دعائي , يارب استجب دعائي ~ ..
مشيت للفندق بصمت وهي تحس بالضيق والقلق كله يرجع يهاجمها بشكل أكبر من السابق , دخلت غرفة الفندق وسمعت أمها تقول لأخوها بضيق : قلت لكم اسألوا الشيخ يعني اسألوا الشيخ ..
وسمعت بندر يقول : أمي الله يهديك قلت لك الشيخ قال ما عليها عدة , البنت بكر ما دخل عليها زوجها عشان تعتد بعد الطلاق ..
: طيب قلتله إنها جلست معاه أسبوع ..
تنهد بندر وقال : إيوه وقال عادي لا عليها عدة ولا شي مادام ما دخل عليها , بعدين إحنا مو مسافرين بها برى المملكة , كلها يومين والحمد لله قضيناها وراجعين جدة خلاص ..
: أنا خفت إنه علينا ذنب ولا شي ..
غمضت مشاعل عيونها بقوووووووة وهي تتنفس بعمق وبعدها رسمت ابتسامة على وجهها وقالت بمرح : السلام عليكم , يلا جاهزين للرجعة ..
كانت تتكلم مع أمها وأخوها و جوتها صوت يصرخ ~ مو لازم تضحكين عشانهم , بيني ألمك , بيني حزنك , يحق لك انتي لك أسبوع مطلقة من الإنسان اللي حبيتيه , صيحي , صرخي , سوي شي ~
لكنها ظلت مبتسمة وهي ترتب الشنطة وتلم الأشياء من الغرفة وتساعد أخواتها وأخوانها , وأول ما ركبوا السيارة وانطلقوا لجدة , تكلمت كم كلمة مجاملة لأخواتها ورجعت تطالع من قزاز السيارة ودموعها متجمدة في عيونها , كان المفروض إنها في الطايف دحين تتمشى معاه زي ما اتفقوا , وبعدها يروحون للمدينة كم يوم ويمكن أبها كمان كان حيكون لها نصيب في شهر عسلها , لكنها بدل من هذا كله متحاشرة مع أهلها في سيارتهم الصغيرة راجعين لجدة للمدينة اللي ولدت فيها وكبرت فيها , للمدينة اللي عاصرت طفولتها وشبابها , أفراحها وأتراحها , كانت صرخات تضج بداخلها لكنها ما قدرت تتجاوز شفايفها واكتفت بتفتيت قلبها من جوة ..
ما حست إلا وهي قدام بيتهم وغصة مريرة في حلقها , ساعدت في شيل الأشياء وشافت أمها وهي تسلم على زوج أختها وتشكره على اللي سواه معاهم , سحبت أقدامها سحب للبيت ولهت نفسها في تنظيف البيت وتجنبت قد ما تقدر مواجهة أمها , تجنبت لوقت طويل إنه عينها تجي في عين أحد من أهلها , دخلت غرفتها المشتركة مع أختينها (( هاله و أحلام )) وطالعت في أرجاءها وتذكرت غرفة نومها الوااااااسعة الحلوة في بيت زوجها اللي كان من المفروض يكون بيتها الآن , هزت راسها وصرخت بداخلها : مو معقول يا مشاعل بتقعدين تتذكرين هذا كله كل مادخلتي ..
وقامت تنظف بهمة , ركعت جنب سرير هاله المهملة وقامت تصلح فراشها , تصنمت لمن شافت تحت السرير وحده من الهدايا اللي تعبوا وهم يلفونها واللي وزعوها على الناس وقت زفتها اللي مازال صوت الدقاقة يرن في أذانيها إلا الآن , جلست على ركبها وسحبتها وجلست تتأملها و تتأمل المكتوب على البطاقة المعلقة فيها ..
(( بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير ناصر ومشاعل ))
حطت الهدية في حضنها ورصت عليها وهي تتذكر النكت اللي كانوا يقولونها وهم يلفونها والضحكة والسعادة اللي ماليتهم , سندت راسها على حافة السرير و ماقدرت تمنع دموعها اللي نزلت زي الشلال , همست بصوت غارق بالألم و الحنين : أزهار وينك ؟؟ ما دريتي اش صار فيني ؟؟
و تعالت بعدها صرخاتها الداخليه ~ أزهااااااااااار والله محتاجة لكلامك لحضنك لصوتك لقوة إيمانك , أزهااااااااااااااااااااااااااااار , ناصر طلقني , طلقني وجوازه بعد 25 يوم , والله حرام يتزوج بعد شهر من طلاقنا والله حراااااااااااااام , ياااااااااااااااااااااااارب ارحمني من اللي أنا فيه , يااااااااااااااارب ~ ...
مسحت هاله دموعها وصكت الباب بشويييييييييش عشان ما تنتبه لها مشاعل الغارقة في عالم ثاني ....

*****************************

عائلة (( محمد عبد الله الـ.....)):

محمد : الأب متوفى من 3 سنوات ..
سعاد : الأم ربة منزل أمية ..
عبد الله : 29 سنة متزوج من بنت عمه وعنده بنتين ..
حنان : 28 سنه متزوجة واحد مو من العائلة وعندها ولد وبنتين ..
مشاعل : 26 سنة مطلقة تشتغل مدرسة في مدرسة أهلية ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

بندر : 24 سنة معاه شهادة ثانوي ويشتغل محاسب في مكتبة جرير ..
هاله : 22 سنة متخرجة من الثانوي وقاعدة في البيت ..
معاذ : 20 سنة يدرس تمريض في كلية متخصصة ..
أحلام : 15 سنة في المتوسط ..

********************************

عصر الخميس :

خرج جاسم من غرفته اللي في الدور الثاني على أصوات عالية جايته من الصالة العلوية ..
صرخت البندري : ما تحكمنا ستي أزهار ..
قالت الهنوف بهدوء : انتي ليش مكبرة الموضوع ؟؟ أزهار ما قالت لأبوية وأمي لاتخرجون ..
قالت البندري : مو حضرتها قالت ماني خارجة روحوا انتم عشان كذا بطلوا ..
طالع جاسم في أزهار اللي جالسة ببرود جنب العنود اللي تقلب في قنوات الدش وقال : اش فيكم أصواتكم مخترقة الجدران ؟؟..
قالت البندري بتأفف : أبوية بطل يتغدى برى بسبب أزهارو ..
قامت أزهار وقالت بحدة : أنا حرة ماأبغى أخرج ..
وراحت للغرفة التي تشاركها مع الهنوف , قالت البندري ودمعتها على خدها : والله حرام كله منها منحرمين من الخرجة , لنا كم ماخرجنا من البيت والله زهق , الكل يداريها ويطاوعها , اش ذنبنا ننحرم عشانها ..
سأل ببرود وضيق : وهي حضرتها ليش ماتبغى تخرج ؟؟
قالت الهنوف بتردد بسبب لهجة أخوها : ما أدري , خرجت مرة وحده قبل أسبوعين وشوي ورفضت بعدها تخرج وصراحة أمي قالت لاأحد يضغط عليها ..
بخطوات واسعة راح لغرفتهم وهو يقول : لا أحد يجي ..
دق الباب ودخل , لقيها جالسة على سريرها وهي حاضنة مخدتها , قال بلا مقدمات : قومي إلبسي بنخرج نتمشى ..
رفعت راسها وطالعت فيه بصدمة وقالت : يمه فجعتني ..
قال بحزم وهو يحس بغيض غريب يجتاحه لأنه هذي البنت دخلت عرض في العايلة وقامت تتحكم في الكل : قووووومي إلبسي , إنتي عارفة أبوية وأمي ماحيخرجون من دونك وانك تحرمين الكل بسبب أنانيتك ..
وخرج وهو يصفق الباب بكل قوته, قال لأخواته: يلا إجهزوا بروح أكلم أبوية وأمي ..
نطت البندري بفرح وراحت تجري عشان تلبس عبايتها , لفت العنود على الهنوف ونطت من مكانها وراحت لأزهار لقيتها تلبس عبايتها بصمت , قالت العنود بضحكة : عرف يقنعك ..
هزت أزهار راسها بدون ما تطالع فيها عشان ما تشوف الألم في عيونها ..
البيت صار رجة من كثر ما البنات رايحات وجايات يجهزون لطلعة بر بعد المطعم اللي بيتغدون فيه , نزلت أزهار لمن قالت العنود من تحت : أزهااااااااااااار ترانا راكبين السيارة , بسرعة تعالي ..
وقفت قدام المراية وطالعت في عبايتها المخصرة وطرحتها المطرزة بكلفة سوداء ناعمه زي التطريز الموجود على الأكمام وآخر العباية , وتأملت عيونها من ورى اللثمة تنهدت بضيق و ماقدرت تحرك رجولها من مكانها ..
: اش فيك ؟؟
رفعت راسها وطاااااالعت في انعكاس صورة جاسم بصمت , كان قاعد يعدل شماغه لمن لاحظ إنها مازالت واقفه وعيونها عليه , قال بجفاء : خييييير ..
سألته بشكل مفاجئ : عادي عندك أخرج كذه ؟؟
انصدم من سؤالها ومن نبرة صوتها الغريبة فقال : كييييييف ؟؟
نزلت راسها على طول وقالت بحرقة : أحس نفسي غلط , مو معقولة هذا حجابي , يمكن تقول عني مجنونة ولا مضروبة على دماغي لكن أنا متأكدة هذا مو حجابي , هذا قلة حيا , صدري وخصري كلها باينه , أحس نفسي , أحس نفسي ......عريانه ..
ورفعت راسها وقالت بصوت مخنوق : الرجال كلهم كانوا يطالعون فيه المرة اللي فاتت ..
حس ببروده تنخر عظمه لمن سمع كلماتها وزادت البروده لمن شاف عيونها غرقانه دموع وهي تقول : جاسم الله يخليك والله متضايقة , ما أدري اش فيني , لا تخليني أخرج كذا , والله حرام , أنا متأكدة إني ما كنت أخرج بهالعباية , أصلا بعيد عنها تكون عباية ..
ما عرف اش يقول , حس لسانه انربط , انعقد , حس بدمه يغلي جوة شرايينه من الخجل والقهر , كيف ما لاحظ و ما فكر من قبل بشي زي كذا ؟؟ كيف سمح لأخواته بالخروج بزي هذا الحجاب اللي يحتقره على البنات الثانيات ؟؟ كيف غفل عن هذا الشي ؟؟ ومين يجي ينبهه !!!! بنت غريبة لقطوها من البحر ..
خرجهم من صمتهم صوت بوري السيارة , قال بعد ما تنحنح عشان يصفي حنجرته المسدوده : البسي عليها طرحة عريضة إذا لقيتي وتعالي لأن الكل برى يستنى , وبعدين يحلها حلال ..
هزت راسها بعناد وقالت بقوة غريبة : ماني خارجة كذا ..
قال بضيق لمن أزعجه صوت البوري : وإذا وعدتك أوديك محل العبايات تختارين العباية اللي تريحك ..
قالت بفرحة : والــــلــــه , الله لا يحرمني منك يا أحلى أخو في الدنيا ..
وراحت جري لغرفة الملابس وهي تنادي على الشغاله , استند على الجدار وهو مو مصدق اللي صار له ويضحك في نفس الوقت على (( أحلى أخو في الدنيا )) , غمض عيونه وهو يحاول يوقف عقله عن الدوران في موضوع العباية وتحقق له هذا الشي لمن حس بيدها تلمس كتفه , لف عليها بهدوء عشان ماتلا حظ صدمته , ابتسمت له وقالت بصوت حلو : اش فيك جسومي ؟؟
عقد حواجبه لمن حس بنبض قلبه اللي ما يدري ليش صاير يزيد بكثرة هذه الأيام وقال : أقول تراني أعطيتك وجه بزياده , انقلعي قدامي يلا ..
ضحكت وهي خارجة تلف الطرحة اللي جابتها ..
ركبت سيارة أبوها وهو ركب سيارته ولحق بهم , راحوا لمطعم تغدوا فيه وبعدها راحوا للبر لوحدهم لأنه جاسم راح لموعد مع أصحابه وجلسوا فيه إلى بعد العشاء ورجعوا البيت وهم تعبانين ..

***************************

ضحى الجمعة :

فتح عيونه دفعة وحده لمن حس أصابع تلمس كتفه , وطالع في البنت المبتسمة قدامه , ولمن لاحظ إنها أزهار قام بسرعة وهو يقول بضيق : استغفر الله العظيم ..
ولف عليها وقال بعصبية: لا عاد تدخلين الغرفة, أنا ما أحب أحد يدخل علي وأنا نايم , فااااهمة ..
تمالكت صدمتها وقالت وهي تلف بوزها : **** عليك , ليه ساعة أصحيك , أبغاك تقدم بيضة على الأقل هذي الجمعة , قلت خليني أصحيه بنعومة , لكن نااااااس مهي متعودة على دلع , العسكرية خلتك لوح , شكله ما يبغالك إلا سطل موية يا حضرة النقيب ..
وأعطته ظهرها وخرجت وهي تكمل : قوم تراه ربع ساعة وتفوتك البيضة وتدخل الملائكة المسجد وما تكتب اسمك ..
ولمن صكت الباب حط يده على صدره وهو يسب ويلعن , رمى اللحاف وخرج من الغرفة, لقي أمه في الصالة وأبوه جاهز بيروح المسجد وأزهار تحط العوده على لحيته, قال بعصبية : قسما بالله لو دخلت وحدة من بناتك غرفتي وأنا نايم وبالذات الزفت اللي عندك والله لا أحش رجولها حش ..
ورجع للغرفة وسمعوا صوت طبقة الباب ..
رفعت أزهار حاجبها وقالت : عشنا وشفنا , يحمد ربه اللي فيه أحد مهتم ..
ولفت بغيض لأبوها وأمها لقيتهم مايتيين ضحك , مطت شفايفها وقالت : والله لا أوريه إلا الصلاة محد يتهاون فيها , والله لأقعد له ..
وعقدت حواجبها وقالت : ما أتذكر إنه كان كذا , شكله الصحبة اللي مصاحبها , ولا هو كذا من زمان , شكلي قمت أألف ..
قالت أمها بسرعة لمن شافتها تسرح سرحانها العميق اللي يجيها بعض الأحيان : أزهار قومي أخواتك ..
رفعت راسها كإنها صحيت من حلم عميق وقالت : ها , طيب , أصلا أنا أتذكر شي عشان أعرف هو كان كذا ولا لا ..
وباست راس أبوها وجريت للدور الثاني , قال أبو جاسم : لو تدري إنها زوجته , اش تتوقعين ردة فعلها ؟؟..
قالت هدى بخوف : ما أدري , بس بدري على هالكلام ..

*****************************

على الغدا الكل كان حولين السفرة, طالعت أزهار في جاسم قام لف وجهه عنها بضيق, قالت وهي تقطع السمك وتحطه لأمها وأبوها : بعض ناااااااااس حاطين نفسهم زعلانين يتغلون بس يموتون حرة لأني ما براضيهم ..
انفلتت العنود ضحك من قلبها , ضربها جاسم على راسها وهدى قالت : لا تضحكين وفي ففمك أكل بتنشرقين , جاسم لا تضربها تنشرق علينا دحين ..
قالت العنود : بعض الناس هذولي مبوزين عشان ناس حلوييييين كبوا على وجههم موووووية ..
طاااااااالع فيها جاسم بنظرته اللي تسكت, بلعت العنود ريقها وهمست لأزهار: يمه منه, ما في ديموقراطيه , حتى إبداء الرأي ممنوع ..
قالت أزهار بتحدي وهي تطالع في عيون جاسم مباشرة : في الحق الواحد لازم يبدي رأيه بدون خوف ..
قال جاسم : ما برد عقلي لوحده زيك ..
ضحكت وقالت بدلع : واااااي و مين اللي قبل ما يروح الصلاة كان بيضربني ويرد الموية في وجهي لو ما حلفت عليه أمي ..
قام جاسم من السفرة وهو ينفض الأكل من يده , تغير وجه أزهار وأبوها يقول : جاسم تعال , اذكر الله ..
قالت البندري وهي تقوم : لازم تنغص على الواحد أكله ست أزهار ..
حست أزهار بشعور غريييييييييب مخيييييييييييف حست إنها ما تعرف هذولي الناس وإنها غريبة وسطهم , خرجت من هالإحساس الفضيع القاتل اللي معظم الأوقات يلفها ويغرقها في عالم ضبابي أسود لمن قالت أمها : ما عليك هو مزاجي كذا ..
جلست أزهار تمثل إنها تاكل معاهم عشان ماتسد نفسهم وبعد ما شالت السفرة حطت أكل جديد سخنته وشالته لغرفة جاسم , دقت الباب كذا مره بشويش وأخيرا قال جاسم : ما أبغى أحد ..
قالت أزهار وهي تحس قلبها مقبوض : عمار افتح البـ..
وقفت عن الكلام وهي مصعوقة من الإسم اللي قالته , وأخذ عقلها يدور بسرعة رهيبة يحاول يلقى رابط لهالإسم في حياتها , فز جاسم من سريره اللي منسدح عليه وهو يرمي الجوال أول ما سمع اسم عمار وفتح الباب على طول , لقيها واقفة و معاها صينية أكل مزينتها وحاطه مع الأكل كاسة عصير برتقال شكلها توها عصرته , طالع فيها لقي دموعها على خدودها , لمن التقت عينه بعينها حس بالضياع اللي هي فيه , ابتسمت وقالت بضحكة مصطنعة وهي تبعد عيونها عن نظره : ما أدري اش فيني حسيت فجأة برغبة بالصياح , شفت من كثر تفكيري فيك غلطت في اسمك , لا يروح فكرك بعيد ترى خويه اسمه فادي لبناني كاشخ مو عمـ...ـار ..
انخنق صوتها وهي تنطق اسم عمار , جلست على الأرض وحطت الصينية جنبها وغطت وجهها وهي تصيييح ...
غصب عنه سبحت ذاكرته لورى ..

***************************

صوت رنين التلفون في الصالة العلوية أزعج العنود اللي قاعدة تشتغل على الماسنجر فصارخت بطول صوتها : يا جماعة أحد يرد على التلفوووون ..
سكت التلفون ورجع دق فقامت وهي تتأفف بعد ماقفلت الشاشة , فتحت باب غرفتها وخرجت للصالة وردت بعصبية : نعم ..
وصلها صوت رجال يقول السلام , ردت عليه بأدب وهي مفتشلة من نعم حقتها , سأل بأدب : لو سمحتي هذا منزل أحمد علي الـ.....
: إيوه منزله بس أبويه مو موجود دحين ..
: طيب ممكن تعطيني مخالف !ه ؟؟ في موضوع مهم أبغاه فيه ..
: لحظة ..
غطت السماعة لمن شافت أمها خارجة من غرفتها وهمست : أمي واحد يبغى مخالف ! أبويه أعطيه إياه ؟؟
قالت أمها بحزم : لا , أكيد واحد يبغى واسطة ..
تناقشت مع أمها بالإشارات بعدين حطت السماعة في إذنها وهي ضاربة البوز وقالت بتردد : آسفة ما أقدر أعطيك إياه بدون إذن ..
سمعت الرجال يزفر وهو يقول بصوت أعلى : والله الموضوع ضروري وما يتحمل التأجيل ..
حسته لصقة بزيادة فقالت بحزم : آسفة ما أقدر ..
والرجال قاعد يحلف إن الموضوع مهم شافت أبوها طالع من الدرج فقالت: خذ أبوية ..
وناولت أبوها السماعة وقالت وهي راجعة غرفتها : واحد لصقة ..
كان أبوها رغم عدم ثراؤه الفاحش إنسان طيب وله علاقات قوية عشان كذا معظم الناس تطلب وساطته في أشغالهم وأشياء كثيرة, رد أحمد وقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا ..
: أخ أحمد أنا اسمي عصام علي الـ..... من تبوك..
: والنعم , ياهلا والله أخوي كيف أقدر أخدمك ؟؟..
: دلني عليك فلان بن فلان , واحد من جماعتك ..
حس أحمد ببعض الضيق , هو يحب الخير للناس ويحب يخدمهم ويتوسط لهم لكن في حدود , الكل عارف إنه مستحيل يتوسط لواحد مايستحق الوظيفة , ويحرص كل الحرص إنه ما يقدمه على المترشحين للوظيفة اللي أحسن منه في الشهادات والخبرة ..
تابع عصام كلامه وهو يقول : والله ما أعرف الطريقة المناسبة لنقل الخبر ..
قال لمن حس بالقلق يلفه : خير يا أخ عصام ..
: انت عارف أكيد حادثة عبارة السلام المصرية ..
: بلا شك ..
: يؤسفني إني أبلغك إنه قريبك عامر بن عبد الله بن محمد الـ... كان في العبارة هو وأهله ..
غطى وجهه بيد وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كمل عصام بصوت متعاطف : عظم الله أجرك فيه وفي أخوانه وأمه ..
قعد على أقرب كنبه له وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
قامت هدى من مقعدها بسرعة ووقفت عند الكنبة اللي جالس عليها زوجها وحطت يدها على كتفه وهي تدس خوفها , ما كانت تعرف اش اللي صاير لكنها حبت تواسيه لمن سمعت الكلمة وشافت وجهه المسود من الفجعة ..
شافته يخرج قلمه بيد مرتجفة وهو يدور على ورقة وهو يقول : إيوه , لا شي أكيد جايين إن شاء الله على أول طيارة لتبوك , أول ما أوصل أتصل على جوالك , جزاك الله خير ياولدي , الله يصلحك ويخليك لأهلك , وكيفها البنت دحين ؟؟ لاااااااا حول ولا قوة إلا بالله , جزاك الله خير , جزاك الله خير في أمان الله ..
أول ماصك السماعة غطى وجهه وهو يذكر الله ويستغفر , كانت هدى بتموووووووت وتعرف اش الموضوع ومين البنت هذي وأسئلة كثيرة مالها نهاية لكنها كتمت هذا كله جوتها وهي تروح تجيب كاسة موية , ناولتها له وجلست جنبه وهي تذكره إن كل شي قضاء وقدر , بحكم خبرة سنين زواج كانت تعرف إنه الأسئلة في هذا الوقت حتزيد ضيقه , وسكتت لبرهة وخلته إلين يهدى , لف عليها وقال بضيق : عارفة ولد خالة أمي عبد الله بن محمد الله يرحمه اللي مات من فوق 15 سنة ؟؟
هزت راسها وهي تقول : الله يرحمه ..
: زوجته وأولاده كانوا في العبارة اللي غرقت قبل كم يوم ..
شهقت وهي تحط يدها على صدرها وهي تحوقل , ولمن حكى لها كل الكلام اللي قاله له عصام بدأت تبكي بألم وهي تتذكر صور الحادث اللي مازالت تعرض في القنوات الإخبارية ..
طلع جاسم الدرج مع الهنوف ووقف لمن شاف أبوه ماسك يد أمه اللي تصيح ..
: أميييييييييي ..
قالتها الهنوف بخلعة وهي تجري لأمها بعد ما حطت صينية القهوة على الطاولة القزاز
: أمي حبيبتي اش فيك ؟؟ ليش تصيحين ؟؟ أبويه اش فيها أمي ..
خرجت العنود لمن سمعت الأصوات العالية برى وانصدمت لمن شافت جاسم والهنوف حولين أبوها الصامت وأمها اللي تصيح , حست إن الموضوع فيه شي كبييييييييير , وبدأ أبوهم يشرحلهم الموضوع بأبسط طريقة ممكنة وهنا كانت صدمته ..

صحي من ذكريات المستشفى والمشرحة اللي تبعت سفرهم لتبوك وبلا شعور نزل لمستوى أزهار وهي تصيح جنب بابه وضمها بقوووة كان يضمها ضمة مواساة , ضمة عزاء ما قدمها لها أحد بسبب الغيبوبة اللي كانت فيها , مو معقول إنه مجرد ذكر اسمه على لسانها يبكيها وهي ناسيته تماما , تمنى لو إنه عرف عمار هذا اللي كان فاني حياته عشان أمه و أخوانه بشهادة الجميع , لا يمكن ينسى عدد المعزيين اللي حضروا الصلاة عليه وعلى أخوانه وأمه , ولا يمكن ينسى الرجال المتلثمين بغترهم من كثر الصياح على عمار , حتى شباب ومراهقين وأطفال حضروا الجنازة وهم يبكون بحرقة ..
بعدته عنها وهي تمسح دموعها وهي تقول : آسفة مسوية فيلم هندي هنا ..
وضحكت وهي تخبي عنه دموعها اللي مهي راضية توقف وقالت : شفت كيف كيدنا عظيم , بدل ما أراضيك خليتك تراضيني ..
طاااااااالع فيها ورجع ضمها وهمس بلا تفكير: نراضيك مليون لو تبغين بنت عبد الله ..
ضربته على كتفه ودفته وهي تقول ويدينها على خدودها: هيييي زودتها تراني أستحي, بعدين أنا بنت أحمد ..
ضحك من قلبه لمن شاف خدودها محمرة, ضربته وقالت: حمارلا تضحك والله مستحية ما أتريق ..
تنهد وهو يحاول يتمالك المشاعر الغريبة اللي يحسها ~اش الشعورالغريب اللي أحسه ؟ مختلف عن شعوري للـ....... ~ هز راسه وقال وهو يرد الضربة: تراني معطيك وجه بزياده , لا عاد تمدين يدك ولا أكسرها لك سامعه ..
ووقف وهو مطنش يدها اللي مدتها عشان يساعدها , لفت بوزها ووقفت ودنقت راسها وهي تلعب في يدينها وهي تقول : آسفة , ماكان قصدي أزعلك ولا أقل أدبي , والله كنت أمزح معاك ..
ورفعت الصينية وناولتها له وهي تقول : خذ بالعافية ..
أخذ الصينية ودخل غرفة وصك الباب برجله , وقف متنح لدقايق وهو يصرخ جوته ~ جاسم اش كنت تسوي ياااااااااااأبله , أنا ضميتها ليه , شفقه أكيد شفقه , والله تحزن ~..

**************************

في المساء كانت بتتشقق أزهار من الفرحة لمن قالها جاسم إنه بيوديها لمحل العبايات زي ماوعدها , وأصرت العنود والبندري يروحون معاها , اشترت أزهار عباية على الراس ونقاب وأصرت عليها رغم تريقة البندري اللي أجبرها جاسم تغير عبايتها لوحده سادة مافيها أي زينه , واستغرب الكل لمن أصرت العنود إنها تشتري نفس عباية أزهار , وبعد كذا أخذهم على مطعم طلبوا منه عشاء ورجعوا للبيت عشان يتعشون مع الهنوف اللي ماراحت معاهم بسبب تدريسها الرياضيات لبنات جيرانهم ...

*****************************

يوم السبت العصر :

دخل حسان المجلس وجلس وهو على الكنبه وسحب نفس طوييييييييل , دخل عليه جاسم وهو يسأل : اش فيك ؟؟
قال بصوت حالم : أشم ريحة الحبايب ..
: إيوه ريحة شغالتنا وهي تبخر المجلس ..
قطب حسان حواجبه وقال : هادم اللذات حتى الخيال مستكثره عليه, روح جيب شنطتك بسرعة الطيارة بتفوتك , فكنا من شرك ياأخي , ماتصدق قد ايش أحس براحة إنك ما عاد بتحاربني على هوا جدة بعد ..
وطالع في ساعته وقال : ساعة تقريبا ..
: أوريك يالنذل, عشانك ظمنت الملكة فارد ريشك, إن ماقصيته لك ماأكون أنا جاسم ..
قال وهو يهش يده وهو مهو مهتم بتهديد جاسم : أخلص واللي يرحم والديك , أخلص تراني ماني فاضي لك ..
رماه جاسم بخدادية لكنه تفادها وهو يضحك له غياض ..
أول مادخل الصالة قابلته الهنوف وهي تقول : خلاص بتروح ؟؟
قال بتريقة : جاية تودعيني ولا تسمعين صوت الحبيب ..
شهقت بخجل وشردت من قدامه , قالت العنود :أحلىىىىىىىى حركة حلللللللللوة..
قال باستفزاز : مالك دخل ..
قالت بالفصحى : مقبولة منك أخي العزيز حاليا ولكن لاتحاول تكرارها مرة أخرى .
سلم على أمه وقال : الله يعينك أم جاسم على ما ابتلاك ربي , بنات تحف ..
جات أزهار وهي شايلة شنطته وقالت : لا تغتاب تراك كذا تاكل لحم جيفتنا ..
قالت أم جاسم : الله يقويك يا بنتي ..
قالت العنود بدلع وهي تحرك حواجبها من ورى أزهار : ست أزهار اصرت ما تخلي الشغالة تحط يدها في الشنطة , هي رتبت لك كل شي ..
لفت عليها أزهار وقالت : اش تسوين ؟؟ والله ما تجين ورايا إلا وعندك مصيبة ..
قالت العنود ببراءة كاذبة : يااااااااا بخت المظلوم بالجنة ..
أخذ جاسم الشنطة وخرج بسرعة وهو يودعهم , لحقته أزهار وهي تقول بصوت مخنوق : جاسم ..
لف عليها و انصعق لمن ضمته وهي تقول بهمس : بتوحشني ..
ما قدر يفتح فمه بحرف , بعدت عنه وقالت : أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ..
حس برجفة في جسمه من كلماتها , أول مرة يحس إنه رايح وهو مثقل بشي غريب , قالت وهي تطالع فيه بتمعن كإنها ترسم صورته في ذاكرتها : انتبه لصلاتك واحرص ما تفوتك الجماعة ولا تنسى القرآن والأذكار , كل وتغطى زين ولا تسهر و ادعيلي ترى دعاء المسافر مستجاب وووو بس ..
سحب نفسه وخرج , ودع أبوه اللي جالس مع حسان وخرج , كان عقله يدور في دوامه ~ الكلام مو موجه لك , الكلام موجه لعمار أو عمر أو عمير , آآآآآآآآآآآه بتهلكيني يا أزهار , يا ربي اش هالضيق اللي صايبني ؟ ليش أحس بهالثقل ؟؟ كإني شايل جبل على أكتافي ~ احترم حسان صمته وما كلمه إلين ودعه عند البوابة لأنه عارف إنه لو يبغى يفضفض له بيفضفض له لكن شكله يبغى يفكر أكثر بالموضوع ..

**************************

الشرقية (( الظهران )) :
ليلة الأحد في الشقة :

: لاااااااااا من جد صايبه شي , والله لو إننا في فيلم مصري كان قلت الرجال يحب , جسوم اش فيك يارجال ..
انتبه جاسم من شروده ولف على عدنان وقال : نعم , اش فيه ؟؟
ماتوا الشباب ضحك عليه وقال عدنان : ماقلتلكم والله صايبه شي ..
قال جاسم وهو يقوم من الكنبه : تعبان من السفر وبروح أنام عن إذنكم ياشباب ..
قال عدنان : شباب اعتبروا الغرفة غرفتكم , دحين جاي ..
كملوا الشباب البالوت ولحق عدنان بجاسم , دخل الغرفة وهو يحس قلبه يصم أذانيه من قوة ضرباته صك الباب وقال : جاسم خير , وجهك مو عاجبني من يوم جيت , الأهل فيهم شي ..
هز جاسم راسه وخلع بلوزته وفنيلته وقال وهو ينسدح على سريره : لا مافيهم شي بس حاس إني تعبان ومتضايق ..
ارتاح عدنان لمن ماحس جفى في صوت جاسم وعرف إن الموضوع متعلق بأزهار بس ماحب يتكلم ووضع جاسم كذا , طفى نور الغرفة وخرج بعد ماقال : الله يطمن قلبك ويبعد الضيق عنك ..
لقي واحد من الشباب ماسك محموله , نط بسرعة وهو يصرخ : حسسسسسسسسسك عينك تمسكه ..
وسحب المحمول والكل ينغز فيه إنه أكيد عنده شي ولا مايخاف عليه كذه , طنشهم وقعد على الكنبة لوحده وحط المحمول على فخوذه وهو يفتح المستندات المخفية , طالع في الملفاة المتلقاة فتح صورة محدده وكبرها وهو يحس بخوف يهزه , طلعت صورة بنت حلوة مبتسمة , صك الصورة وحذفها بدون تردد وهو مهو متخيل إن هذي صورة البنت اللي كانت تلاحقه لفتره طويلة على الماسنجر وتفتح معاه مواضيع ****ة مالها داعي , والأدهى من هذا كله هي طلعت مييييييين ؟؟
فتح المحادثة اللي سوا لها حفظ وقراها للمرة العاشرة , كانت كلها كلام فاضي ماله معنى حاول هو فيها يسايرها عشان يشوف هي ليش تلاحقه , تعلقت عيونه بالسطور الأخيرة ..

حورية بحر جدة : اسمي الحقيقي العنود أحمد الـ..... أنا أخت جاسم صاحبك , وصراحة أنا معجبة فيك جدا عشان كذا أخذت بريدك المسجل في جوال جاسم ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : انتي كذااااااابة ..
حورية بحر جدة : واش مصلحتي من الكذب ؟؟ ومن فين أعرف اسم صاحبك وأعرف اسم أخته ؟؟ مستعدة أرسل لك صورة لي مع جاسم بس فيها أخواتي وصراحة أنا أغااااار ماأبغاك تشوف صورهم ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : إذا كان كلامك صحيح لووووووووو سمحتي أختي صكي المحادثة وأخرجي من النت الآآآآآآآآآآن ..
حورية البحر : زعلان ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : أخرجي من النت , أنا لايمكن أخون صاحبي وفي أهله كمان ..
وصل لنهاية المحادثة وهو يحس دمه يغلي ويفور كإن اللي قراه صار توه ماكإنه له يومين , ماتخيل للحظة إنه قاعد يكلم وحده وصاحبه الروح بالروح يطلع أخوها وجالس معاها في نفس البيت , حس نفسه خسييييييييييس حقييييييير رغم إنه مابادلها أي كلام يخجل منه , كل اللي سواه إنه كان يسألها ليش تلاحقه ومن فين جابت بريده , تنهد وحذف المحادثة وقفل الجهاز ولمن وقف مدد جسمه بكسل وهو يقول : يلاااااااااا اطلعوا من الصالة بنام ورا
تـــوتـــي فـــراولـــة
تـــوتـــي فـــراولـــة
♣ عدد المشاركات : 3391
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : احب المملكة
♣ تم تقيمي : 1147293
♣ تم شكري : 1814

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty رد: روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الخميس يناير 13, 2011 11:01 pm
الفصل الثالث : الماضي و حدود الظلام ..

أغمض عينا ..
ارسم حلما لونه ..
اكتب شعرا ..

اسكن قصرا ..
اصنع مجدا يا هذا ..
طر في كل سما ..

أنت كما أنت ..
مازلت عبدا يا صاح ..
ستظل كذا ..

فاصنع خيرا ..
واهجر ظلما ..
جاهد معصية تغريك ..

تلثم فمك ..
تلمس قلبك ..
تهمس لك بكل دلال..

فأنت كما أنت ..
إنسان فان ..
ستهجر دنيا تناديك ..

ستدفن يوما ..
ستحاسب على كل خطيئة ..
ستتمنى لو كنت هنا ..


يوم السبت 20 / 1 /1427 هـ
في المنطقة الشرقية (( الظهران )) :

: جاسم يلا تأخرنا ..
أشر له جاسم بيده يعني روح وألحقك وهو يقول : خلاص نتقابل هناك , مع السلامة
يا قلبي ..
زفر عدنان وقال : لا تقول لي هذي الخويه ..
حط جاسم جواله في جيب بنطلونه الرسمي وقال وهو يعدل قبعته : مالك دخل ..
: جاسم ..
قاطعه جاسم : واللي يرحم والديك ياعدنان ماني فايق لمناقشتك مع الصباح ..
قال عدنان وهو يلحقه : العرض دين يا جاسم ..
: طيب فهمنا ..
وقف عدنان وسط الصاله وهو يطالع فيه من ورى بضيق , كان وده يعطيه كف يفوقه من السراب اللي هو فيه , كيف قدرت بنت لقد خالفت القوانين سيتم معاقبتك ! بايعة نفسها تقنع رجال زي جاسم إنها تحبه وهو يحبها ومايقدر يستغني عنها , فين عقله ؟؟
لف جاسم لمن وصل باب الشقة وسأل : اشبك وقفت ؟؟ ما بتجي معايا ؟؟..
رماه عدنان بنظرة باردة وهو يقول : غصب عني بجي معاك, ترى سيارتي في الورشة إن كان نستك سواليف الخويه ..
ابتسم جاسم وغمز له وهو يهمس بلهجة مراضاة : يا حلاتك وانت معصب ..
ضحك عدنان وقال : الله يعينك على ماابتلاك , امشي وانت ساكت ..
ولمن ركبوا السيارة سأل عدنان باهتمام : اش أخبار الأهل ؟؟
تنهد جاسم وقال : زينين , أبويه اتصل علي اليوم الفجر يقول البنت فاقت من الغيبوبة ما أدري الصدمة اللي كانت فيها , وصوته كان ماش وهو يكلمني , حسيته متضاااايق وتعبان ..
: لا تلومه , والله مسؤولية كبيرة الله يعينه ويعطيه الأجر على اللي يسويه ..
: من ناحية الله يعينه الله يعينه , البنت مايعرف عنها غير اسمها , مو متحمس في موضوعها أحد قد العنود كل يوم ناطة مع أبوية المستشفى عشان تشوفها وأبوية يمنعها
ابتسم عدنان وقال في نفسه ~ هذ شكلها زي سحر خبله ومطيورة ~..
: ليش تبتسم ؟؟
قال ببرود وجفاء : والله ما دريت إنه أصدر قرار منع الإبتسام سيد جسوم ..
: ياالله تسكنهم مساكنهم , تراني ما ذبحت أمك عشان تعاملني كذا ..
ضحك عدنان وقال : والله ما قصدت أقولها بهاللهجة ..
: عارف إنك لو في يدك ماغنوم كان طخيته فيني ..
زاد ضحكه وهو يقول : والله لا ..
وقف سيارته قدام مبنى الشركة اللي يشتغل فيها عدنان وقال وهو يفتح له الباب ويخرجه : أقول اسكت تحسبني ما انتبهت قاعد تسأل عن الأهل عشان تحسسني بالذنب من موضوع الخويه , تراني فاهمك زين , عشرة عمر , يلا انقلع من سيارتي أخرتني عن الدوام , والله لو وقع الرائد مطر قبلي بأذبحك ..
قال عدنان اللي كان فعلا قاصد يحسسه بالذنب وهو يصك الباب ويلوح له : أشوفك نهاية الدوام , بالتوفيق ..
شخط من قدامه بدون مايودعه , بعد الدخان اللي قدام وجهه وهو يقول : أوريك شغلك بعدين يالنذل ..
ودخل الشركة …

*********************
جدة , حي الربوة :
في شقة في الدور الثالث :

(( إن الهاتف المطلوب لايمكن الإتصال به الآ.....))
رمت مشاعل الجوال على سريرها وهي تقول : حرام عليك يا أزهار اللي تسوينه فيني حتى جوال عامر مقفول ..
دخلت هالة الغرفة وهي تقول : بنت , الحناية لها ساعة تستناك ..
قالت مشاعل بحزم : قوليلها تجي بكرة ..
: مشاااااااااااعل الجواز بعد بكرة متى يمديك ..
قالت بصوت مخنوق : هي وعدتني تجي تتحنى هنا معايا ..
تنهدت هالة وقالت : أنا ماكنت بأتحنى لكن عشان ماتصنقر الحناية ليش قاعدة بلا شغلة ولا مشغلة بروح أتحنى وانتي دقي على أزهارو ..
رمت لها بوسه في الهوا وهي تقول : الله لا يحرمني منك ياعسل ..
: ادهني سيري , ادهني سيري , والله لا أوريك شغلك انتي والدب الثانية لا جات ..
: خليها تجي بس ..
: الله يقدم اللي فيه الخير ..
مسكت مشاعل جوالها ودقت على بريدها الصوتي واستمعت للرسائل المحفوظة من أسبوعين , وسمعت صوت الصافرة وبعده صوتها الدافي المرح يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , شعولتي أنا أزهار أدق عليك من جوال عموري لأنه جوالي حبيبي المبجل مو دولي , حاطه فيها مؤدبه ماتردين على أرقام غريبة يالدب كنت بأسمع صوتك , كيف حالك وحال نصور القلب ؟؟ أنا في عمان الجـو جنااان , وبعض ناس هنا يخبلون , حبييـ...
وانتهت الرساله , فتحت الرساله الثانيه اللي وقتها بعد الرسالة اللي قبلها بدقايق وبعد الصافرة على طول وصلها صراخ أزهار : تراني أكره الهبالات اللي في بريدك هذا يعني بالله كيف واحد يحط رسالته في هذا الوقت القصير , المهم لاينقطع مرة ثانية , حبيت أطمنك علي وعلى ماما وصدقيني كنت مؤدبة وماطيرت عيوني كثير , ياويلك لو تزوجتي قبل ما أجي , إن شاء الله بأجي جدة قبل يوم حناك , انتبهي لنفسك , أووه ويمكن نروح لمصـ.....
ضحكت نسرين كإنها تسمع الرسالة لأول مرة وقالت : الله يقطع شرها الخبلة ..
واستمعت للرسالة الثالثة الغير واضحة بسبب الشبكة واللي بعد الرسالتين بيومين : مشاعل تراني بأفجر البريد الصوتي اللي .......... , من حلات الصوت عاد ...... رسالة كل ....... وما حتتحرك إلا ........ ..........
... ..... بإذن الله , ادعيلي ..
تنهدت و دقت على رقم بيتهم وجلس الخط يرن ويرن بلا مجيب , غطت وجهها وهي تحاول تحبس دموعها اللي بدأت تهدد بالنزول , من يوم انخطبت قبل سنة ونص وهي متواعده مع أزهار على يوم الحنا , مستحيل ما تجي , أو على الأقل تتصل وتعتذر لوماقدرت تجي , أكيد صار شي , أمها تعبت بعد العملية أو....... ماتت ..
قامت من مكانها قبل ماتتجنن وهي تستعيذ من الشيطان الرجيم ومن الأفكار البشعة اللي بدأت تزورها , دق جوالها بنغمة مخصصتها لناصر اللي ملكت عليه من ست شهور , ماكانت تبغى ترد عليه وهي في هالحاله لكنها اضطرت لمن دق عليها للمرة الثانية , وصلها صوتها وهو يقول بحب واضح مع كل نبرة : سلام لأحلى ما خلق ربي بشر ..
حست بالدموع اللي قاومتها ترجع مرة ثانية تهددها وهي تقول بخجل : وعليكم السلام , هلا ناصر ..
: ياربي ست شهور وإلا الآن ماتغير اسمي إلا الآن, بعد بكرة زواجنا, أعطيني دفعة , قولي نصور , نويصر , نصصيرو , حبيبي , قلبي , حياتي اللي يناسبك , الخيارات كثيرة يا طويلة العمر ..
ضحكت من قلبها وقالت بدلع : بعد بكرة مو بعيد إن شاء الله ..
تنهد وهو يقول : اش بيصبرني , المهم تحنيتي ؟؟
سكتت للحظة بعدين قالت : لا ..
: ليه ؟؟
ماجاوبته وهي تسكت بتفكير , وبعد لحظة سألت بشك : ناصر إنت متصل ليه ؟؟
بان الإرتباك وهو يقول : حبيت أسمع أخبارك ..
لوت بوزها وقالت : ناصر , مين متصل عليك وقايل لك ؟؟..
ضحك وقال : ماشاء الله على حرمتي , ساحرة مايفوتها شي , هالة قالت إنك متضايقة عشان صحبتك ماجات إلى الآن من السفر ..
نزلت دموعها وهي تقول بصوت مخنوق : خايفة صار لها شي ..
قال ناصر بسرعة : افتحي باب المجلس أنا عند الباب , مع السلامة ..
طالعت في الجوال بصدمة ورجعت طالعت في نفسها في المراية وهي تتأكد من شكلها طول عمره متهور هذا الرجال , وين جاي البيت والدنيا زحمة , مسحت عيونها وخرجت من الغرفة , تجنبت تقابل أحد وهي رايحة لمجلس الرجال , فتحت الباب بعد ماسحبت نفس طويل , ابتسم أول ماشافها ودخل وصك الباب وهو يقول : ذكريني متى زواجنا ؟؟
دنقت بخجل من دون ماتجاوبه , ضحك وقال : لو شافتني خالتي بتقطع رقبتي ..
ولمن مارفعت راسها قال بمزح ممزوج بالحنان : شعولة زعلانه , خلاص يا عمري راضي بناصر حاف إلى يوم الزواج ..
غطت وجهها بيدينها وهي تصيح من قلبها , لف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : إن شاء الله مافيها إلا العافية , تفاءلوا بالخير تجدوه ..
قالت بصوت مقطع وهي ناسية خجلها من كثر الألم اللي تحسه : عمرها ماقطعتني هالمدة كلها , وحتى لو ماتقدر تكلمني تعطيني رنه , أخاف صار لأمها شي ولا لها وأنا ماني دارية ..
مسح شعرها وهو يقول : إدعي لها , مالك إلا الدعاء , ماتدرين يمكن تبغى تفاجئك في يوم زواجك , يلا ياقلبي لاتصيحين , والله دموعك غالية يامشاعل , انتبهي تراني بدأت أغار من أزهار هذي وبمنعك منها بعد الزواج ..
انتبهت لنفسها فبعدت عنه على طول وهي تمسح وجهها بكسفة , قال : خلاص قلنالك راضين بناصر حاف ..
وبعد تردد قال : لازم أمشي دحين , تامريني بشي يالغلا ..
ابتسمت له وقالت : شكرا , انتبه لنفسك و آسفة على الإزعاج تعبتك ..
قاطعها وهو يتأملها بحب : تعبك راحة ..
ولمن جا بيخرج قالت بهمس : ناصر ..
لف عليها ناولته ظرف مزخرف بحيا , رفع واحد من حواجبه وقال بتريقة تحبب : لا تقولين لي هذا رد على رسالتي اللي أرسلتها من أربع شهور ..
حطتها في يده بسرعة وفتحت الباب , قال وهو يفتحها : ماني رايح بأقراها ..
شهقت وصرخت وهي تصك الرساله : لا الله يخليك ..
واستحت وبعدت عنه وهي تهمس : إقراها لوحدك ..
: هنا ..
: لوحدك ..
قال برجا : طيب بس أول كلمة ..
فكرت وقالت بابتسامة لمن تذكرت إنها كتبت البسملة أول وبعدها السلام : وعد أول كلمه ..
قال : وعد ..
وفتح الرسالة وقال بابتسامة واسعة : زوجي الحبيب ناصر ..
تلون وجهها وهي تقول بخجل وصدمة : هذي مهي أول كلمة ..
قال وهو يطوي الرسالة : هذي أول كلمة طاحت عليها عيني , ماكذبت يا...... زوجتي الحبيبة ..
ردة فعلها كانت ضربة على كتفه قبل ماتشرد من قدامه , ضحك وقال قبل مايخرج : أحلى ضربة ..

*********************

(( هي ليست حرة لترسم مصيرها ..... ولكنها تحاول رسم مصير آخر ))


يوم الأحد 21 / 1 /1427 هـ
في مستفى الملك فهد بجدة :

: فرضتوها علينا فرض ودحين إلا تبغونا نزورها , ماني داخلة عليها أنا جاية بس مسايرة لأبوية ..
لفت البندري وجهها وكملت بتأكيد : لا يمكن أدخل معاكم ..
قالت أمها وهي تقوم من مقاعد الانتظار : براحتك , أخواتك بيدخلون ..
قالت العنود بحماس وهي تتبع أمها : من زمان ودي أشوفها , أصلا لو علي كان رجيتها وصدعت راسها من أمس من فاقت ..
طالعت الهنوف في أختها الصغيرة وقالت : بندري حبيبتي البنت ماسوت لك شي عشان تعادينها ..
: هنوف فكيني من محاضراتك , من جات والكل ماعنده سيرة إلا هي , روحي شوفيها أكيد بتموتين نفسك تشوفينها ..
تنهدت وقامت وهي تقول : الله يحنن قلبك عليها ..
لقيت أمها واقفة جنب الباب والطبيب يقول بإلحاح : ولا حرف واحد عن الماضي يا أم جاسم فاهمة ..
رفعت أزهار السرحانه راسها عن المخدة وهي تعدل طرحتها البيضاء اللي أعطتها لها الممرضة بعد ما ألحت عليها وجلست معتدلة وهي تطالع في الحرمة اللي داخله ورى الطبيب مطلق , ابتسم مطلق وقال : السلام عليكم , كيفك اليوم يا أزهار ؟؟
ماردت عليه بسبب انشغالها باللي وراه , كان قلبها ينبض بقوة من التوتر والخوف , لاحظ مطلق مؤشرات قلبها تزيد فقال وهو يحط يده على يدها القابضة على اللحاف بقوة : أزهار ..
لفت عليه بعيون زايغة ورجعت تطالع في الحرمة وهي تقول بصوت مبحوح ومحشرج : مين هذي ؟؟
قال بحزم عشان تسمعه وهو يمسك يدها ويرصها بحزم : هذي وحده تقرب لك ..
وأشر لهدى وهو يقول : أم جاسم تعالي قربي ..
حس بيد أزهار تعصر يده عصر من شدة التوتر وهي تقول باستنتاج : هذي أمي ..
خلاها تصدق اللي قالته بدون مايجزم وهو يبعد عنها وهو يقول : اسيبكم لوحدكم ..
فتحت هدى وجهها بخوف بعد ماخرج الطبيب , طاااااااااالعت أزهار في الوجه وهي حاسة بصدمة مرعبة لأنها ماميزت الوجه اللي كانت تنتظره من الصباح على أمل يرجع لها ذاكرتها اللي قالولها الأطباء إنها فقدتها , حست الظلام اللي داخلها ويلفها من فاقت كل ماله يزيد , أمس شافت الرجال اللي اسمه أبو جاسم واللي قالها بحنان ودفء وهو يضمها مادام إنك ناسية كل شي اكتشفينا من جديد واعتبريني أبوك , غمضت عيونها ورصت شفايفها بقوووة وهي تتمنى لو تنزل دمعه وحده بس تحكي لهم وضعها دموعها هجرتها بشكل مخيف , حست يدين هدى تضمها بحنان وهي تقول : والله حاسة باللي تحسينه يا بنتي , والله حاسة ياحبيبتي , هذا قضاء الله وقدره ..
يمكنها فاقدة الذاكرة لكن صوت هدى لمس قلبها وحست نفسها مرتاحة له , يا إنها تعرفه من زمان أو عقلها هيأ لها هذا الشي عشان يلقى متنفس للخوف اللي بيذبحها , لفت أزهار وضمت هدى وهي تقول بصوتها اللي ماتعافى من تعبه : أمي ما أتذكر شي , حتى انتي ما أتذكرك , ماني متذكره شي ..
ضمتها أكثر وهي تهمس : بتتذكرين إن شاء الله ..
اللي ذابحها أكثر من دموعها اللي مانزلت حتى وهي في حضن أمها شعور البرود اللي ملأ أوصالها , ليش ماتصيح وتخرج كل اللي في صدرها ليش الإحساس معدوم عندها ؟؟
شوية كذا وقالتلها بتدخل الهنوف والعنود اللي المفروض إنهم أخواتها , الاسمين ماكان لهم معنى عند أزهار اللي طالعت فيهم بفضول , ابتسمت الهنوف بتوتر وقالت : كيف حالك أزهار ؟؟ أنا هنوف ..
قالت العنود وهي ترفع نقابها وهي تتقدم من السرير : كذا الوحده تسلم على أختها ..
ونطت على أزهار تحضنها بقووووووة وهي تقول بفرح حقيقي : أخيييييييييييرا شفتك صاحية يادبه , من بعد الحادث وهم مانعيننا نشوفك إلا من ورى القزاز ..
وبعدت عنها وضربتها على كتفها وهي تقول : كيف حالك يابنت ؟؟ والله خوفتينا عليك وصيحتينا وقلبتي بيتنا وحياتنا فوق تحت ..
لأول مرة من صحيت ابتسمت أزهار وهي تحك كتفها وهي تقول : ماني بخير كسرتي كتفي يالدب انتي ..
خلعت العنود عبايتها وقالت وهي تستعرض نفسها : هذا الجسم الفنان وتقولين دب ..
تأملتها طويله نحيفه وجهها مسمسم يدخل القلب وشعرها زي سواد الليل يوصل لآخر ظهرها لكن الشكل ما أعطاها أي ومضة في ظلام عقلها , ضحكت أزهار من قلبها وقالت : الحقيقة شبه عمود كهرب ..
استغربت ضحكتها وشافت الذهول عليهم كمان , جالت ببصرها عليهم وهي تفكر إنه هذولي أمها وأخواتها وهي تحسهم زي الضيوف اللي تشوفينهم لأول مرة لكن ……. ركزت نظرها على العنود اللي قالت بصوت مهزوز وابتسامة حلوة والدموع تلمع في عيونها : الله يديم هالضحكة , أحلى ضحكة سمعتها في حياتي ..
بلا مقدمات حست أزهار بدموعها تنزل زي الشلالات من عيونها لأول مرة من صحيت وهي تقول بصوت كسير : عنود سامحيني ما أتذكرك , ما أتذكر أحد حتى نفسي , اش اسمي ؟؟ مين أهلي ؟؟ كم عمري ؟؟ فين درست ومين صديقاتي ؟؟..
وصرخت بحرقة وهي تشهق بكى ويدينها تعصر اللحاف بقهر : ما أتذكر شي , أحس نفسي مخنوقة وخايفة ..
صاحت الهنوف من قلبها وحضنتها العنود وهي تقول بثقة : مو لازم تتذكرين , مو مهم , خليك زي ما انتي لا تتذكري ولا شي إن كان هذا بيسوي فيك كذا , إن شاء الله إحنا حولينك ومابنخليك لوحدك ولا لحظة , تعرفي علينا صدقيني ما بنخيب ظنك ..
دخلت الممرضة ونبهتهم إن الوقت المحدد لزيارة أزهار انتهى , سلموا كلهم عليها وجلست هدى جنبها توصيها على صحتها قبل ماتخرج , طالعت في الباب بمشاعر مضطربة ما كانت تبغاهم يروحون قبل مايقولون لها كل شي عن نفسها وعنهم , اش اللي وصلها لهالحالة , ولمن دخل مطلق عدلت طرحتها و حست بخجل فضيع من اللي سوته قبل شوي وهي تنزل راسها وتدخل يدينها تحت اللحاف , سحب مطلق الكرسي وجلس عليه على يسار سريرها وهو يقول : ها أزهار , اش شعورك بعد ماشفتي أهلك ؟؟ ارتحتي ولا لسه خايفة ؟؟
هزت راسها فقال وهو يمسك الملف اللي ناولته له الممرضة : أنا ما أسألك عشان تهزين راسك , تكلمي , أبغى أسمع صوتك ..
حمر وجهها وهي تقول بهمس : ماحسيت شي ..
قرب منها عشان يسمعها وهو يقول : معقوله ولا شي ..
بعدت أزهار عنه وهي تقول : شوية خوف ..
ابتسم وقال : يعني زي خوفك مني دحين ..
ماردت عليه وهي تدنق أكثر , كان عارف إنها مستحية مو خايفة , أمس رفضت تقابله من دون حجاب و خبرته الممرضة إنها سألتها إذا كان ممكن تكشف عليها طبيبه بداله , ابتسم وقال : أزهار يعجبني حيائك لكن أنا طبيبك النفسي يعني لازم تقولين لي اش تحسين بالضبط عشان نقدر نعالجك ولا ماتبغين تتعالجين ..
قالت بهمس : أبغى طبيبه إذا كان هذا ممكن ..
ابتسم وقال بهدوء : عندنا الدكتوره هيفاء لكن عندها إجازة إلا شهر خمسة ..
قطبت حواجبها بعدين قالت : إحنا في شهر كم ؟؟
كتب ملاحظات بسرعة وهو يقول : إحنا شهر واحد بالهجري محرم سنة 1427 متذكرة السنة ..
هزت راسها بلا , رجع يسألها أسئلة كثيرة كانت أكثر إجابتها بلا فحست بإحباط شديد رغم كلام مطلق المتفائل ..

*********************

يوم الأثنين 22 / 1 /1427 هـ
ليلة الثلاثاء في قاعة رهام للأفراح :


: صبيه في الكاستين ..
: وإذا انتبه أحد ..
: تبغين ناصر ولا لا ؟؟ إذا تبغينه حطيه ..
طالعت في كاسة العصير وهي مستحية تشربها قدامه , ابتسم ناصر اللي ماد لها يده وقال بهمس : شعولة يدي انكسرت , اشربي ..
شربت شوية من العصير وهي بتموت خجل ليش شاربتها من يده وقدام أهله وأهلها , قالت أخته وهي تعطيها الكاسة : دورك ياعروسة ..
حست الكاسة ثقيييييييلة وهي ترفعها له , مسكها عشان يساعدها وشرب منها وسط غطاريف أهله , وشوية قام عشان يزفونها وقال قبل مايخرج وهو يضغط يدها : مبروك يا نونه , أنا أسعد إنسان اليوم ..
ابتسمت له بخجل وهي تهمس : الله يبارك فيك ..
انفتحت ستاير الشرفة المطلة على القاعة أثناء موال الدقاقة ووقفت مشاعل تطل منها على الناس اللي يصفقون ويغطرفون , كانت الرؤيا ضبابية قدامها من الخوف والتوتر ولمن بدأ الدق ووصلها صوت الطيران القوية تحركت للممر والدرج اللي تنزل منه وهي تدعي إنها ماتزل وتطيح قدام الخليقة , وأثناء مشيها البطئ حاولت تدور بين الوجوه اللي تلمحها عن أزهار ~ أزهار أنا قاعدة أنزف لناصر وانتي منتي معايا , أزهار وينك ؟؟ ~ كانت توزع للناس ابتسامة لصقتها لصق على شفايفها , وبعد وقوفها الطويييل في المنصة والناس اللي جات تسلم وتبارك قالتلها هالة إنه جا وقت خروجها هنا بدأت دموعها تنزل , احتضنت أمها واخواتها وودعتهم وهي تتذكر أبوها المرحوم اللي كان حيكون أسعد رجال بزواج حبيبة قلبه مشاعل , من يومها وهي تعرف إنها المفضلة عند أبوها وكاتمة أسراره , مسحت دموعها وهي تلبس عبايتها وطرحتها قبل ماتخرج لسيارة أخوها عبد الله المشرعة , عبدالله و بندر أخوانها وصلوها إلى باب شقتها وودعوها هناك وهم يوصونها على نفسها وعلى ناصر , ومن خرجوا وانصك الباب وراهم جلست على الكنبة وهي تنفجر بصياح ماتوقعته , جلس ناصر جنبها وقال بخوف : مشاعل حبيبتي ليش هذا البكى كله, بكرة أوديك لهم تشوفينهم لاتبكين ياقلبي ..
كانت حاسة بخنقة وضيق ماأحد ممكن يتصورها , كان ناصر يتمنى لو يضمها أو يمسح على شعرها لكنه ماقدر شي منعه من إنه يواسيها , قام من مكانه وتحرك رايح جاي جنب الكنبه وأخيرا قال : أسيبك تههدين , بأروح أغير وأجي ..
دخل الغرفة وصك الباب وهو يفك أزرار ثوبه بضيق وهو يستغفر , رمى شماغه على السرير ودخل الحمام بسرعه وفتح الصنبور وطرطش الموية على وجهه , جلس يغسل وجهه قرابة خمس دقايق ولسه التعب والضيق اللي صابه فجأة ماراح ..
سحب المنشفة وخرج من الحمام ورمى جسمه على السرير وهو يغطي وجهه بالمنشفة
مسحت مشاعل أخر دموعها اللي وقفتها بالقوة وقامت من مكانها وهي تسحب نفس عمييييييق وتطلعه بشويش عشان تسترخي عضلات جسمها المشدودة , كانت مستغربة من هذي الإنفعالات هي صح خجلانه بس مو لهالدرجة يوصل الخجل ..
انفتح باب الغرفة وخرج منه ناصر اللي ابتسم وقال بحنان : كيفك ياعروسة ؟؟
رجعت الدموع لعيونها رغم كل الطاقات اللي بذلتها عشان تمنعها وغصب عنها غطت وجهها ورجعت تصيح بصوت عالي , تقدم ناصر ووقف قبل مايوصل لها وقال : أدخلي الغرفة ونامي ريحي شوية شكلك تعبانه ..
دخلت الغرفة ورمت نفسها على السرير وهي تصيح من قلبها ..
مرر ناصر يده في شعره وجلس على الكنبة وهو يقول : لاحول ولا قوة إلا بالله ..

*********************

بعد صلاة يوم الجمعة 26 / 1 /1427 هـ :
في المستشفى :

بعد أيام عانت فيها أزهار من كثر الأشعة اللي سووها و سحب الدم والإختبارات اللي خضعت لها شفويا وكتابيا أثناء الجلسات اللي اضطرت لها مع الدكتور مطلق ؛ سمحوا لها إنها تخرج , كان أبوها وأمها والعنود يزورونها يوميا أما الهنوف والجوهرة اللي جات آخر الأسبوع من الباحة زاروها مرتين بس , ومن كلام العنود عرفت أزهار إنه عندها أخويين وأخت رابعة ماقدرت تجي , أزهار ما أخذت في خاطرها لأنه مشاعرها نحوهم مبهمة , هي إلا الآن ماتعودت على أمها و أبوها فكيف باقي العائلة ..
لبست أزهار العباية اللي جابتها لها أزهار وحست بضيق حاولت ماتبينه لأهلها اللي مهي عارفه كيف كان تعاملها معهم سابقا والعكس ..
: أزهار اشبك ؟؟
لفت أزهار على العنود وهزت راسها وهي تقول : ولا شي ...
قالت أمها باهتمام : تعبانه شي يابنتي ؟؟
كتمت زفرة كانت بتطلع من صدرها وهي تهز راسها بلا وهي تستغفر بداخلها , دخل أبوها وقال : جاهزات , الدكتور بيدخل شويه ..
تغطوا كلهم حتى أزهار لبست نقابها اللي هو كمان ماعجبها , سلم مطلق وقال : كيف نفسية مريضتنا ؟؟ متحمسة للخروج من المستشفى ؟؟
ابتسم لمن ماجاوبته وقام يشرحلها مواعيد الأدوية اللي تاخذها ونبهها إنها لازم تحضر الجلسات اللي حددها لها وختم كلامه وهو يقول برقه : انتبهي لنفسك يا أزهار , في أمان الله ..
قالت بهمس مختصر : شكرا يا دكتور ..
شبكت العنود ذراعها في ذراع أزهار بعد ماراح الطبيب وقالت بحماس : يلا البيت ..
ابتسمت أزهار وقالت بتردد : يلا البيت ..
طول الطريق والعنود تثرثر في أشياء متنوعة وأزهار تستمع لها بانصات , كانت تحس في العنود شي مألوف ماتدري اش هو بالضبط لكن الألفة هذي تزداد لمن تمزح معاها العنود وتبدأ تضاربها , كانت أملها يزداد مع كل لحظة إنها حتتذكر شي لمن توصل للبيت اللي عاشت فيه وبالذات لغرفتها , أكيد كل إنسان له رابط خاص مع أشياءه الخاصة , دخلت السيارة من باب الجراج الكهربائي ونزلت أزهار منها وشافت الحديقة المبلطة بحجارة فخمة بلون غبار الورد , حست بانتعاش لمن شافت الأجزاء المزروعة من الحديقة مليانه فل و أزهار , قالت أمها وهي تمسك يدها : تعالي ندخل ..
طلعت درجات بسيطة تودي لباب خشبي له نافذتين قزاز لها شبك حديد مزهر , فتحت الباب الخدامه الأندونيسية اللي سمعتهم ينادونها بسيتي , ابتسمت للخدامه وهي تقول : كيف حالك سيتي ؟؟
واستغربت ارتباكها وهي تقول : كوييييييس الهمد لله ..
شافت المجالس الواسعة بستايرها الممدوده من السقف لأرض الغرفة و اللوحات المأطرة بالخشب الذهبي والسجاجيد الكبيرة المتلائمة مع الكنب الفاخر فحست بانقباض في قلبها وشعرت برغبة إنها تشرد من هذا البيت , دخلت لصالون أوسع من اللي قبل , عيونها دارت بسرعة في المكان , كنب , رفوف مليانه تحف , تلفزيون شاشته أقل شي 45 بوصة , درج متفرع لدرجين داربزينه غريب , ممرات من اليمين واليسار , نجفات كرستال كبيرة , خدامتين غير سيتي واقفات باحترام ..
: أزهار , أزهار ..
كانت أزهار تسمع صوت العنود كإنه جاي من بير سحيقة وسمعت وشوشة مزعجة في أذانيها وضباب قدام عيونها , سدت أذانيها وهي تقول : ازعاج ..
زادت الأصوات وتوقفت فجأة , صرخت العنود بخوف لمن **** أزهار وطاحت على الأرض مغمي عليها وركعت جنبها وهي ترفع راسها بخوف وهي تصرخ : أزهار , أزهار ..
شهقت أمها وجريت لهم , ضمت أزهار وصفعتها بشويش على خدها وهي تقول بخوف : أزهار , أزهار , أحمد اتصل على دكتورها بسرعة وقوله البنت أغمي عليها , سيتي جيبي مويه بسرعة , أزهار حبيبتي , أزهار سامعتني ..
نزلت الهنوف من الدرج بسرعة وهي تقول بخوف : اش صار ؟؟ اش فيه ؟؟
وطلت البندري براسها من الدور الثاني وقالت بتنهيدة : بدأنا المشاكل أففففف .

*************************

في شقة ناصرومشاعل :

قال الشيخ وعيونه مثبته على الأرض : انتم الإثنين والحمد لله مؤمنين بقضاء الله وقدره وإني لا أزكيكم على الله ولكن إن شاء الله أحسبكم من الصابرين , فالذي تمرون به بلاء عظيم , أسأل الله أن يشفيكم منه ..
كان الصمت هو سيد المكان بعد كلام الشيخ , طالعت مشاعل من ورى غطاها لناصر اللي جلس على الكنبة الثانية اللي جنبها وهم الإثنين مقابلين للشيخ اللي له يومين يقرى عليهم من بعد ماعرفوا حقيقة النفور اللي كان بينهم ونزلت عيونها من رفع ناصر راسه ولف عليها , كان معظم دموعها من غزارتها تطيح من دون ماتمر بخدها , وغصب عنها انفلتت كم شهقة منها , قال الشيخ بصوت أبوي حنون : عليك بالصبر يا أخت مشاعل , أعلم أن ماتمرين به صعب جدا و لكن اعلموا والكلام موجه لك أيضا يا ناصر أن الله ما ابتلاك إلا لأنه أحبك وما حرمك و أخذ منك إلا ليعطيك , وأجر الصابرين لايخفى عليكم , أجرهم عند الله بلا حساب , فاصبري واحتسبي لعل الله يعطيك من بعد الضيق مخرجا ..
كلماته كانت زي البلسم على قلب مشاعل المجروح , ولمن دخل أخوها عبد الله المجلس خرجت , قال الشيخ : هذي موية مقري عليها , اشربوها , وإن شاء الله فيها الشفاء ..
شال عبد الله كاسة الموية لأخته اللي جالسة في الصالة مع أمه وزوجته وطالع ناصر في كاسة الموية اللي في يده وقال : بسم الله الشافي المعافي ..
شرب الموية كلها وهو يدعي جوة قلبه إن الله يزيل البلى اللي انحط له هو و مشاعل, بعد فترة حس بغثيان مفاجئ وقبل مايستوعب اللي يصير قام يطلع كل اللي في بطنه , ماكان حاس بيدين الشيخ اللي قام يمسد ظهره بحنان وهو يقرى بصوت عذب كل اللي كان حاسه إنه روحه بتطلع من جوفه ...
سألت مشاعل وهي تطالع في عبد الله بعد ماشربت الموية : ناصر شرب منها كمان ؟؟
: إيوه , الشيخ قال السحر اللي انعقد لك إنت واياه سحر مسقي وهو أصعب أنواع السحر , لكن إن شاء الله القراية والموية المقري عليها تخففه ..
ولمن راح عبد الله المجلس قامت أمها تصيح وهي تغطي وجهها بمسفعها , ابتسمت مشاعل وقالت بصبر وهي تضم أمها : أمي حبيبتي الله يقدم لنا اللي فيه الخير , الله يقول أنا عن حسن ظن عبدي بي ..
قالت لمى زوجة عبد الله : عمتي الله يهديك وين إيمانك يئستي من رحمة ربي ..
قالت أمها : والله مايئست , وأنا عارفة الكلام اللي تقولونه زين لكن غصب عني مقهورة جوة قلبي , حسبي الله ونعم الوكيل على اللي سوا فيكم كذا , حسبي الله ونعم الوكيل ..
تغير وجه عبد الله لمن شاف حالة ناصر كان شبه دايخ وهو جاثي على ركبه على أرضية المجلس ويدينه ذبلانه والشيخ ضام راسه لحضنه , راح على طول على الحمام وجاب المنشفة وحطها في حضن ناصر اللي لحيته وثوبه كلها تعدمت , سأله الشيخ : كيف أختك ؟؟
هز راسه وقال : ماصار لها شي ..
سكت الشيخ بعدين قال : عبد الله جيب له ثوب جديد , إن شاء الله إنه طلع السحر اللي في بطنه ..
راح عبد الله على طول وقال لنسرين الجالسة بصمت حسسه بالإختناق : مشاعل هاتي ثوب لناصر ..
قالت بخوف : ليه ؟؟ صار له شي ؟؟
ولمن شافته مايتكلم مسكت ذراعه وهزته وهي تقول: ناصر صار له شي, عبود تكلم..
قال باختصار : شوية تطليع وقف دحين لاتخافين ..
راحت تجيب الثوب وهي تفكر وتربط المواضيع , وبعد ماراح أخوها حست إنه اللي في زوجها أكيد من أثر القراية , لكن لي هي ماصار لها نفس اللي صار له ..
تعاونوا وسدحوه على الكنبه بعد ماغسل وجهه بالقوة ولبسوه ثوبه , وبعدها جلس الشيخ على الأرض وبدأ يقرى بصوت وهو حاط يده اليمين على بطن ناصر , مسح عبد الله الأرض وشال المنشفة والثوب وحطها في الحمام ورجع جلس على وحده من الكنب وهو يستغفر ويتنهد بتعب ...

*************************

فتحت عيونها وتأملت السقف المزخرف بالجبس بحيرة ولفت على جنب , كانت الغرفة شبه مظلمه بدد ظلمتها أبجورة حلوة على شكل دلفين محطوطة على طاولة صغيرة جنب السرير , قامت أزهار بخوف وطالعت يمين ويسار , الغرفة كانت واااسعة وفيها سرير ثاني مرتب قدامه مكتب صغير يشبه المكتب المقابل لسريرها , الغرفة لها بابين وتسريحة وطاقة كبيييرة وطوييييلة تفصل بين السريرين , قامت من السرير وانتفضت لمن حست ببرودة السيراميك تحت رجولها , عصرت مخها بتتذكر هي فين , وبعد لحظة تفكير رجعت لها الصور السابقة , أمها وأبوها , الدكتور والمستشفى , أخواتها والبيت , انتفضت لمن انفتح الباب اللي على اليسار ودخلت منه الهنوف اللي شهقت بخلعة لمن شافتها قاعدة وسط الظلام , ابتسمت أزهار وقالت : فجعتك ؟؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فتحت الهنوف النور وقالت بابتسامة حلوة : عادي , إن شاء الله ارتحتي في نومك ياعسل ..
: اش صار ؟؟
قالت وهي تجلس جنبها : ولا شي خطير , أغمي عليك بسبب التعب وشلناك للغرفة ..
فكرت أزهار بعدين سألت فجأة : ليش أحسكم كلكم رسميين معاي إلا العنود ؟؟
ارتبكت من السؤال المفاجئ وأنقذها دخول العنود اللي صرخت : صحيتييييي أخيييييييرا , يلا ناكل تراني ماااااايته جوع وماتغديت كله عشان أتغدى معاك ..
: ليه ؟؟ الساعه كم ؟؟
ابتسمت لها العنود ابتسامه طفوليه مبينه كل أسنانها وهي تقول : الساعة 12 الليل ..
شهقت أزهار وهي تنط واقفة وتصرخ : كذاااااااااابة , الصلاااااااااااة , ماصليت لا عصر ولا مغرب ولا عشى , ليه ماصحيتوني ؟؟ ياربي أستغفرك وأتوب إليك ..
وتأففت وهي تتحرك لوسط الغرفة وهي تقول : الحمام , وين الحمام ؟؟
أشروا لها مع بعض على الباب اللي على اليمين وضحكوا لمن دخلت بسرعة وهي تطبق الباب بكل قوتها , قالت الهنوف وهي تطالع في باب الحمام المصكوك : صراحة ماتوقعت صرختها عشان الصلاة ..
هزت العنود راسها وقالت بابتسامة : ولا أنا , صراحة شكلي بأستمتع مع أزهار , وناااااااااااسة , ياليت أبوية خلاها تجي غرفتي وخلى البندورة المزعجة عندك ..
قالت الهنوف وهي تخرج سجادة وشرشف صلاة : ياويلك لو سمعتك البندري ..
قالت بلا اهتمام : خليها تطق راسها في الجدر وترى جدران غرفتنا كثيرة يعني بتشبع
: الله يقطع شرك ...
وقفت أزهار متنحة وسط الحمام , ليش حسته حلو وأنيق وواسع بزيادة ؟؟ وليش شافت إن البانيو يوسع قبيلة ؟؟ تأملت وجهها في المراية وهي تقول انتي مين ؟؟
وتعوذت بداخلها لمن تذكرت إنها في الحمام , توضت وتذكرت مع الوضوء إنه الممرضة أعطتها زمام ذهب أبيض وقالتلها إنه حقها , خرجته من جيبها ولبسته كان له كريستاله حلوه بلون السما لمسته وهي تطالع في المراية بذهن مشوش , وخرجت لمن حست بالتعب من التفكير اللي يوديها دايما لطرق مسدوده ..
لقيت السجادة مفروشة فوق الزولية المناسبة للون الغرفة وفوقها الشرشف والبنات مهم موجودات , لبسته وصلت فروضها وبعد ماخلصت انسدحت فوق السجادة وهي تفكر بالمستقبل بعد ما يئست من التفكير في الماضي , هل حتظل فاقدة للذاكرة كذا طول حياتها ولا بتسترجعها زي ما أكد لها الدكتور مطلق اللي حذرها من قبل ماتخرج إنها ماتسأل عن الحادث اللي صار لها أبدا ؟؟ عائلتها مصدومة ولا متضايقة ولا اش شعورها من اللي صار لها ؟؟ كيف حتعيش وتتصرف مع الناس اللي ماتدري هم اش حيقولون ؟؟ هل لها جدة وخالات وعمات لازم تقابلهم وتتصرف معاهم وعلى أي أساس ؟؟
بكت بصمت وغمضت عيونها وهي تهمس بحرقة وعذاب : يااااارب , رحمتك وسعت كل شئ , يارب ارحمني مما أنا فيه , اللهم لا منجى وملجأ منك إلا إليك , اللهم أنت تعلم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس , يارب ارحمني ..
كتمت صوتها اللي بدأ يعلى وهي تغطي وجهها بالشرشف وتقول : ياااااااارب , يااااااااارب ....
دخلت العنود وقالت : زهوره خلصتـ...... أزهار ..
جريت بخوف لأزهار المرمية على السجادة وهي بشرشفها ولفتها وهي تقول : أزهار اش فيك ؟؟
ولمن شافتها غااااااااايصة في نوم عميق زفرت براحة وضربتها على كتفها وهي تقول : تراب فجعتيني يا كيس النوم ..
وقامت تصحيها وحطتها على سريرها اللي مشيت له مترنحة ولحفتها وخرجت بعد ماطفت النور وهي تقول : تصبحين على خير ...

************************

في مطعم ...... في الدمام :

قالت بصوت ناعم حزين : لازم تروح دحين ..
ابتسم وقال وهو يطالع في ساعته : بكرة ورانا دوامات ..
ورجع طالع فعيونها المكحلة اللي فتنته من ورى لثمتها هذي ثالث مقابلة لهم وإلى الآن ماشاف وجهها , يحب هدؤها ورقتها , يعشق صوتها بالذات لمن تناقشه بثقة وبكلام منطقي يحمل في طياته ثقافتها العميقة , همس لمن لفت وجهها عنه بزعل : والله ماودي أنهي هالجلسة الحلوة ياليلى لكن عدنان بيفجرني لو تأخرت لأنه طلب مني أطبع له تقرير ومعتمد عليه فيه , يادوب أروح وأطبع وأنام لي شويه قبل العمل ..
قامت من مكانها المقابل له وقالت : أجل خلاص أمشي أنا كمان ..
تردد قبل ما يمسك يدها ويسحبها للمقعد اللي جنبه , شهقت وطالعت فيه بصدمة وهي تقول باستنكار : جاااااسم ..
هذي أول مرة يلمسها فيها , ابتسم وقال وهو يثبتها في الكرسي بيده : ياروحه ..
دنقت راسها بخجل فسألها وهو يحس نبضات قلبه تتسارع : زعلانه ؟؟
هزت راسها بلا فسألها بهمس : تحبيني ؟؟
بعدت يده و قامت من مكانها وهي تقول : **** إنت عارف الجواب ..
وعدلت لثمتها اللي تحركت وهي تقول : مع السلامة ..
وقبل ماتخرج من ورى الساتر المحطوط قالت : لاعاد تعيد حركتك هذي ..
ابتسم وودعها بعيونه اللي راقبتها إلين خرجت من المطعم وركبت سيارتها اللي جالس فيها سواقها , حاسب على الأكل وخرج وأول مادخل سيارته شغل على الـ F.M وأول ماسمع الأغنية اللي يحبها اتصل عليها وقلها تحول على القناة وتسمع الأغنية اللي مهديها لها ..
كان يدندن بالأغنية وهو يدخل الشقة اللي يتشاركها مع اثنين غير عدنان و المؤلفة من غرفتين نوم تتوسطهم صالة ومطبخ ومجلس صغير منعزل ولها حمامين , حمام جنب غرفة هاني وأيمن وحمام قريب من المجلس , لقي عدنان قدامه في الصاله جالس قبال التلفزيون والمحمول في حضنه قاعد يكتب فيه , قال السلام ولمن رد عليه عدنان بهمس ماوصله قال : السلام لله , اش مصحيك لهالوقت ماقلت بتنام عشان بكرة عندك اجتماع مهم إنت اللي بتقدمه ..
قال بصوت جامد : يعني مفتكر حكاية الإجتماع !! زين ..
عرف جاسم إنه نبرة صوته هذي معناها استعداد لحرب كلامية ماكان فايق لها فدخل الغرفة من دون مايناقشه لأنه عارف وجهة نظر عدنان اللي لا يمكن تتغير ..
زفر عدنان وقال من بين أسنانه : الله يحرقها من بنت ..
ورجع استغفر وهو يذكر نفسه إنه صاحبه اللي يعزه ويغليه هو جزء من اللي يصير واللوم مو كله على البنت , خرج جاسم من الغرفة وهو شايل ظرف بيج رماه على عدنان وهو يقول : بالتوفيق , بأروح أنام ..
فتح عدنان الظرف وخرج الأوراق , ابتسم لمن طلعت التقرير اللي طلب منه يطبعه من الكتاب على برنامج وورد وقال بصوت عالي : شكرا ..
ورجع لشغله وهو يدعي الله إنه يفك صاحبه من البلوة اللي هو فيها ويغفر له ذنوبه , طلعت له نافذة ماسنجر حورية بحر جدة : صباح الخير ..
قال : أنا ناقصك يابنت الناس تراك جبتيلي الصداع ..
صك النافذه وطنشها مارد عليها , رجعت نافذه ثانية حورية بحر جدة : صاحي لهذا الوقت ليه ؟؟ ماعندك دوام بكره يا مهندس ؟؟..
قفل النافذه وحط الحالة غير متصل وكمل شغله وهو يقول بحرقة : ماعاد في بنات صاحيات , انعدم الحياء الله يستر علينا وعلى المسلمين ...

*******************

تأففت العنود وهي تصك جهازها ودفنت راسها بين يدينها , سحبت البندري اللي جالسة على سريرها سماعات لاب توبها اللي في حضنها وسألت : اش فيك ؟؟
رفعت العنود راسها وحكت شعرها بقهر وهي تصرخ بعدين لفت على أختها وقالت : ولا شي ..
شمقت البندري وهي ترجع سماعاتها و تقول : الحمد لله والشكر على نعمة العقل ..
قالت العنود وهي تقوم من مكتبها : خلينا العقل لك يالعبقرية ..
وخرجت للصالة في نفس اللحظة انفتح باب غرفة الهنوف وخرجت منه ومعاها أزهار , قالت الهنوف بابتسامة : صحاها الجوع ..
قالت العنود بحماس وهي تسحب أزهار من يدها وتجرها للدرج : تعالي نحط لنا أكل ..
تبعتهم الهنوف وهي تقول : عنود شوية شوية على أزهار ..
جلست أزهار متربعة فوق الكرسي الخشبي وهي دافنة يدينها في حضنها من البرد وعيونها تتابع أخواتها باهتمام وهم يدورون في المطبخ عشان يجهزون وجبة محترمة على قولتهم لها , ابتسمت على مناوشاتهم اللي ماتنتهي ولاحظت إنه العنود رغم إنها أصغر من الهنوف إلا إنها هي المسيطرة على المكان , هل شخصيتها تشبه العنود ولا الهنوف ولا البندري اللي ماشافتها إلى الآن ؟؟ سألت فجأة : وين البندري ؟؟
توقفوا الثنتين عن الحركة وقالت العنود بسرعة : نايمة ..
فكرت أزهار بعدين سألت : ليش كلكم أسماءكم تبدأ بأل التعريف ماعدا أنا ؟؟..
وبدأت تعدد على يدينها : الجوهرة , الهنوف , العنود وحتى البندري ..
قالت العنود بتريقة : احمدي ربك اللي نجيتي من هذه التسمية , أمي لو عليها كانت بتسمي العالم كله بأسماء تبدأ بأل ..
: بس أزهار اسم غريب مره ..
قالت الهنوف لمن تذكرت : أظنه على اسم وحده من جداتك ..
دعست العنود رجلها فتداركت وقالت بسرعة : جداتنا , أزهار أجيبلك لك روب يدفيك , شكلك بردانه ..
قالت أزهار وهي تفرك ذراعينها : شكله عشان دوبي صاحيه من النوم , ماعليك أنا أحب البرد ..
وسكتت بعدين ابتسمت وقالت بفرح : أنا أحب البرد صح ؟؟
هزوا راسهم بإيوه يوافقونها بلا تردد , ذبلت ابتسامتها وهي تقول بعيون سرحانه : أحس نفسي بلا شخصية , أنا اش كنت أحب أكل ؟؟
قالت العنود وهي تحط ورق عنب وتبولة ومناقيش وجبنة وحلاوة طحينية وفول وحمص و مخلالات : ذوقي واعرفي , شوفي الجانب الحسن في الموضوع , ابتكري الشخصة اللي تعجبك وطبقيها ..
دقتها الهنوف وهي تقول : عنود اش هالكلام اللي ماله طعم ..
ضحكت أزهار وقالت بمرح وهي ترمي التفكير في الماضي وراها : فكرة حلوة , ناوليني العيش عشان أبدأ أختار أطباقي المفضلة ..
غمزت العنود لأختها الكبيرة اللي قاعدة تصب الشاهي والحليب ومسكت جهاز التحكم وفتحت التلفزيون وهي تجلس جنب أزهار على الطاولة , رفعت أزهار راسها وطالعت في التلفزيون باستغراب , كانت العنود تنقل القنوات بسرعة وتجمدت يدها لمن شافت لقطة من فيلم كان البطل والبطلة فيها في وضع مشين وهي تقول بتريقة : الهنوف طالعي ..
شهقت أزهار بقوة وقالت الهنوف وهي تبعد نظرها : عنود ياقليلة الأدب حولي القناة ..
انشرقت أزهار من قوة شهقتها وقامت تكح ورى بعض , جريت الهنوف وناولتها كاسة موية وهي تقول : بسم الله عليك ..
ودقت العنود ظهرها وهي تقول : اش فيك يالخبلة ؟؟ اشربي الموية ..
شربت أزهار شوية من الموية ودموعها تنزل من قوة الشرقة وبعدين مسحت دموعها وهي تقول بصوت مخنوق : فجـ...
وقامت تكحكح وتتنحنح إلين سلكت حلقها وكملت بصوتها المخنوق : فجعتني اللقطة , استغفر الله هذا إيه ؟؟ قررررررف ..
ضحكوا الثنتين من قلب على تعابير وجه أزهار المتقزز ..

*********************

بدأت الأيام تمر بسرعة بعد ماقررت أزهار في أعماق قلبها إنها تعيش يومها وتتطلع لمستقبلها , خاصة إنها وجدت إنه أسئلتها الكثيرة اللي تطرحها على عائلتها تبقى بلا جواب أو يجاب عليها بطريقة مبهمة وعذرهم الوحيد إنه أوامر الدكتور مطلق الحازمة كانت ومازالت تنص على هالشي ..
: اليوم لمن جلسوا يتذكرون رحلتهم لحديقة الحيوان اللي رمى فيها القرد قارورة موية صحة على راس العنود , وجلس كل واحد يوصف ردة فعله سألتهم أنا اش سويت سكتوا كلهم ..
طااالع فيها مطلق للحظة بعدين سأل : وبعدين ؟؟
زفرت وهي تطالع في شبح أبوها الجالس على مقعد بعيد نوعا ما عنهم وقالت : ولا شي قالت العنود إني ما كنت معاهم كنت مع أمي في البيت ولمن سألتها ليش راحوا من دوني واش السبب اللي ماخلاني أروح قالت ماكنت في عقلك ذاك الوقت ..
ابتسم لردود العنود المبهمة وقال بلهجة اللي يقرر واقع وهو يكتب ملاحظاته كعادته : وانتي حسيتي وقتها إنك منبوذة وغريبة عنهم وغصب عنك بدأتي تحاولين تجبرين عقلك على التذكر ..
كان عارف إن العلاج الأنسب لفاقدي الذاكرة هو تذكيرهم بكل الأشياء والأماكن والأشخاص اللي يحبها ومساعدتهم على القيام بالنشاطات اللي كان متعود عليها , لكن شخص مجهول زي أزهار اش ممكن يذكرونها به ؟؟ صعب التعامل معاها عشان كذا أصر مطلق إنه محد يجاوبها على أي سؤال مهو متأكد مليون في المية من صحته زي اسمها اللي قالت لهم أم أحمد إنه اسم مرة خالها اللي هي جدة أزهار ..
اتضايقت من ابتسامته ومن معرفته لدواخلها بالرغم إنه من المفروض إنها ترتاح إنه في أحد فاهم شعورها فسألت بضيق : دكتور أنا كيف فقدت الذاكرة ؟؟ ما أحد راضي يجاوبني حتى انت, يمكن لو قلتلي أتذكر شي بسيط, أنا تعبت من الظلام اللي عايشته ..
حدق في عيونها وقال فجأة وبسرعة مباغته : غرقتي ..
الكلمة صفعتها بقوة لأنها ما توقعته يجاوبها , وبعد ما تمالكت نفسها قالت بهمس : غرقت ؟؟ فين وكيف ؟؟
قال بهدوء وهو يوجهها بعيد عن الأسئلة بطريقته : لمن قلتلك غرقتي انصدمتي ليه ؟؟
فكرت شوية بعدين قالت : ما أدري ليه كنت معتقدة إنه بسبب طيحة ولا حادث أهم شي إنه ضربة على الراس ..
ابتسم وقال : لمعلوماتك فقدان الذاكرة مو مرتبط بالصدمات الجسدية بس , بالصدمات النفسية كمان , ضغوط العمل , الخوف الشديد , عوامل كثيرة تؤدي له ..
فتحت فمها بتسأله ليش قلها لكنها سبقها وقال وهو يصك الدفتر : عارف إنك بتدورين عليها في الكتب , في الأنترنت , لازم يجيك فضول انتي منتي صغيرة تكتفين بكلام الطبيب , عشان كذا أنا قلتلك , بعدين ماشاء الله عليك نفسيتك كل مالها تتحسن وهذا شيئ مطمن عشان كذا أعطيتك جواب ..
ماحبت تقوله إنها دورت في الأنترنت لكن الموضوع كان متشعب ومعقد ودوخ لها راسها وما أعطاها إجابات شافية لأسئلتها , قامت من كرسيها وطالعت في ظهر مطلق اللي قاعد يتكلم مع أبوها , كانت عارفة إنها أسوأ مرضاه , وإنه يتعب معاها كثير , فهي أصرت تقعد ببرقعها أثناء الجلسة ومارضيت تجلس معاه من دون أبوها , عدلت طرحتها ونقابها ووقفت بصمت ورى أبوها اللي صافح الدكتور, ولمن قال : نشوفك على خير بعد أسبوعين يا أزهار..
فكرت إنها استحت وماقدرت تقول له على ملابسها اللي ماتعرف ليه تكرهها وتحسها مهي مناسبة لذوقها , هذا الشي مو طبيعي أكيد , قررت إنها تقوله هذا الشي في الجلسة الجاية لو قدرت , قالت بهمس وهي مقدرة محاولاته المستميته لمساعدتها و لكسب ثقتها : شكرا يا دكتور ..
ابتسم وقال : على إيه ؟؟ واجبي , يلا بالتوفيق ..
سألته : طيب الحبوب ؟؟
قال : نفسي أعرف ليش تكرهينها , خففنا لك الجرعة لحبة في المساء , داومي عليها إلين أطلب منك بنفسي إنك تسيبينها , صدقيني يا أزهار مالها أي مضار بإذن الله ..

*********************

: أزهار يلا الله يخليك ..
طالعت أزهار في عبايتها المعلقة وأخيرا لبستها غصب عنها , ركبت سيارة
أبوها الجيب , البندري حلفت ماترجع ورى في آخر مقعد وهي تقول : نقص علي أرجع ورى , خلوا أزهار ترجع ورى ..
ضربتها العنود بطرف يدها وهي تقول : أزهار اكبر منك يالوقحة , خلاص أنا أرجع ورى ..
وقبل ماتصك المقعد ركبت أزهار ورى لأنها ماتبغاها تقعد لوحدها , وطول الطريق وهي تطالع في الشوارع بمشاعر مختلطة , ولمن وصلوا للمول قالت أزهار : هذا عزيز مول اللي صدعتي راسي تبغين تتسوقين فيه ؟؟
نزلت البندري وهي تقول بسخرية : ما أظنها قيد جات هنا ..
قالت الهنوف بهمس : لا تسمعك ..
قالت العنود بغيض : والله لو إني مني ورى كان بالنرجو عدم التلفظ على الأعضاء بهاذهـ الألفاظ سيتم معاقبتك ! على فمك ..
انتبهت أزهار وسألت : اش فيه ؟؟
و سكتت لمن أمها قالت : عنود اش هالكلام ؟؟ شوفوا لو ماسكتي انتي واياها ترى أرجع البيت دحين ..
نزلوا بصمت تخترقه همهمة العنود اللي باين إنها قاعدة تسب من قلبها , ضحكت أزهار وقالت بهمس : عنودي انتي ليه زي البس والفار مع البندري ..
قالت : لأنها **** وعبيطة ومتكبرة وماتدخللي من زور ..
طالعت أزهار في البندري اللي لابسة عباية عليها رسمة فراشة بالكريستال في ظهرها أكبر من الفراشات اللي في الأكمام والطرحة , البنت هذي إلى الآن مافهمتها , كلامها جاف وبارد مع الكل مو بس معاها لكن نظراتها لها دايما متعالية , أحيانا تحس كإنه في عداء خفي بينهم , من خروجها من المستشفى ما حاولت البندري تسلم عليها أو تسألها عن حالها وهذا شي غريب بين الأخوات , بس يمكن كان في خلاف بينهم قبل الحادث ونسيته مع كل الأشياء اللي نسيتها , انتبهت من شرودها لمن لمست يد الهنوف كتفها وهي تسألها : أزهار اش فيك ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت وهي تتأملها : ولا شي ..
عبايتها على الكتف عادية سادة بدون أي شي ملفت وطرحتها طويلة نوعا ما تدل على شخصيتها الهادية , كانت الهنوف انسانة منعزلة نوعا ما حالها حال نفسها , حتى في غرفتهم المشتركة راسها في مجلاتها أو كتبها , ماتتكلم كثير لكنها تشارك بكلامها الموزون لمن يطلب أحد شورها , عموما تعتبرها أزهار الأخت الكبيرة الحنونة كاتمة الأسرار ...
: أزهااااااااار..
لفت أزهار يمين ويسار وهي تدعي إنه ما التفت أحد عليهم بسبب صوت العنود العالي مشيت لها وقرصتها وهي تقول : أولا لاتناديني باسمي وثانيا رخي صوتك يالمتخلفة في سوق احنا مو في البيت ..
حكت العنود مكان القرصة وقالت : طيب كنتي رايحة وأنا أبغى أوريك لبس عجبني ..
قالت بهمس وهي تشوف شابين يبتسمون لهم : طالعي اش سويتي ؟؟ راسمين لنا ابتسامة معجون الأسنان ..
كتمت العنود ضحكتها وهي تقول : بقي اللمعة اللي تطلع في طرف الأسنان في الدعاية
دفتها للمحل وهي تقول : فايقة , امشي بطني مغصتني منهم ..
: ياخوافة ..
دخلوا للمحل واشترت العنود اللبس اللي دخل مزاجها رغم اعتراضات أزهار اللي شافته مو مفهوم راسه من رجله , ولمن خرجوا لقيوا الشابين قاعدين متكين على الجدار اللي جنب المحل , قالت أزهار : الله يقطع شرك لصقتيهم فينا ..
طنشتهم العنود وهي تمشي للمحل الثاني , حست أزهار نفسها تحت رحمة عيونهم الليزرية اللي صلختها من عبايتها وعرتها , ولمن دخلوا المحل وقفت أزهار قدام الم
تـــوتـــي فـــراولـــة
تـــوتـــي فـــراولـــة
♣ عدد المشاركات : 3391
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : احب المملكة
♣ تم تقيمي : 1147293
♣ تم شكري : 1814

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty رد: روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الخميس يناير 13, 2011 11:06 pm
الفصل الرابع : عندما عبروا حدود الظلام ..


يوم الإثنين 5 / 3 / 1427هـ
في مطار الملك خالد بجدة ..

رن جواله أول مافتحه بعد نزوله من الطيارة برسالة , فتحها لقيها من لولوة حياتي (( جاسم حبيبي وينك ؟؟ ليه مطنشني وماترد على اتصالاتي ؟؟ حرااااام عليك والله بموت من دونك , أحبك , أحبك )) تنهد بضيق وقبل مايقفل الرسالة دق جواله بنغمتها اللي لسه ماغيرها , لف على عدنان اللي حط نفسه مشغول بتأمل المطار ورجع طالع في جواله وحوله صامت وحطه في جيبه وهو يطالع في حسان اللي واقف عند بوابة القادمين , فرد يدينه وهو يقول : حسونة ..
ضمه حسان وضربه على كتفه وهو يقول : حسونة حرمتك , تناديني حسونة وبكرة ملكتي ..
: تراك صدعتلنا روسنا , كنه ماأحد ملك في الكون هذا كله غيرك ..
دفه عدنان وهو يقول لحسان : سيبك منه غيران منك ..
: هلاااااااااااا عدنان ولينا ..
: حساااااااانووو..
ضحك من قلبه وقال : والله غصب عني لا قلت عدنان تدخل لينا عرض , يا حيا الله عدنان و... عدنان حاف , تو مانورت جدة والله , ليش جاي ؟؟..
سأل السؤال الأخير بطريقة مفاجأة خلت حسان يقول بغيض : عشان أحضر فرحتك اللي صدعت روسنا بها على قولة جاسم ..
ابتسم جاسم وقال : عدنان ماتعودت على غلاسة حسان ..
قال حسان : الله يعينه يبغاله عِشرة سنة على الأقل عشان يصير ضد صدماتي إلا .....
مد يده لوجه جاسم وهو يسأل : اش هذا القطع اللي في شفتك ..
لمس جاسم شفته وقال بمرح مصطنع : ضربني عدنان ..
ضحك حسان وقال بمزح : مادام عدنان اللي ضربك أكيد تستاهلها ..
قال جاسم بهدوء بعد ما طالع في حسان اللي صاير يمثل الإنشغال ببراعة : من ناحية أستاهلها أستاهلها , المهم اش أخبار عمتي والأهل ..
مشي معاهم عدنان وعقله في مكان ثاني , كان رافض رفض تام إنه ينزل جدة لكن جاسم أصر ولزم عليه وحسان دعاه دعوة شخصية , والأدهى من هذا كله حينام الليلتين هذي في بيت جاسم , كان خايف ومتوجس من الموضوع , لو لاحظ جاسم على تصرفات العنود شي حتصير مشاااااااااكل كبيرة خاصة بعد المشكلة الكبيرة اللي صارت لهم قبل يومين وممكن من نتايجها انقطاع العلاقة بينهم , ركب السيارة وجلس ساكت معظم الطريق ولمن صلوا الفيلا حس بارتباك غصب عنه , آخر محادثة بينه وبينها كانت اللي أرسلت فيها الصورة وطلب منها تطلع من النت ومن بعدها ما أرسلت وهو أصلا حذفها من القائمة بعد ما سوالها حظر ونادم إنه ماقام بهالخطوة إلا متأخر ..
: هي عدنان حاف وين عقلك ؟؟
لف عليه عدنان وقال وهو يخرج من السيارة : ترى عدنان ولينا أرحم من عدنان حاف
ضحك حسان وقال : أحاول أناديك عدنان حاف من دون كلمة حاف ..
ولف على جاسم وكمل وهو يروح للبيت : روح ضيف صاحبك , أنا بأدخل شوية أسلم على الأهل وأشوف إن كانوا يحتاجون شي وأطلع ..
مسكه جاسم من أعلى كمه وقال وهو يسحبه : تعاااااااااااال , أقول تراك استحليت السالفة سيد حسونة , ضف وجهك قبل ما ألعن سابع جدودك وأكنسل أبو الملكة ..
نسي عدنان همه للحظة وهو يضحك على مهاوشاتهم من قلبه ...

**********************

: هـــذاا هو عدنان صديق عمر جاسم ..
هزت العنود راسها بإيوه وهي توقف ورى أزهار اللي تطالع بعدت ستاير غرفتها عشان تشوف وهي تقول بلغة فصحى: هو بعينه, لايمكن لعيني أن تخطأه ياروزاليتا ..
لفت عليها أزهار وقالت تقلد لهجتها : ولماذا تقولينها بهذا التأكيد يا جيسكا ؟؟
جاوبتها وهي متابعة لغتها الفصحى : لأنني رأيت له صورة عند كارلوس أقصد جاسم
جات أزهار بتكمل معاها الهرجة لكن الهنوف ضربتهم على روسهم بيدينها وهي تقلدهم : أسكتا وإلا قتلتكما , لقد سببتم لي الصداع ..
وتبادلوا نظرات فرطوا بعدها ضحك و العنود تقول : ماشاء الله جاهزات على طول شبكتوا في الخط , وين مخرجي الأفلام المكسيكية عنكم ..
ابتسمت أزهار ودقت العنود المتحمسة في الكلام وأشرت لها بصمت على الهنوف اللي تطالع من الطاقة بنظرات هادية , ابتسمت العنود وصرخت وهي تدقها : هنوف ..
صرخت الهنوف بخلعة وهي تصك الستارة ولفت وضربت العنود على كتفها وهي تقول : فجعتيني يالمتخلفة ..
ماتوا ضحك عليها والعنود تقول من وسط ضحكها : ماقدرت أقاوم نظرات سندريلا للأمير اللي بيرقص معاها في الحفلة ..
مسدت الهنوف شعرها وخرجت من الغرفة وهي تتمتم بغيض , دقت العنود أزهار وقالت : اش قاعدة تقول ؟؟
هزت أزهار أكتافها وقالت وهي تتابع الهنوف ببصرها : والله ما أدري , سمعك أحسن من سمعي ..
ورجعت لفت عليها وهي تقول بحماس : بس صراحة صرختها كانت روووووعة ..
: بديهي لا شفتي واحد سرحان اخلعيه وتشوفين ردات فعل عجيبه ..
: يافنانة انتي , كفك ..
وضربوا يدين بعض , دخلت عليهم هدى وقالت : لا والله انتي واياها , لو وقف قلب البنت وانتم تصارخون فيها كذا , ترى معظم المزح ينقلب حزن ..
سكتوا وهم يستمعون لمحاظرة أمهم بأدب , بعد ماخرجت أمهم قالت العنود : داااااااااااايما أنا اللي آخذ الهوشة على راسي , نص الكلام كان موجه لشخصي المحترم
قالت أزهار بتريقة : أتساءل ليه انتي دايما يامسكينة يامظلومة ..
: أزهارو ..
قطع مناوشتهم صوت أمهم وهي ترحب بجاسم , تسابقوا الثنتين عشان يسلمون عليه , بعد عن حضن أمه وهو يقول : هانت إن شاء الله , كلها كم سنة ويعطوني نقل لجدة ..
لمست شفايفه بخوف وهي تسأل : واش ذا القطع ؟؟
ابتسم وقال : عادي من مضاربة , تعرفيننا إحنا الشباا...
: جسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وم ...
أول ماشاف الثنتين جايات له قال بسرعة : والله اللي تضمني بأعطيها كفففففف محترم
وقفوا الثنتين وهم يقولون بتأفف : لييييييييييييييييه ؟؟
قال بتحذير : تراني حلفت ..
قالوا مع بعض : طيب كيف نسلم عليك ؟؟
ضحكت الهنوف عليهم وقالت : أحسن دواكم الكف , ماتعرفون تسلمون زي الأوادم ..
مد يده وقال بجفاء : من بعيد , صافحوا وانقلعوا ..
صافحته العنود وسلمت عليه ولمن جا دور أزهار مد يده وهو يشوف ليلى بين عيونه , تجاهلت أزهار يده ولفت يدينها حولين خصره و ضمته وهي تقول بصوت حنون : وحشتني ..
ما توقع أحد حركتها بالذات العنود اللي صرخت باستنكار , حس قلبه يتفتت لكنه قاوم ألمه وقال بهمس وهو يبعدها : أنا ماقلت بأعطيك كف ؟؟..
ابتسمت وقالت وهي تلف له وجهها : يلا أعطيني عشان ما تدفع كفارة حلف ..
رفع يده غصب عنه وضربها ضربه خفيفة , قالت العنود بغيرة : ياسلاااااااااام هذا تسميه كف محترم , مالي دخل أبغى أضمك أنا كمان ليه هي بس ..
قالت أزهار بعناد : ياحرااااااااااااام ..
ابتسم جاسم ابتسامة مصطنعة وقال لأمه : شكله العنود لقيت من يجاريها في في خبالاها ..
شاف السعادة في عيون أمه وهي تقول : الله يخليهم لي يارب ..
استأذن وراح لغرفته عشان يتروش , صك باب الغرفة وقفله بالمفتاح أول ماشاف الثنائي المزعج جايين بيكلمونه في شي , ورمى شنطته ودخل الحمام على طول , فتح الدش ووقف تحته بملابسه وهو يتذكر اللي صار قبل يومين ..

**********************

يوم السبت 3 / 3 / 1427 هـ :
في أحمد مطاعم الدمام :

تأمل وجهها كإنه أول مرة يشوفها , ابتسمت ليلى وسألت : ليش تناظرني بهالطريقة ؟؟
ابتسم وقال : معجب ..
ضحكت وقالت : جاسم بسك عاااااد أحرجتني ..
وكملت بصوتها اللي يسلبه عقله : حكني عن جِدِه ..
ضحك لطريقتها في نطق جدة وقال :جدددة بفتح الدال مو بكسرها يابنت الناس ..
ضربته على كتفه وقالت : لاتضحك , شاسوي هذي طريقتي في الكلام ..
كان أكثر مايشده طريقتها الشرقاوية الثقيلة في الضغط على الحروف بعكس الحجازيين اللي عموما لهجتهم خفيفة وسلسة قال بطريقتها الشرقاوية وهو يضغط على الحروف : ياحبي لك ..
قالت بدلع تغيضه : ويه , مو لايق أبد ..
وطالعت في ساعتها وقالت : على بالي تأخرنا , أمي مابتطلع من العرس إلا عالساعه ثنتين ونص هذا إذا ما زانت لها القعدة وكملتها لبعد ثلاث ..
قال بعد تفكير : اش رايك تجيين تشوفين شقتي ..
طالعت فيه وسألته : وأصحابك وين اذلفوا سيد جاسم ؟؟
قال بضحكه : أشوف حلي لك السب ست ليلو..
وكمل : عدنان في الرياض والمخبل هاني وأيمن في البحرين رحلة استجمام ..
تنهدت وفكرت شوية بعدين قالت : طيب , أكلم سواقي عشان يروح ما يستناني ..
ودقت على سواقها وخبرته إنها بترجع مع صحبتها , ورجعت دقت على أمها وقالت لها نفس الكلام , وتنقبت وخرجت مع جاسم , ما مرت دقايق إلا وهم تحت عند العمارة لأن المطعم ما يبعد كثير عن العمارة , قال وهو يطلع معاها : ترى الشقق كلها عزابية ماعادا هالشقة فيها عايلة , دخلها الشقة وقال : الله يعينك على الحوسة ..
أول ما دخلت شافت الفوضى في الصالة , جرايد منثرة وبرادي شاهي وفناجين مهي مغسلة , مخدات الكنب كلها على الأرض متناثرة فوق كوتشينه مهي ملمومة وفوق هذا كله ملابس وصخة في كل مكان , قالت : إنت متأكد ماجاكم إعصار ..
ضحك وقال وهو يلم بعض الأشياء : عدنان الوحيد المنظم فينا ومعيشنا في ضغط من كثر مايحرص على نظافة المكان وطبعا روحته للرياض تعتبر إجااازة للشباب اللي يسوون اللي يبغونه ..
فصخت عبايتها وقالت : اش رايك أنظفها ؟؟
كانت تلم الجرايد وهو واقف في مكانه يتأملها , أول مرة يشوفها بشعرها وبدون عباية شغلت التلفزيون على قناة غنائية وراحت تودي المواعين للمطبخ , كانت كل دقيقة تمر تزيد من ضربات قلبه , ولمن مرت من قدامه مسك يدها وقال : أنا ماجبتك عشان تنظفين ..
ابتسمت وقالت وهي تسحب يدها : أنا ماعندي مانع , جــاسم ..
لمن سحبت يدها منه قبض عليها مرة ثانية وضمها و......................

فاق من فورة مشاعره لمن انفتح باب غرفته ودخل منه عدنان وهو يقول بصوت مرح : سوبراااااااااااااااااااايس ..
توسعت عيون عدنان على آخرها وخرج من الغرفة وهو يصفق الباب بكل قوته , رمى اللحاف على ليلى ونط من السرير وهو يحس برعب بداخله , خرج وراه وهو ناسي إنه بشورته بس , أول ما خرج من الغرفة جاته لكمة قويييييييية على وجهه رجعته على ورى , وتلتها لكمة ثانية على بطنه وعدنان يصرخ فيه : اش اللي كنت تفكر فيه ياااااااا أبببله ؟؟
قال بصوت رغم عنه خرج همس وهو حاط يده على شفته اللي بدأت تدمي : عدنان ..
صرخ فيه عدنان وهو يدفه للجدر اللي جنب الباب : لا تقول شي , ما أبغى أسمع منك شي , خااااااااااف الله إنت والكلللللبة اللي جوة , يا خي إذا ماخفت من ربك وعقابه خاف إنه في واحد مع وحده من أهلك وانت هنا مع هالنرجو عدم التلفظ على الأعضاء بهاذهـ الألفاظ اللي باعت عرضها , خاف على مستقبلك , انت ما بتنجلد بس لو انمسكت في قضيه أخلاقيه , انت بتنسجن ياااااا حضرة النقيــب وسيرتك بتصير على كل لسان ..
ورماه بنظرة عتاااااااااب فضيعة وهو يقول : كم مرة قلتلك العرض دين ياجاسم , العرض دين , كل المسلم على المسلم حرااااااااااام ماله وعرضه ودمه , حرااااااااااااااااام فاهم يعني إيه حرام ؟؟..
وثار وهو يأشر على الباب ويصرخ بكل حرقة بداخله : طلعها برااااااااااااااا ..
جاسم كان سااااااكت ومصدوم من منظر عدنان اللي طول عمره معروف بالإنسان الهادي المسالم , دخل عدنان يدينه وسط شعره وهو يقول بصوت مخنوق : رجع بنت الناس لبيتها يا جاسم قبل ما أقتلك وأقتلها , ولا توريني وجهك ..
وراح الحمام وصفق الباب وراه بكل قوته ...
ومع صوت الصفقة اللي حسها جاسم كإنها توها فاق من ذكرياته , حمد ربه مليوووون مرة إنه جا عدنان في هالوقت قبل ما يصير شي بينه وبين ليلى رغم إنه مو هاين عليه صدمة صاحبه فيه , على الأقل نجى من حرارة المعصية اللي ما حتخليه يتهنى لا بشرب ولا بأكل , صك الدش وفصخ ملابسه المبلله وهو يتذكر خروجه من الشقة وتوصيله لليلى الخايفة وسط صمت عاصف , رجوعه ونظرات عدنان صديق عمره اللي حسسته إنه نزل من المكانه اللي كان فيها , رمى جسمه المنهك على السرير وهو شاكر لعدنان اللي كلماته خلته يفوق من غيبوبة عميييييييييقة مايدري كانت بتستمر إلى متى ..

**********************

تأففت الهنوف وهي شايلة صينية القهوة وقالت : اش معنى أنا ؟؟
ضحكت أزهار والعنود تقول بضيق : لأنه أمي على بالها إني أنا وأزهار بننط على حضن عدنان ونصب له القهوة ..
قالت هدى : أعرفكم مخبل انتي واياها تروحون تفضحونا عند الرجال أول مرة يجي بيتنا من مدة طويلة ..
قالت العنود : امي بس بنحطها عند الباب وندقه ونرجع ..
: لا يعني لا , تحركي يا الهنوف واقفتلي كذا ..
: أمي خلي الشغالة ..
: يا بنتي عيييييييييب تحركي الله يصلحك ..
راحت الهنوف وحطت الصينية عند باب المجلس ودقت الباب وشردت , قالت البندري وهي تطالع في أختها المبوزة : وليه هالزعل كله ست عنود ؟؟ هذا كله حب في الخدمة
حطت يدها على إذنها كإنها تبغى تسمع وقالت : أمي , أزهار كإنه يتهيأ لي إني سمعت صوت ذبانه مزعجة ..
: والله ما المزعج غيرك ..
: بس انتي واياها , عيب تتضاربون قدام ماما ..
تنهدت هدى وقالت : آآآه قوليلهم يا أزهار ..
دقت أزهار العنود وقالت بهمس : بنت اش فيك على الضعيفة , إحنا ما حسبنا إنها تخرج من القوقعة اللي مسويتها على نفسها ..
قالت العنود بقرف : ماتدخل لي من زور , صايرة غصة نحييييييسة ..
قرصتها وهي تقول : أختك يالحمارة , مو عشان كم مهاوشة بينكم قلتي هالكلام ..
ولفت على البندري وقالت : البندري اش رايك تشوفين اللبس اللي اشتريته للملكة ..
قالت البندري بتريقة : زين اللي صاروا المحلات بيبعون مقاسات واسعة ..
شهقت هدى مستنكرة كلمة بنتها عن أزهار اللي تعتبر وسط بناتها النحيفات مليانة لكن طولها مضيع هذا الوزن ..
قالت العنود وهي تقوم : بندر أحسلك ..
قالت أزهار بابتسامة وهي تجلس العنود : مقاسي 14 وهو متوفر في الأسواق من زمان وادعيلي ما أوصل الـ 16 واللي بعدها ..
: اش فيه ؟؟
اختفت كل النظرات المتبادلة بين بعض لمن سألت الهنوف هذا السؤال وقالت هدى : نتكلم عن فساتين ملكتك بكرة ..
قالت العنود وهي تسحب أزهار : تعالي نقيسها ونوريها لأمي ..
لفت هدى على البندري بعد ما طلعوا البنات وقالت : اش فيك على بنت الناس ؟؟ ترى أنا مايرضيني تجرحين فيها كل ماراق لك , البنت جايبينها عشان تجلس بيننا معززة مكرمة , حني عليها يا بنتي ..
سكتت الهنوف اللي عرفت إنه أكيد صار شي بين أزهار والبندري اللي ما تقصر بالتعليقات الجارحة ...
***

: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ أكرهها ..
ضحكت أزهار على صرخات العنود اللي ما وقفت وقالت وهي تحارب سحاب الثوب : يختي طنشيها ماتسمعين ..
لبست الهنوف لبسها الغريب اللي مافهمته أزهار وهي تقول : حاولت أطنش لكن ماقدرت , البنت هذي ما أدري اش فيها تغيرت فجأة , والله كانت حبوبة وهادية , من دخلت الجامعة انقلبت لإنسانة باااااااااااردة وساخرة بشكل فضيع , صارت متكبرة ورافعة خشمها و..
: تراك قاعدة تعطينها حسناتك بالحش اللي تحشينه ..
: خلاص بأسكت , اش رأيك ؟؟..
ضحكت أزهار وقالت : قلتلك رأي من زمان , جا دور أمي اللي حاسة إنها بتهزءك ليه ما أدري ..
***
: نــــــعــــــــم , هذا إيه ؟؟
قالت العنود وهي تطالع في لبسها المكون من بلوزة وجاليه قصير فيه مشابك وسلاسل وفيه صورة مترترة من ورى زي اللي يلبسونه الموسيقيين في البارات أو الهيبيز و تنورتها لنص ساقها فيها نفس الأشياء والخرابيط اللي في الجالية ولابسه عليه بوت جلد طويل : اش به , كووووووووول ..
: كول في عينك , بتفضحينا وسط الناس يقولون فقارى مجمعين لبنتهم ملابس من الشارع ..
الهنوف والبندري وأزهار اللي من أول ماسكين ضحكهم قاموا يقهقهون على تعابير وجه العنود وهي تقول : أميييييييييي من الشارع مرة وحده , كان قلتي من البسطه أهون من الشارع , من سوق الخاسكية لو ما عجبتك البسطات ..
قالت هدى بلهجة حازمة : والله ماتلبسينه بكرة , بتضحكين علينا الناس ..
خرج جاسم من غرفته و صفر وهو يقول : كووووووووول ناقصك قبعة جلد ..
لفت العنود على أخوها بفرح لكنها سكتت على صوت أمها المعصب وهي تقول : واش كول هذي اللي ذبحتوني فيها , أنا ماني شايفة في هاللبس شي زين عشان تقولون كول ..
قال جاسم : أمي هذي الموضة ..
قالت الهنوف برزانه : مو كل موضة تبعناها ..
لف عليها جاسم وانتبه لأزهار والبندري , قامت البندري وسلمت عليه وهي تقول : الحمد لله على سلامة الوصول ..
قال بمزحة : دايما آخر الناس يا بندر ..
قالت بغيض : اسمي البندري أنا أكره اسم بندر ..
لف على أزهار اللي واقفة تنتظر رأيه , ثوبها قطيفة عودي وذهبي بحبال له جاكت قصير أكمامه طويله , كان محتشم وهادي , قال ببرود لأنه عارف إنه الكل ينتظر كلمته : عادي ..
الكل انصدم بكلمته وغصب عنها قالت أزهار بضيق : بس , هذا اللي قدرت عليه ؟؟ كان جاملت على الأقل ..
وطلعت لغرفتها ووراها العنود اللي قالت له : يا متوحش ..
طالع فيهم وقال : أنا قلت رأي ..
قالت الهنوف باعتراض : ياخي الكلمة مهي متوقعه وقلتها بطريقة بايخة , ترانا حساسات تأثر فينا الكلمات بسرعة وصداقات نصدق أي شي ينقال , دحين لو قلنالها مليون إنه فستانها حلو بتشوفه عااااااااااادي ..
كلماتها ذكرته غصب عنه بليلى اللي في البداية كلمها كتحدي بينه وبين واحد من أصحابه إنه يقدر يجيب راس وحده بسبب صبره القليل وجلافته بالكلام واللي صدقت كلامه ومع الوقت لقي نفسه يصدق كذباته ويعيش معاها ..
قال ببرود : أروح لصاحبي أحسن لي من البنات وصدعتهم ..
***
: أزهار ..
علقت أزهار فستانها وهي تقول : عنودي والله عادي ماصار شي , أنا دحين ماني شايلة هم رأي الناس في الفستان قد ماني شايلة هم كيف حقابلهم وكيف حأتعامل معاهم أنا من فقدت ذاكرتي وأنا عايشة وسط البيت وحابسة نفسي فيه وبكرة بأقابل القبيلة والجيران وأمة لاإله إلا الله وكلهم بيطالعون فيني كإني فار مختبر تحت الملاحظة ..
: حلو التشبيه ..
: هذا أبسط تشبيه يوصف حالتي بكرة , والله خايفة ..
: تشجعي وخليك قوية زي دايما , ويلا ننزل الجوهرة شوية وتوصل , أبويه راح يجيبها من المطار ..

*******************

قال أبو جاسم : دكتورها حذرني من مضار اختلاطها , يقول مايبغاها تحتك بخبرات جديدة قبل ماتستعيد ذاكرتها لأنه هذا بيشوش عليها ..
قالت الجوهرة وهي تنقل نظراتها من أبوها اللي يسوق وزوجها اللي جالس جنبه : طيب كيف نمنعها من ملكة أختها بالعقل ؟؟
قال زوجها : خلوها مع الهنوف إلى وقت الزفة , وأصلا بعد ماتنزف الهنوف نص المعازيم بيروحون , يعني إن شاء الله مايكون زحمة ..
: كلام حامد صح يا أبويه ..
قال أبو جاسم : هذا برضوا الكلام اللي قالته أمك , بس أنا ماأبغى أأذي البنت , أخاف وحده من اللي مايعرفون يهرجون زي الناس تجرحها بكلمة ولا تقولها كلمة ..
قالت الجوهرة وهي تتذكر كذا وحده في العائلة من هالصنف : المشكلة ياكثرهم اللي مايعرفون يهرجون ..
ضحك حامد وقال : بدأنا الحش من دحين , رنودة حبيبي لا تسمعين لماما طيب ..
قالت وهي مهي فاهمه عن إيش أبوها يتكلم : طيب ..
مدت الجوهرة يدها من جنب الباب وقرصته من دون مايشوفها أبوها وهي تهمس : أوريك شغلك بعدين ..

********************

~ الجوهرة إنسانة انتقادية ومايعجبها أي شي ~ زفرت أزهار اللي تقابلت معاها يومين بس بسبب ظروف عملها كمدرسة رياضيات في الباحة ومشيت وهي تحاول تبعد هالفكرة عن راسها , كانت خايفة من هالمقابلة لأنها لاحظت فوق هذا كله عصبية الجوهرة لكنها في نفس الوقت متحمسة عشان ريناد اللي استانست عليها لمن جابتها الجوهرة في الزيارة الثانية , وفعلا زي ما كانت متخوفة نظرات الجوهرة لها وهي تسلم عليها وتسألها عن أخبارها خلتها تحس نفسها كإنها تحت اختبار صعب , ولسه مالحقت تجلس وتسألهم عن أخبارهم قامت ونادت الشغالات بعد ما أمرت شغالتها إنها تهتم بريناد وبدأت تدور في الفيلا لأنهم بيسوون فيها الملكة وطلبت منهم يرجعون ينظفون المجالس مرة ثانية ويلمعون القزاز والتحف , وراحت تشيك بنفسها على صحون الحلى والمعجنات اللي بيباشرون بها بكرة على المعازيم , وماناموا البنات إلا بعد ماهرتهم شغل ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

في الغرفة ماغمضت عين الهنوف المترقبة بخوف ولا أزهار اللي خايفة من المجهول هي كانت قانعة بفقدها للذاكرة وحاولت جهدها إنها تعيش حياتها وما تخلي هذا الحدث يكون محور حياتها لأنها مؤمنة إن الله يبتلي عبده عشان يختبر إيمانه ولأنه يحبه , مسحت دموعها وهي تدعي ربها إنه يبعد هذا الضيق اللي صايبها ..
: أزهار ..
مسحت وجهها بسرعة وتنحنحت بشويش وقالت وهي تلف على الجنب الثاني وهي تطالع في أختها وسط الظلام : نعم ..
سألتها الهنوف : انتي تبكين ؟؟
ما قدرت ترد لأنها بترجع تصيح لو فتحت فمها , سمعت صوت لحاف أختها وخطواتها بعدين حست بلحافها ينرفع , شافت شبح الهنوف اللي دخلت اللحاف معاها وقالت : بأنام معاك لأني حتى أنا مو جاييني النوم ..
ضحكت أزهار من وسط دموعها وقالت وهي تبعد لها مكان : مو جايك نوم من الفرحة مو ؟؟
سندت راسها على نفس مخدة أزهار وقالت وهي تلحف نفسها زين : ياليت , والله خايفة حسي ..
ومسكت يدين أزهار اللي شهقت وهي تقول : مكعبات ثلج صايرة , هذا وهو ملكة كيف لو زواج ..
: تكفييييييييين لاتقولين زواج يجيني مغص ..
نسيت أزهار ضيقها وهي تضحك وتهرج عشان تخفف عن الهنوف اللي حست براحة إنه أزهار وقفت عن البكى ..

*************************

أشرق صباح يوم الثلاثاء وبدأت معاه الضجة , شالت العنود صينية الفطور للمجلس اللي فيه أبوها وحامد مع جاسم وصاحبه وهي لافة البوز وتتمتم بقهر : أمس لمن أقولها بأوديها تقول لااااا , واليوم أقولها ما أبغى تقول إلاااا , أموت وأعرف أمي ليش دوبها دوبي ..
وبسبب ثقل الصينية ويدها اللي شايلة السفرة ما قدرت تحطها على الأرض
فدقت باب المجلس برجلها وهي مهي منتبهة إن الباب مردود مو مصكوك , انفتح الباب على ضربتها برجلها ولقيت نفسها وجه لوجه مع الجالسين في المجلس , قالت بصوت مسموع : أوو أوووه ..
فز جاسم من مكانه وخفضوا حامد وعدنان بصرهم , ضربها على راسها بعد ماصك الباب وقال : أوأوه يالفالحة ..
ابتسمت وقالت : كان على بالي الباب مقفول ..
ضربها مرة ثانية وشال الصينية عنها وقال : انقلعي ..
قالت : أصلا بأنقلع من غير ماتقول ..
ورجعت وحكت الكل عن اللي صار وأمها جلست تهزئها مع الجوهرة اللي تموت غيرة على زوجها , ما اهتمت العنود بكلامهم ظاهريا لكنها من جوة ماحبت تعلمهم إنها كان ودها الأرض تنشق وتبلعها قبل ما يصير اللي صار..

************************

~ 13 يوم باقي على جوازه , يوم 22 / 1 كان زواجنا ويوم 19 / 3 زواجه من بنت عمه , يعني 56 يوم بالضبط بين الزواجين , ناصر , ناصر ~
انقلبت على جنبها الثاني وهي تكتم شهقاتها عشان ماتنتبه لها أختها اللي قاعدة تقرأ مجلة على سريرها , رفعت هالة راسها وقالت : شعولة صاحية ..
غطت فمها عشان ماتفضحها أنفاسها المخنوقة وغمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يااااااااااارب متى ينتهي هذا الألم ؟؟ ناااااااااااصر ~
قامت هالة من سريرها وطفت النور وخرجت من الغرفة , سألتها أمها لمن شافتها خارجة : مشاعل نايمة إلى الآن ؟؟
قالت هالة : كانت قاعدة الليل بطوله تغسل وتكوي الملابس ..
وراحت للحمام ومن صكت الباب تفجرت دموعها اللي قاومتها قدام أمها , اتكت على المغسلة وهي تصيح حال أختها اللي تجاهد قدامهم وتبين نفسها قوية ومرتاحة وعادي عندها اللي صار وهي بداخلها تنطحن طحن ومشاعل القديمة تذوي قدام عيونها شوية شوية , دعت من قلبها على الحرمة اللي سحرتها وإنها ماتنسعد ولا تهنى في يوم من أيام حياتها بسبب اللي سوته في أختها , غسلت وجهها بعد مافرغت كل اللي عندها وخرجت من الحمام , البيت كان صغير ومزدحم ومافي مكان غير الحمام يقدر الواحد يسوي في مابدا له , ابتسمت لأحلام اللي طايحة لعب في البلاي استيشن وقالت : لاتنسين عليك غسل الصحون ..
وبدأت تأففات أحلام اللي ماتنتهي , طنشتها هالة وجابت ثلاجة القهوة وجلست عند أمها تصب لها , قالت أمها : اش فيها عيونك محمرة ؟؟
قالت هاله بكذب تعودت عليه في الفترة الأخيرة : صابون دخل في عيوني ..
كانت عارفة إنه أمها تعبانة ومتألمة زيهم , أرملة ومعاها الضغط والسكر و بنتها مطلقة من أيامها الأولى , كيف بيكون وضعها ؟؟ ناولت لأمها الفنجان وقامت تكبس رجولها وهي تسأل : أمي بتروحين جواز ناصر ؟؟
قالت أمها : أجل , ولد أختي وماأحضر جوازه ..
سكتت هالة وهي تدعي ربها إنه يفرج همهم ...

************************

بعد العصر بوقت جات الكوفيرة ومعاها كم وحدة وبدأت زحمة السشوار والمكياج , أزهار اللي دايما شعرها غجري تغير شكلها لمن سشورته , قالت العنود اللي تتأوه تحت السشوار اللي ماتدناه : روحي اسألي أمي تسوين تسريحة ولا تخلينه مفلوت , أنا نصحتك تخلينه مفلوت , استني بأروح معاك ..
قالت الكوفيره بضيق : مابينفع هيك , مابنخلص شغل بهالطريئة ..
مسكت العنود ريناد وحطتها على الكرسي مكانها وقالت : سشوريلها شعافلها , شوية وأجي ..
وقالت لأزهار : **** عليها قطعت لي شعري المتوحشة ..
: حرام عليك وحطيتي ريناد تحت رحمتها ..
: أحسن عشان أقولها بعد السشوار هذا عقاب كل وحده ماتحط بكل وشباصات في شعرها ..
دقت أزهار الباب ودخلت غرفتها وغرفة الهنوف اللي قاعدة تتزين فيها وسألت أمها رأيها اللي نصحتها إنها تخليه زي ماهوه أحسن , وطالعوا كلهم لمن قالت رئيستهم بضيق : آسفة يا مدام مستحيييل أسوي ماكياج العيون لحواجب بهالشكل , سدئيني ما بيطلع حلو لازم أنضف الحواجب من الشعرات الزايده ..
قالت الجوهرة بزهق : خلاص نظفيها وخلصينا ..
قالت أزهار بصدمة لمن شافتها تمسك الموس : قصدها تنمصها , حراااااام ..
قالت اللبنانية ببجاحة : يا حبيبتي أنا ما بنتفها بالملآآط عشان تقولي نمص أنا بحلئهن بالموس حلء..
فار دم أزهار وهي تقول : لا ياقلبي , اش الفرق ؟؟ كله زي بعضه حرااام سواء كان نتف ولا حلق ..
ولفت على الجوهرة وقالت بلا تردد بصوت قوي : وانتي تقولين لها نظفيها , كيف ؟؟
قالت الجوهرة بعصبية : هي ليلة بس , أنا سويتها في يوم جوازي وما عاد سويتها ..
قالت أزهار بعصبية وهي تحرك يدها قدام وجهها : أتق الله فيما تقوله و تكتبه ؟؟ اللي تنمص , عارفة يعني إيه ملعونه , يعني مطرودة من رحمة ربك ..
ولفت على الكوفيرة وقالت : وانتي ماتخافين الله نامصة وتنمصين للخلق , الرسوووول ما يدخل الجنة بأعماله يدخلها برحمة ربه بس , هذا وهو الرسول كيف إحنا اللي أعمالنا ما تدخلنا أقل درجة في الجنة , نجي ربنا يوم القيامة واحنا نقول رحمتك يارب وانتي تجين وانتي عارفة إنك منتي مرحومة لأنه الــاــــه لعنك ..
تأففت الكوفيرة وقالت : خلاص مابحلئهن بأص أطرافهن بالمأص عشان يجي الماكياج حلو , صدئيني حلال ..
صرخت أزهار وهي تحس ضغطها واصل حده من برود هالحرمة وعدم اهتمامها بشي كبييييييير زي اللعن وهي تتقدم منها وهي ودها تكفخها : لا تحللين وتحرمين على كيفك أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار, من متى وحضرتك المفتي العامللديار السعودية ؟
مسكتها العنود وسحبتها برى الغرفة وهي تقول : بنت صلي على النبي شوي وتذبحين الحرمة ..
قالت أزهار وهي تسمع صوت اللبنانية والجوهرة يتناقشون بصوت حاد : اللهم صلي وسلم عليك يارسول الله , قااااااااهرتنيييييييييييييييي , صدئيني حلال , ما انهز بدنها لمن قلتها إنها مطرودة من رحمة ربي , ياربي ارحمنا يارب , يارب ارحمنا من سخطك يارب ..
ضحكت العنود وقالت : صراحة وانتي معصبة فللللللللللللللللللللله , أول مرة أشوفك معصبة ..
قالت أزهار باستغراب : ليه ؟؟ ماعمري عصبت ؟؟..
انتبهت العنود لزلتها فقالت متهربة : اسمعي صياح ريناد , ياويلي من الجوهرة ..
خرجت الجوهرة وقالت بعصبية لأزهار اللي صارت لوحدها في المساحة الفاصلة بين غرفتهم وغرفة العنود : كله منك الكوفيرة معصبة ورافضة تمكيج الهنوف ..
قالت أزهار وهي تعقد يدينها قدام صدرها : قل الحق ولو على نفسك , و الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
قالت من شدة عصبيتها : ماشاء الله هذا الكلام كله اللي تتفالحين به تتذكرينه لكن الشي المهم , انتي مين وأهلك مين ما تتذكرينه ..
وراحت عنها , حست أزهار بفجوة كبييييرة في قلبها وعقلها , خرجت أمها من الغرفة وقالت : أزهار حبيبتي جيبي رقم حسان من جوال جاسم بسرعة ..
نزلت أزهار قبل ما تشوف أمها الألم اللي في عيونها و راحت لغرفة جاسم , دقت الباب كذا مرة ولمن ما أحد رد فتحته ودخلت لقيت الغرفة مظلمة ومافيها أحد وقبل ما تخرج شافت الجوال في الشاحن , سحبته بسرعة وضغطت واحد من الأزرار كان الجوال سوني أركسون عشان كذا ما عرفت تتعامل معاه , ولقيت نفسها فجأة في مجلد الصور وأول صورة في وجهها كانت لبنت محجبة حلوة ملامحها نااااااعمة باين إنها سعودية وباين إنها مهي صورة كمبيوتر , انرعبت وخافت من اللي ممكن عقلها يأوله فضغطت الأزرار تبغى تخرج لكن الصورة تغيرت وجات صورة ثانية للبنت نفسها وهي جالسة على السرير وشعرها منسدل على كتفها العاري , وصورة زلزلت كيانها وهي تشوف بعدها صوره للبنت مع جاسم , ضغطت أزهار أخير زر مرسوم عليه سهم وخرجها من هذا بالتتابع , ضغطت وضغطت وضغطت ودموعها زي الشلال على خدودها , كانت تحس بألــــم يقطع قلبها , رمت الجوال على الطاولة اللي كان عليها وخرجت بعد ما مسحت دموعها , وهي ماشية في الصالة سمعته يكلم الجوهرة وهم واقفين على الدرج , اندست في المطبخ إلين راح وطلعت , كان من المستحييييييييل إنها تقابله دحين , لايمكن ترفع عينها في عينه أو تقدر تكلمه وهي في هالحالة ..

*******************

جلست أزهار متربعة فوق السرير مع الهنوف اللي مكيجتها اللبنانية بعد ما اتصل حسان على مديرة الصالون اللي جاب منه الكوفيرات واشتكى لها على الكوفيرة وحلف مايدفع باقي العربون لو ماخلصوا شغلهم بأدب , لمن شافتها الهنوف مسرحة ونظراتها تلمع بنظرة حزن حطت يدها على فخذها و سألت: أزهار اش فيك ****ة ؟؟
ابتسمت أزهار وهمست : ولا شي , متوترة , الخليقة كلها تحت وأنا ماني قادرة أنزل , قلبي يعورني ..
وصلهم صوتها الناعم يقول بحب : سلاااااااامة قلبك و روحك ياعمري ..
لفت أزهار وهي تضحك وقالت : ياعيني عالمدح , يارب يرزقني واحد كلامه حلو زيك ياعنود ..
تبادلت العنود والهنوف نظرة سريعة قبل ما تقدم العنود لأزهار كاسة عصير و صحن مليان كيك وبيتفور ومعجنات وهي تقول : تفضلي كلي , من صباح الله خير وانتي قايمة تساعدين وانتي ما أكلتي شي ..
باستها أزهار على خدها وهي تقول : الله لا يحرمني منك , كنك حاسة إني كنت بآكل يد الهنوف بعد شوي ..
قالت العنود بحماس وهي تربع على الأرض وماهمها فستانها الساتان الأحمر اللي لبسته بعد حلفان أمها : وتخيلي أول ما تدخل على حسان شايلة الباقة بيد وداسه يدها الثانية وراها , يجي يقولها بدلع ليش داسة يدك يحسبها جايبه له هدية وهي تقول لا لا , ولمن يشوف ذراعها بدون يد يغمى عليه ..
ضحكت الهنوف من قلبها وقالت أزهار وهي تضحك : ويجي الإسعاف والناس تتجمع وتأشر لهم الهنوف بيدها المقطوعة وهي تقول ما صار شي ما صار شي ..
وكملت العنود : ويغمى على الناس وحيكتبون في الجرايد إغماء جماعي سببه أخت أكلت يد أختها من الجوع و يجيبون صورة مصغرة لك بعبايتك ومغبشين على الوجه ويكتبون تحتها بالخط الصغير صورة السعلية ..
وماخلصوا خيال إلا وهم مدمعين من كثر الضحك , قالت الهنوف : الله يعينكم على خبالكم , انتم الخيالات هذي ما تسيبونها لازم منها ..
قالت العنود وهي تمسح عيونها قدام المرايه : الخيال هو الموية بالنسبة لي , الله يقطعكم يالكلبات ساح الكحل من الضحك , الله يقطع شرك يا أزهار ..
مسحت أزهار دموعها وقالت : انتي اللي بدأتي الخيال , بعدين مايجوز تسبين أوادم بحيوانات ربي كرمنا ..
أشرت بيدها بعدم مبالاه وهي تقول : ياااااااااااااااااااااااااااااا ...
وقاموا الثنتين يتأكدون من مكياج الهنوف , لكنه طلع مثبت زين , راحت العنود وقالت : كلي واشبعي لأنه بتنزلين مع الهنوف بعد شوي ..
وأول مانزلت العنود قابلتها عهود وريم بنات عمها صالح , قالت بفرحة : هلاااااااا ريمو ..
وضمتها وهي تقول : اش الحلاوة هذي ؟؟
ابتسمت ريم وقالت : بعض مما عندكم ..
وهمست بعدها : وين أزهار ؟؟
قالت العنود بحماس : فوق عند الهنوف تطلعين لها ..
قالت ريم بحماس زيها : دحيييييييين إذا ممكن , ودي أشوفها من زماااااااان ..
قالت عهود ببرود : قالتلي البندري إنها من طقتكم , يعني الله يعين العالم اجتمعوا المخبل ..
سلمت عليها العنود وقالت بتهديد : كلمة منك كذا ولا كذا أنتف الريش اللي في فستانك سامعة ..
وسحبت ريم وقالت : خلينا نسلم على الحريم أول وبعدين أطلعك ..
قالت ريم : عنودي لا تاخذين على كلام عهود ترى انصدمت زي ما انصدموا كل البنات المرشحات في العايلة للزواج من جاسم , سفانة و أسماء والخنساء و ..
قاطعتها العنود : الله يقطع شرهم , الشي صار وانتهى , عيال منصور ملي القصور ..
ضحكت ريم وقالت : ترى المثل بنات منصور ملي القصور ..
مسكت وحدة من الحريم العنود وسألتها : انتي بنت أحمد ؟؟
ابتسمت العنود للحرمة اللي ماعرفتها وقالت : إيوه ..
: انتي اللي فقدتي الذاكرة ؟؟
انصدمت العنود من سؤالها لكنها قالت بسرعة وهي تحط يدها على راسها : إيوه ..
دقتها ريم لكنها تجاهلتها وتنهدت لمن سألتها الحرمة عن اش تتذكر وقالت بصوت حزين : ولا شي , بس أتذكر إني أحب الكبسة والمكرونة بالباشميل ..
مسكت ريم ضحكها وهي تشوف نظرات الحرمة المصدومة , شقت حلقها مبتسمة وقالت وهي تسحب ريم اللي مايته ضحك : عن إذنك ياخالة ..
: يا متخلفة يامتهورة ..
قالت بعصبية : والله حاسة ثلاثة أرباع اللي هنا جووا عشان يشوفون المسكينه أزهار , هذي عاشر حرمة تسألني عنها , استني شوية تلقين الكل يتكلم عن الكبسة والمكرونة بالباشميل ..
: مو هذا من فعايلك ست عنيدي , والله يوم بتروحين فيها بسبب تهورك ..
قالت بهمس وهي تمر من عند جماعة حريم قاعدين يحركون عيونهم زي أبراج المراقبة : أصلا من زمان تهوري موديني في داهية بس محد داري ..
كانت أمها مستأجرة مجموعة بنات مباشرية يباشرون بالحلا والقهوة والشاهي وتوابعه فصار على بناتها إنهم يرحبون ويسلمون بس , وهذا كان أصعب شي على العنود لأنها ماتحب المجاملات الزايدة , ولأنها ماتقابل الناس إلا في المناسبات الكبيرة (( أعياد وزواجات )) فقط ..

**********************

فتحت أزهار الستارة وفتحت قزاز الطاقة طالعت في حوش الفيلا الكبيييييير , السيارات الواقفة في الأرض الفاضية قدام الفيلا والأنوار المعلقة والرجال وهم يسلمون على بعض والحريم وهم يدخلون الحوش , كانت الأصوات توصلها , غمضت عيونها وهي تستمع للضوضاء الجاية من برى والمختلطة بصوت الدق و الموسيقى عند الحريم تحت , أبوها سوى منصة حللللللللوة صغيرة عليها الكرسي اللي بتجلس فيه الهنوف , وجاب رجال ركبوا سماعات في المجالس والصالات عشان الدقاقة , كانت تحس بخواااااااااء غريب بداخلها وضربات قلبها كانت تتسارع وتخف وتتسارع وتخف لأسباب مجهولة , زفرت بقوة وصكت الطاقة وقالت : عن إذنك هنوف بروح الحمام ..
وخرجت من الغرفة وهي مهي منتبهة لهنوف اللي كانت تأشر لها على الحمام الداخلي وصلها صوت الدق بوضوح , طااااالعت من فوق الحاجز ولمن شافت وجوه الحريم غريبة شردت لأبعد غرفة , غرفة المعيشة القريبة من جناح أمها وأبوها و مسكت مصحفها المحطوط على سجادتها اللي حلفت تقتل اللي يحركها من مكانها وقعدت تقرى شوية , ولمن تذكرت كلمات الجوهرة القاسية وصور جوال جاسم ووجوه الحريم الغريبة واختلط مع صوت الموسيقى اللي تحسها تقرص قلبها قرص قامت تصيييييح , كانت تحس بخوف محد يتصوره وعقلها تحسه بينفجر من كثر ما يتخبط في الظلام اللي تحاول تخترقه بجهد ~ يااااااااارب ياعالما بحالي ارحمني , ياااااااااارب ~
: أزهااااااااااار , أزهارو ..
رفعت راسها ومسحت دموعها بسرعة وقامت على طول في اللحظة اللي انفتح فيها الباب ودخلت منه العنود ووراها وحده غريبة , قالت العنود : انتي هنا , دورناك عند الهنوف مالقيناك , فاتك ماشفتيها وهي توقع عقد النكاح , مو مشكلة تشوفينها في الفيديو , أووه هذي ريم بنت عمي صالح , قدك انتي والهنوف ..
تداركت خطأها في الأخير وأكدت : والهنوف أكبر منكم ..
ابتسمت أزهار بخجل وسلمت على ريم وهي تقول : أهلا ريم , كيف حالك ؟؟ سامحيني ما أ.....
قاطعتها ريم : فرصة تتعرفين عليه من جديد , واااااااااي حلوة عيونها..
قرصتها العنود في ظهرها من دون ما تشوفها أزهار , ضحكت أزهار وقالت : بالعكس غريبة , ما أدري طالعة لمين ما أحد في العايلة عيونه أسود مغشوش زيي ..
قالت العنود : رمادي غامق كم مرة أقولك , اش أسود مغشوش انتي ووجهك ..
وسحبتهم وهي تقول : تعالوا نكمل كلامنا عند أبو الهول اللي صايبها بكم ..
قالت ريم : ذبحتني تسحيب تحت ودحين تسحبني هنا ..
ضحكت أزهار وقال : دومها مستعجلة ..
جلسوا عند الهنوف يتكلمون واستغربت أزهار نظرات ريم اللي مانزلت عنها , دقايق وجاتهم الجوهرة وقالت : يلا بنزف الهنوف تحت ..
قاموا كلهم وقالت أزهار : أنا ما أبغى أنزل ..
كلهم التفتوا لها وقالت هدى : أزهار حبيبتي ليه ماتبغين ؟؟
وقالت الهنوف : أزهار ابغاك معايا الله يخليك ..
قالت بعد تردد : سامحيني ياهنوف , أنا خايفة , خلاص انزفي دحين وأنا أنزل بعد ما أتشجع شوية ..
ضمتها الهنوف وقالت : خليك قوية , ادعيلي ما أطيح من فوق الدرج ..
شافت الهنوف تمشي بشويش بسبب فستانها الذهبي والتفاحي الواسع , والكل حولينها , رجعت العنود لها وقالت : تعالي شوفيها لمن تنزف ..
هزت راسها بعناد وقالت : الكل بيقعد يطالع فيه وينسى الهنوف , كلهم بيشوفون المجنونة اللي فقدت ذاكرتها , كلهم يعرفون بالضبط اش صار لي إلا أنا ما أدري عن شي , خليتوني في ظلام داخلي وأنا تحت كشافات الكل , ما شفتي كيف كانت ريم تحدق فيه , أكيد صار شي كبيييير وما تبغون تعلموني به ..
ضمتها العنود بخوف وهي تتذكر كلام الدكتور مطلق اللي وصله لهم أبوها وهو يحذرهم من مضار اختلاطها , قالت بحب : أزهار حبيبتي , كل اللي نسويه لمصلحتك بتتذكرين بنفسك , تعالي يا قلبي , تعالي أوعدك ما أخليك تسلمين ولا على وحده بس انزلي معايا وأوقفي جنبي قدام الدرج إلين تنزف الهنوف , يلا ..
تشجعت أزهار وقالت : وعد ما أسلم على أحد ..
: وعد , يلا الهنوف واقفة من زمان وحسان بيفجرنا لو تأخرنا أكثر من كذا ..
نزلت العنود من الدرج ومعاها أزهار وسط الظلام بعد ما طلبت من الشغالات يصكون الأنوار لأنه الهنوف بتنزف , وقفت جنب عمود الرخام الكبير المقابل للدرج ووقفت أزهار بينها وبينه وقالت : ارتحتي محد بينتبه لك هنا , بدأت الدقاقه الموال وانفتحت الأنوار والهنوف على راس الدرج , حست أزهار بضيق من الموسيقى وحستها في مسامعها مزعجة , لكنها تناستها وهي تطالع بسعادة للهنوف اللي صوبت نظراتها لها وهي تبتسم بخوف , بدأت الغطاريف والتصفيق والهنوف تنزل , وبعد ماراحت للمجلس اللي فيه المنصة قالت أزهار بامتنان : شكرا عنودي , شكرا لأنك جريتيني بالقوة , كنت حموت قهر لو فوت هذي اللحظة ..
قالت العنود : دحين تبغين تطلعين ولا تجيين معايا ترقصين ..
: نـــــعــــــم , أقولك خايفة تقولين ترقصين ..
: أفضل وسيلة للدفاع الهجوووووم ادخلي عليهم وارقصي ..
ضحكت وقالت : والله انك خبلة صحيح , روحي وأنا ألحقك ..
ولمن راحت عنها العنود حست بدرع الأمان اللي كان يحميها اختفى , قاومت مشاعر الخوف وهي تقول لنفسها ~ أهلك ياهبلة خايفة ليه ؟؟ خليك قوية زي دايما ~ كانت تقدم خطوة وترجع خطوة وشوية لقيت نفسها قريبة من المجلس , طالعت بنص عين وابتسمت وهي تشوف العنود ترقص مع ريم والبندري مع وحدة غريبة , انحطت يد على كتفها وجاها صوت من وراها يقول : إن ماخابني ظني أزهار ..
لفت أزهار بتوتر وخوف وشافت حرمه متوسطة الطول ومستصحة , ضمتها الحرمة بحنان وقالت بمزح محبب : أنا خولة بنت الأزور أخت حسان بن ثابت ..
ارتاحت أزهار لمن تذكرت كلام الهنوف عن خولة أخت حسان وقالت : هلا خولة , كيف حالك ؟؟
سابتها خولة وهي تضحك وتقول : ماني زينه لأنه حسانو حرق جوالي دق يقول ما صارت هذي كلها زفة , وهدد لو ماجبت الهنوف بيطرد الحريم كلهم ..
ضحكت أزهار وقالت : الله يخليهم لبعض ..
قالت خولة : آآآآآآآآمين , عن إذنك خليني بس أتخلص من رجة حسان وحرمته وأجي آخذ أخبارك ..
شافتها تكلم أمها وأمها كلمت أخواتها اللي ساعدوا الهنوف اللي قامت ووجهها متغير بسبب حواجبها المقطبة ..
: انتي أزهار ؟؟
لفت على الحرمتين اللي ماشيين لصالة العشا اللي أعلنوا عنه في السماعات وقالت : إيوه , أهلا فيكم , تفضلوا على العشا من هنا ..
وأشرتلهم على الصالة وهي ودها تتخلص من نظراتهم المحدقة , ومامرت ثانية على جوابها إنها أزهار إلا وتجمع حولها مجموعة من الحريم , ماتدري سلمت على مين وبقي مين والكل يطالعها بنفس النظرات , فضول ممزوج بشفقة , حتى نبرات صوتهم حستها أزهار مليئة بالشفقة المقيته , كانت تبتسم للجموع وهي تصرخ بداخلها ~ أنا ماني مجنوووووووووووونة , لاتطالعون فيه كذا , أنا فاقدة للذاكرة مو طاير عقلي ياناااااااااااااااااااس , خلاااااااااااص حلوا عن وجهي , خلوني أتنفس , مكتومة , مخنوقة لو أغمي علي دحين بصير حديث المجالس لسنة كمان , أزهار لاتدوخين ~ قاومت الخوف اللي بدأ يملى صدرها وقالت : عن إذنكم ..
وخرجت من وسطهم وأول ماقابلت ريم اللي قالت : أزهااااااااار تعالي بسرعة شوفي الهنوف ..
ومسكتها من يدها وسحبتها , حست أزهار بأنفاسها ترجع طبيعية تدريجيا , حست وجه ريم طوق النجاة لها رغم إنها ماتتذكرها حتى هي لكن اسم إنه العنود عرفتها عليها من قبل , رمت عليها العنود عباية وقالت تعالي بسرعة لايفوتك المنظر , طالعت من ورى العنود والجوهرة والبندري والبنت الغريبة اللي كانت ترقص معاها وبنتين ثانيات كتمت نفسها لمن شافت الهنوف جالسة في المجلس و باين عليها الخوف وأبوها وجاسم داخلين ومعاهم ثلاثة رجال غرب عرفت منهم حسان اللي شافته من الطاقة أمس وحرمة ما عرفتها كاشفة عليهم , قالت العنود وهي تسحبها جنبها : ذيك عمتي نورة أم حسان وهذاك أبو لحية بيضا عمي صالح أبو ريم , والثاني عمي جلال ما عنده بنات عنده خمس أولاد ..
: ماشاء الله ..
قالتها أزهار وهي تتأمل وجيههم تحاول تتذكر شي من ماضيها , ولمن اصطدم عقلها بحائط أسود تناسته وهي تتأمل الهنوف اللي وقف حسان قدامها وهو مبتسم ابتسامة واسعة , قال لها شي بهمس خلاها تندق راسها أكثر وهي ترجع على ورى , جلستها عمتها وجلس حسان جنبها وهو يقول لخواله بمزح : مو خلاص سلمتم على البنت يلا حبايبي أعطونا نفس ..
ضربه جاسم بخفة على كتفه وهو يقول : مو خلاص شفت العروسة وسلمت عليها يلا أعطي المسكينة نفس ..
قال حسان بجرأة : تعرفها , هاليوم استنيته سنه تقول لي دحين أخرج وأنا لسه ماشفتها زين ..
كانت الهنوف ودها تذوب وسط ملابسها ومايشوفها أحد من كثر الخجل , هي تعرف نفسها إنسانة عادية وبسيطة مافيها ذاك الجمال اللي يخلي حسان يتعلق بها لهالدرجة وهذا اللي يزيدها خجل , قال أبوها بجدية : هيا حسان قول اللي بتقوله عشان نمشي ..
طالع حسان في أمه اللي قالت بعد ما قرت نظرته : خلوهم شوية مع بعض , دقايق بس
وبعد حرب مضنية رضيوا بعشر دقايق لاااا غير , ولمن خرجوا وانصك الباب ..
لفت عهود على أزهار وعرفتهم العنود ببعض وهي تقول : عهود , أزهار , أزهار هذي عهود ..
سلمت عليها أزهار واستشعرت البرودة في سلامها لكنها طنشت الموضوع وهي تأكد لنفسها إنها أكيد تتوهم من كثر الضغوط اللي مرت بها , وسلمت على البنتين اللي ما حفظت أسماءهم ولا حتى أشكالهم , كل اللي عرفته إنهم أخوات حسان يعني حموات الهنوف , قالت ريم : ياترى اش يسوون دحين ؟؟
قالت العنود وهي تحك جبهتها بتفكير : أنا ماهمني اش يقولون دحين قد مو شاغلني اش قال لها أول مادخل ..
ضربتها أزهار وقالت : سيبوهم في حالهم ..
وجوة الغرفة ساد صمت فضيع على المكان , كل الكلام اللي كان بيقوله حسان لها طار من راسه , طااالع فيها بعدين قال : هنوف كيف حالك ؟؟
مارفعت راسها اللي هزته بشويش يعني طيبة , ابتسم وقال : مبروك علي انتي ومبروك عليك أنا ..
همست بصوت حاولت قدر الإمكان تخليه واضح : الله يبارك فيك ..
ســـكــــت وهو مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تراني مجهز كلام طوييييييل لكنه طار من الفرحة ..
كتمت ضحكتها لكنها ابتسمت غصب عنها , ابتسم وقال : الله يجمعنا على خير و..
دق الباب وانفتح ودخل منه جاسم وهو يقول : تايم أوفر ..
مسك حسان لسانه عن السب قدام الهنوف وقال بأدب : توي اللي قلت كلمتين على بعض ..
هز جاسم راسه وقال : سوري , الشبيبة موصيني ما أخرج من القسم إلا وانت معاي ..
قام حسان وقال بتهديد وهو يأشر على رقبته : بسيطة مردودة لك إن شاء الله ..
ولف على الهنوف وهمس بابتسامة : في آمان الله ..
وخرج مع جاسم اللي قعد يقول بتريقة : الله , الله , عشنا وشفنا , من وين جايب هالحنان كله ياسيد العواطف الناعمة ..
قال حسان وهو يزبط بشته : من قبل ما تطلع لك شوارب يالمتحجر ..
تناسى جاسم همومه لأنه اليوم في قمة سعادته وهو يشوف أخته مزفوفة لولد عمته وتوأم روحه حسان ..
***
دخلوا البنات عليها وقاموا ينغزونها بالكلام وهي سااااااااكته ومبتسمة بهدوء , طلعت أزهار للغرفة بعد مارجعت الهنوف للناس وانسدحت على السرير وهي تفكر بالوجوه اللي شافتها , ولا وجه أشعل الضوء داخل ظلام عقلها , غرقت في أفكارها وماحست بنفسها إلا وهي نايمة ...

**********************

يوم الأربعاء : 7 / 3 / 14727 هـ .
في فيلا أبو جاسم :

الكل راح للإستراحة اللي مستأجرها زوج الجوهرة على شرف ملكة الهنوف لأنه بيرجع هو والجوهرة للباحة يوم الخميس ما عدا أزهار اللي ماتشجعت تروح للناس اللي ماعرفتهم ف
تـــوتـــي فـــراولـــة
تـــوتـــي فـــراولـــة
♣ عدد المشاركات : 3391
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : احب المملكة
♣ تم تقيمي : 1147293
♣ تم شكري : 1814

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty رد: روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الخميس يناير 13, 2011 11:15 pm
الفصل الخامس : هو و هي :

حصن بر
مشعل غضب
نبع عطاء
ذاك هو ...

صوت عذب
صدر حان
قلب صارم
ذاك هو ...

شمس حب
أرض حنان
واحة صبر
تلك هي ..

براءة طفل
همسة أم
ضحكة عذرى
تلك هي ...


يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 7 صباحا :

الموية اللي ضربت في وجهها صحتها من نومها وهي تشهق , فتحت عيونها ورجعت غمضتها من أشعة الشمس , رجعت فتحتها بشوييييش وهي تحس بجفاف غريب في بلعومها وعطش فضيع , تحركت وصرخت من الخلعة لمن لقيت نفسها وسط موية , تذكرت في لحظة كل شي صار وتذكرت أمها وعمر , لفت يمين ويسار وقدامها ووراها , كان البحر على مد البصر وتطفو عليه قطع حطام وحبال وأجسام هااااااامدة وأشياء ما تخطر على بال , فتحت فمها بتعب تبغى تنادي لكنها ماقدرت , كانت تحس لسانها لاصق في سقف فمها من كثر العطش , غمضت عيونها شوية تبغى تستجمع قوة عشان تنادي , حست بشي يمشي من بين رجولها وسط الموية , صرخت برعب ودبت الحيوية في جسمها وهي تسبح بعيد عن هالشي وفي نفس الوقت تحاول تخترق طبقات الموية عشان تشوف اش هو , كان من المستحيل عليها تشوف يدها لو دخلتها قريب كيف رجولها اللي غاطسة وسط كائنات البحر المخيفة , تخيلت القرش و الأخطبوط وغيرها فزاد رعبها , تصنمت للحظة وجمدت نفسها عن الحركة ولمن اختفى هالشي الغريب اللزج وما عادت تحس فيه زفرت براحة وهي تحس نبضات قلبها المتسارعة تتباطأ بشويش, طالعت في ساعتها و انصعقت إنها نامت هالوقت كله, تذكرت إنها في يوم الجمعة لأنها مستحيل تكون نامت يوم ونص من دون ما تحس , توضت من البحر اللي ملوحته زادت إحساسها بالعطش وصلت الفجر إيماء , وبعده تلفتت حولينها وسلكت حلقها و بدأت تنادي بصوت مجروح من كثر الصراخ : عمااااااااااااااااااار , عميــــر ..
وترددت بعدين نادت بصوت مخنوق أكثر : عـــمــــر ..
وبدأت دموعها تنزل وهي تذكر نفسها إنه مات قدام عيونها , بعدت هذا التفكير المتشائم عن بالها لأنها خافت إنه يدفن بصيص الأمل الضعيف اللي بداخلها ,
وبعد بكاااااااء صااااامت حسته قطع نفسها من شدة ألمه فكرت بعقلية إنه البكاء ما حيفيدها وبعد عدة حسابات بداخل عقلها قامت تسبح بعيد عن هالأجسام و وجهت نفسها نحو الشمس المشرقة وهي حاطة في بالها إنها لو سبحت شرق بتوصل للسعودية , سبحت وسبحت مسااااااافااااااات حستها بتوصلها لنهاية الأرض لكن برضوا ما كان قدامها إلا الصفحة الزرقاء نفسها , حتى طير يدلها على قرب اليابسة ما شافت , صرخت بطول صوتها : عماااااااااااااااااااااااااار , عمــــــــــــر , أي أحـــد , ياعاااااااااااااااالم , يا نااااااااااااااااس ..
صوتها كان يدوي ويرجع صدى غريب يثير في داخلها مشاعر مختلطة مثيرة للإحباط طالعت في ساعتها , وانصدمت إنه لها ساعة تقريبا وهي تسبح , ارتاحت شوية ولمن شافت الصفحة الزرقاء نفسها ما تغيرت رجعت سبحت وسبحت إلين حست أكتافها تصرخ من الوجع , وقفت وأخذت نفس ورجعت سبحت وارتاحت وسبحت وأخيرا طالعت في الصفحة الزرقاء اللي بدأت تكرها وأخذت تصارخ بأسماء أخوانها , الشمس كانت تلفح وجهها المبلل , جمعت موية في يدها وغسلت بها وجهها اللي حست كإنها تطفيه من كثر حرارته , جووووووووع وعطش حسته بيفتك بمعدتها , ليه ما أكلت قبل ما تطلع السفينة ؟؟ ليه ما تغدت مع أخوانها الرز والدجاج البخاري اللي جابه عمر وطلب منها بمزح إنها ما تاكل منه لأنها كل مالها تتخن وهزؤه عمار وهو ..... لمن شافت إنه عقلها يسترجع اللحظات الأخيرة اللي جمعتهم بدون هم صرخت : عماااااااااااااااااااااااااار , عميييييييييييييييييير , عمــر وينكــــــم ؟؟ أنا لوحدييييييييييييي, أنا لوحديييييييييييييييييييييييييييييي..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وارتجفت شفايفها وهي تصرخ رغم يقينها إنه هالإنسانة بالذات ما بتسمعها : مااااااااااااااااماااااااااااااااااااااااااا , مااااااااااااااااااااااامااااااااااااااااااااااااا ااااا..
وقامت تصيح من الخوف و الإضطراب اللي بدأ يصيبها عقلها , لوحدها في عرض البحر لا موية ولا أكل وجسمها يعورها من كثر السباحة , ومن دون ما تحس كثر صياحها نومها ..
: يا بنت , هي يا بنت ..
سمعت واحد يناديها من البعيد , فتحت عيونها والتفتت برعب , لقيت جماعة ناس طافيين ومتمسكين بحبال وجوالين وأشياء خشبية , حست براااااااحة عجيبة ~ أوادم حيين , الحمد لك يارب ~ لفت وجهها عن الرجال الغريب وسبحت بعيد عنه , كان يسألها مين فقدت , أجابته باختصار وهي تتلثم بطرحتها المبللة : أخواني عمار وعمر وعمير..
وحاولت ما تتنفس بقوة عشان رذاذ الموية العالق بالطرحة ما يدخل خشمها , نادى على اللي حولينه يسألهم إذا فيهم واحد من أخوانها لكن لا مجيب , شكرته بداخلها على بادرته الطيبة و طالعت في الجماعة اللي معاه , كانوا حول العشرين أو أكثر شافت التعب والهلاك عليهم , كان نفسها تطلب منهم موية إذا فيه لكن أشكالهم كانت دليل على حالتهم , ورغم هذا كله كانت مرتاحة نفسيا إنها مع جماعة ناس خاصة لمن شافت حرمة متمسكة في واحد من الرجال شكله زوجها ( الموت معاهم رحمة ) بدل لوحدها زي المجنونة , أصلا كانت شوية و تنجن من الخوف , شكله جسمها تحرك مع الأمواج وانجرف لهالجماعة وهي نايمة أو العكس , لكنها ما حاولت تسأل , كانت بس تستمع لكلامهم ووصفهم وتحليلاتهم للي صار, حرارة الشمس اللي تضرب في راسها ما خفت رغم إنها تبلله كل شوي , غمضت عيونها بتعب وهي تفكر ~ أنا وين ؟؟ ليش أحس بهالتعب كله , راسييييييييي ~ و للمرة الثانية ما حست بشي حولينها وهي تغوص في ظلام غريييييييييب ..

*************************

يوم الخميس 8 / 3 / 1427هـ :
في بيت صالح قبل المغرب :

من أمس المساء ومن نامت البندري بعد مناحتها , و الوقت يمر ببطء شديييييييييد على أزهار المهمومة من موضوع الصور اللي شغلت بالها ومن مشكلة البندري اللي كانت بعكسها تمثل الهدوء والسكينة ببراعة قدام الجميع لدرجة إنها ما أجلت الزيارة اللي اتفقوا عليها يوم الملكة لبيت عمهم صالح , هي بعكسها ما نامت الليل بطوله والصباح كله وهي في السرير تفكر بعمق اش حتسوي لمن تتقابل مع جاسم واش حتقول للبندري اللي طلبت منها تنسى الموضوع بأكمله لأنه غلطها وهي تحله ~ لازم أكلمها , مو معقول أسيبها لوحدها ~ لفت أزهار وجهها عن البنات المتجمعات على كنب الصالة حول طاولة فيها صواني شاهي ومعجنات وكل ما لذ وطاب وطالعت في البندري , كانت لأول مرة في حياتها ساكتة وقلقانة وشكلها متغير ~ مو معقولة بتشيلين حمل هالهم لوحدك يا بندري , بس ألقى وقت كويس وأناقشك زين ~ خرجت من أفكارها على صوت ضحك عالي , كانت متمللة طول الوقت في الجلسة بسبب انشغال بالها و لأنه ما يعجبها الحش في الخلق , وفوق هذا كله هذي أول مرة من بعد فقدها للذاكرة تزور أقاربها و تجلس هالجلسة الطويلة مع عهود وريم بنات عمها صالح اللي طاحوا مع العنود غيبة و نميمة في الناس اللي جات الملكة , ~ لو جلست مع الهنوف في البيت كان أحسن , لااااا وأسيب البندري لوحدها وهي غصب عنها جاية لبيت الزففففففففففت الحيوان ~ لمن وصلت بأفكارها لعبد الرحمن قالت بضيق : بنات استغفروا , يا تقولون شي زين يا تسكتون , الغيبة والنميمة حرام , تراكم شبعتم أكل في جيف الخليقة ..
استغفرت العنود وهي تقول : إي والله إنك صادقة , الله يستر علينا وعلى المسلمين ..
وفي نفس الوقت هي وريم مسحوا لسانهم بسبابتهم ومسحوبها به باطن رجلهم رمتها عهود بنظرة وقحة وقالت : يختي مو عاجبك صكي أذانيك , حلوة ذي ..
تجاهلت وقاحة عهود وابتسمت للعنود وريم وهي تقول بمرح مصطنع : هالحركة ما تمسح الغيبة اللي اغتبتيها ست عنيدي انت والثانية ..
ضحكوا كلهم وقالت ريم : أحس لازم نسوي هالحركة إذا حشينا في أحد ..
ابتسمت ولفت مرة ثانية على البندري اللي من بداية الجلسة قالت لهم إنها مصدعة ومافيها حيل تتكلم , شافتها تطالع في الساعة كل شوية , قالت العنود لمن لاحظتها : ترى جاسم بيجي بعد 10 دقايق , يلا استعدوا ..
فقامت البندري بسرعة وقالت : بروح الحمام ..
قامت أزهار بعدها على طول وقالت بابتسامة : ريم قلبي جيبي لي العباية الله يسعدك ..
قالت ريم من دون ماتطالع فيها وهي تناول المجلة للعنود : تلقينها معلقة , روحي محد قدامك , البيت بيتك ..
و قالت العنود لمن طالعت فيها أزهار تستعجلها عشان تقوم وهي تقلب في المجلة بسرعة : دقيقة بس بأطلع الموديل اللي عجبني وألبس العباية , روحي وألحقك ..
لبست أزهار عبايتها المعلقة على شماعة قريبه من المدخل وهي تفكر بالبندري ~ أكيد متوترة لأنها في بيت عبد الرحمن , الله يستر لا يكون ناوية على شي مو زين هي والزفت اللي اسمه عبد الرحمن ~ قطع أفكارها صوت رجة من الدرج اللي يودي على الدور الثاني جنب المدخل , تصنمت و حبست نفسها من التوتر , ثواني ووصلها صوت بكى البندري اللي ميزته , طاحت شنطتها على الأرض من شدة الخوف وهي ترفع عبايتها وتطلع الدرج اثنين اثنين , تصنمت لمن شافتها جالسة على الدرج الثاني وهي مغطية وجهها بيدينها وتصيح من قلبها , طرحتها طايحة على أكتافه وشعرها مبعثر , وقفت على الدرجة اللي تحت درجتها و دنقت عليها وضمتها بسرعة وهي تقول بهمس : بندوري حبيبتي اش فيك ؟؟
لفت البندري يدينها حولين خصر أزهار و دفنت وجهها في بطنها وضمتها بقوة وهي تقول بصوت مقطع من وسط شهقاتها : طردني من الغرفة , مو راضي يسمع مني كلمة , أنا حاروح فيها لو ما تصلحت الغلطة اللي غلطناها , بأنفضح يا أزهار , بيقتلوني على غير قبلة ..
حست أزهار بالرعععععععب يملى قلبها , لكنها قالت بهمس هادئ عشان ما توتر البندري المنهارة : قصدك إنه صار بينكم شي كبير ؟؟ بندري انتي قلتيلي ما صار شي غير..
زاد صياحها وهي تدفن وجهها زيادة في بطن أزهار وهي تقول : استحيت منك و ما توقعته يصدني كذا , يقول لي لو كنتي آآآآآخر بنت في العالم ما أخذتك ..
حست بالدم يفووووووور ويغلي في شراينها , وقالت للبندري بعزم وهي تمسح وجهها : انزلي بسرعة قبل ما يشوفك أحد غسلي وجهك والبسي طرحتك , دقيقة وأجي , فين غرفته ؟؟..
مسكت فيها البندري وهي تسأل بخوف : فين رايحة ؟؟ اش بتسوين ؟؟
قومتها ودفتها لتحت وهي تقول : روحي ودحين بألحقك , فين غرفته ؟؟..
همست بضعف : الأولى على اليمين ..
ربطت نقابها ومشيت بعزم لغرفة عبد الرحمن , كان بابها مغلق , وبلا تردد دقت الباب بعزم وهي تحس عظامها ذاااااايبة , عقلها كان يأمرها ترجع وتعقل و قلبها يصرخ فيها إنها تسوي اللي في بالها ما دام ما تكلمت وواجهت من شافتهم لازم تتكلم دحين , انفتح الباب وطل منه وجه عبد الرحمن اللي كرهته أزهار من قلبها من مجرد لمحة وهو يقول : قلتلك انقلـ..... مين انتي ؟؟
قالت أزهار بحزم : أنا أزهار ..
تصنم مو مستوعب وقوفها قدام باب غرفته وهي لابسة حجابها , قالت أزهار بقوة مغايرة للخوف اللي بدء يفتها من الداخل : إتـــق الله , خاف الله على اللي سويته في بنت عمك , تحسبني ماني عارفة باللي صار بينكم , أنا عارفة كل شي وعارفة إنه غلطها زي ماهو غلطك لكن انت أكبر وأفهم ورجااااااال وهي بنت صغيرة و طايشة , لعبت عليها بكم كلمة حلوة وصدقتك , ما تخاف من عقاب الله , ما تخاف ربي يردها في وحدة من أخواتك أو زوجتك أو بنتك أو حتى أمك ..
جا بيصك الباب قبل ما تشوف أثار الصدمة والرعب على وجهه وهو يقول بشجاعة مصطنعة : لو سمحتي اسري من قدامي ..
حطت رجلها بكل جرأة على طرف الباب وقالت : ماني متحركة من هنا قبل ما تعطيني كلمة إنك بتصلح الجرم اللي سويته في البندري ...
***
لفت البندري طرحتها بيدين ترتجف وهي تدعي إن الله يستر عليها , مشكلة يوم إنها ما تذكرت الله وخافت منه ومن عقابه إلا بعد ما وقع الفاس على الراس , دق جرس الباب انتفضت البندري و انخطف لونها وهي تطالع في الباب كإنها تطالع في وحش بيهجم عليها , جات الشغالة وفتحت الباب وهي تقول : تعال بابا جاسم ما في مشكله ما في إلا بندري ..
حست في اللحظة اللي سمعت فيها اسم أخوها بالرعب يجتاحها لدرجة انمغصت بطنها و حست بالغثيان من شدته , انفجع جاسم من وجهها وجري عليها وهو يقول : البندري اش فيييييييك ؟؟
ما قدرت البندري تنطق , الرعب والخوف من اللي بيصير لو درى جاسم ربط لسانها وعقده , هزت راسها بلا وهي تحاول ترسم شبح ابتسامة على وجهها , ولمن شافها سااااااااكته وهي تأشر على بطنها يعني ممغوصة قال وهو يطلع الدرج بسرعة : طيب دقيقة وحده بس ما حأتأخر أجيب سي دي من عند عبد الرحمن و أجيك بسرعة ؟؟..
طلع بسرعة ما ساعدتها على إنها تمسكه أو تأخره , غمضت عيونها وجلست على أرض المدخل متكومة على نفسها و حاطة يدينها على راسها والشغالة المفجوعة تمسد على ظهرها وهي تسألها اش فيه ...
***
حست أزهار بدمها يغلي من برود ووقاحة وحقارة هذا الرجال اللي حاط اللوم كله على البندري , طالعت فيه من فوق لتحت من ورى نقابها وقالت : أصلا اللي زيك ما ينفع معاه الكلام , لكن والله لأوريك , يا أنا يا إنت وعلي وعلى أعدائي ..
قال لها بنفرة : أقول اطلعي من بيتنا لو سمحتي قبل ما......
وسكت فجأة وهو يطالع لما ورى أزهار , التفتت أزهار وحست بدمها الفاير يتجمد في لمح البصر من الخوف والصدمة لمن شافت جاسم واقف وهو قابض يدينه بقوة لدرجة اصفرت مفاصل يده , حست باليأس لمن ربطت المنظر مع الكلمات اللي ممكن تتفسر لمليون تفسير في عيون جاسم , بالذات الطرده الأخيرة من عبد الرحمن اللي ممكن تبري ذمته من أي شي , طااااااااااااااالع فيها وصوت نفسه واصل لها رغم المسافة , ومن شدته صدره كان يطلع وينزل بسرعة رهيبة , قبل ما تفتح فمها بحرف ارتفعت يده ونزلت على خدها زي القنبلة , قوة الصفعة خلتها تفقد توازنها ويطيح نقابها لكنها في اللحظة الأخيرة مسكت نفسها عشان ما تطيح على الأرض قدام عبد الرحمن وهي تمسك نقابها ..
صرخ من بين أسنانه اللي جاز عليها بقوووووة : يااااااحيوااااااااااانة ياخسسسسيسسسسة
وقبل ما تعتدل في وقفتها وترفع راسها حست بيده الكبيرة تزلزل خدها الثاني بصفعة أقوى رمتها على الأرض , حست بسائل حار مالح في فمها مسحته بيدها لكنها ما شافت شي بسبب القفاز الأسود اللي لابسته لكنها استنتجت إنه دم , جري عبد الرحمن ومسك يد جاسم اللي نزل عقاله وقال : جاسم بلا فضايح الله يهديك ..
صرخ جاسم فيه وهو يلف عليه ويمسكه من ياقة قميصة : هذي ليه هنا ؟؟ تكلللللللللللم , الحيوانه هذي هنا ليييييييييييييييه ؟؟؟
ماعرف عبد الرحمن اش يرد وبدأ يتأتئ , قالت أزهار أول جملة لمعت في راسها بكل جرأة ما تدري من فين جاتها: يبغى يخطب البندري وأنا رافضة لأني أبغاه يخطبني ..
حس جاسم بشعور مختلط غريب وهو يسمع عبارتها التافهة اللي حسها بلا طعم أو معنى , صدمة على تقزز على كره على رغبة في الضحك على غيرة على حقد على ألـــــم , تراخت يدينه عن عبد الرحمن اللي انبكم من اللي قالته أزهار و رجع رصها مرة ومرتين وثلاثة وهو يطالع في أزهار اللي قالت جملتها بكل قوة وهي واقفة ومغطية وجهها , حول بصره وطالع بصمممت باااااااااااارد في عبد الرحمن و بلا مقدمات لف و سحب أزهار من يدها ونزل وهو يجرها وراه بكل قوة ..
تبعته أزهار وهي مليانه خوف وانتصار في نفس الوقت , قال بصوت مخيف وهو يمر من عند البندري اللي وقفت أول ما سمعت خطواتهم على الدرج : البندري يلا الحقينا على السيارة انتي والزفت الثانية ..
و ما ساب يد أزهار اللي جارها وراه جر , فتح باب السيارة ورماها بكل قوته في المقعد الخلفي كإنها قذارة وطبق الباب ودخل مقعده وعلق على البوري بشكل مزعج , همست أزهار لمن اعتدلت في جلستها : انت فاهم غلـــ...
صرخ فيها من دون مايلف : صــكــي حلقك يا لعينة ...
ثانيتين و خرجت البندري وبعدها العنود اللي قعدت قدام وهي ماهي حاسة بأي شي من كثر ماهي بتتشقق من الوناسة ليش جالسة قدام , كان يسوق بسرعة جنونية وحواجبه معقده لدرجة شوية وتلصق مع بعض , لاحظت العنود البرووود المرعب في الجو فقالت : اش ..
صرخ : ولااااااااااا حرف ...
التزم الكل الصمت بعد صرخته وبسبب منظره المخيف , فرمل بكل قوته لمن وصل عند باب الفيلا وخرج من دون ما يركن السيارة في الموقف , بخطوات واسعة دار حولين السيارة وفتح الباب وسحب أزهار اللي قالت بهدوء مصطنع : جاسـ ...
صرخ فيها يقاطها : لا تنطقين اسمي على فمك يا.....
ورص على شفايفه بقوة لمن شاف نظرات العنود والبندري اللي انتفضوا من شدة الصدمة , سحبها بقوة وسحب شنطتها اللي ماسكتها البندري ودخل البيت , نقزت العنود برى السيارة وهي تقول : بسم الله , اش صاااااااار ؟؟ اش فيهم ؟؟؟ صار شي ؟؟
بدء الإحساس والتفكير يرجع لأزهار فقالت بهمس : الموضو...
لف عليها بوجه انصعقت منه وهو يقول من بين أسنانه : باااااااااااس , ولاااااااااحرف ما أبغى أسمع حسك ..
كانت عارفة إنه هذه الملامح المخيفة معناته موتها قالت من شدة الخوف تبغى تشرح له الموضوع : بس انت فاهم غلط أ ...
رص على يدها لدرجة أظافيره انغرزت في يدها وهو يصرخ : ولاااااااااااحررررررررررف ما تفهمييييييييييين ؟؟...
طالعت بيأس في سيتي اللي كانت تنظف الصالة وقالت : نادي ماما ..
جرها بقوة ودخل غرفته ورماها على الأرض وقفل الباب بالمفتاح في وجه العنود اللي لحقتهم بسرعة , دقت العنود الباب بخوف وهي تقول : جاسم , جاسم اش فيه ؟؟ جاسم افتح الباب , أزهار , أزهار اش صاااااااار ؟؟
فتح جاسم أزرار ثوبه اللي فوق ونزل شماغه ومسك عقاله بكل برود , كل هذا في لحظة لكن أزهار حستها بالبطيييييييييء من كثر الخوف , كان لازم يشك فيها كذا , مو كل يرى الناس بعين طبعه , و مادام هو سواها أكيييييييييد بيشك فيها , كانت عارفة إنه مستحييييييييل يستمع لها دحين , غمضت عيونها ورصت على شفايفها تستعد للضربة لمن انرفعت يده لكن حرارتها اللي لسعتها بشكل ما تصورته خلتها تفلت صرخة متوجعة وهي تمسك ذراعها اليمين , و قبل ما تتحرك أو تدرك ايش اللي يصير انهالت عليها اللسعات من كل مكان , صرخت العنود بخلعة لمن سمعت صوت الصرخة والضربات وهي تدق الباب وتصارخ باسم جاسم , جات أمها جري من الدور اللي فوق و معاها الهنوف اللي صحيت من قوة الدق والصراخ , كانت أزهار تصرخ بلا احساس من كثر الألم وهي تترجاه : جاسم الله يخليك خلااااااااااص, خلااااااااااااااااااااص , ماااااامااااااااااا , بااااااااباااااااااااااا , والله بموووووووووت ..
: اش فيه ؟ هذا صوت إيش ؟؟
لفت العنود على أمها وهي تقول برعب : أمي الحقي جاسم ما أدري اش فيه ؟؟ أزهار جوة تصيح , شكله قاعد يضربها ..
شهقت أم جاسم ودقت الباب وهي تصرخ : جاسم , جاسم افتح الباب أنا أمك , جاااااااااسم ..
صرخ جاسم بكل قوته : مااااااااااااني فاتح إلين تتربى الخسيسة اللي عندي هنا ..
كانت أزهار ناوية تناقشه بتفهم في الموضوع لكن مجرد إحساسها بألم لسعات عقاله خلتها تنسى نهائيا شي اسمه إعتراف , مادام أكلت الضرب خلاص لا يمكن تخليه يضرب البندري نفس هذا الضرب ..
كانت متكومة على نفسها خوف وحده من الضربات تطيش على وجهها اللي مغطيته بذراعينها , ولمن حست بالعقال يضرب أعلى كتفها وجانب من رقبتها فزت من قوة الألم وهي تصرخ : خااااااااف الله ..
مسك شعرها بقبضته وشده بكل قوته لورى لدرجة انحنى جسمها من قوة الشدة وهو يصرخ : توك إفتكرتي الله يا حيواااااااانه ..
فقدت زمام السيطرة على أفكارها ولسانها من شدة الوجع اللي تحسه وبلا شعور قالت بسخرية من وسط دموعها وهي تحس برغبة مجنونة إنه يحس بجزء من الألم اللي ينهش جسمها : طالعوا مين يتكلم ؟؟ ترى العرض دين سيد جاسم , دقه بدقة ..
انشل كل عصب في جسمه للحظة وكلمات عدنان تضرب في جوانب عقله وتتردد بصوت عالي , حل شعرها من قبضته وهو يطااااااالع فيها بصدمة , تفجرت دموعها زي الشلالات وهي تقول بقهر : ترى ممكن في هذي اللحظة أبو البنت اللي معاك في الجوال أو أخوها قاعد يضربـ....
رفع يده وصفعها بكل قوته وهو يقول : صكي فمك يا **** ولا تغيرين الموضوع ..
رفعت راسها وهي تبعد خصلات شعرها وطالعت فيه بعنااااااااااد فضيع وهي تقول من وسط دموعها : انت اللي خاف الله ..
صرخ بصوت هادر وهو يرفع يده : أزهااااااااااااااااااار..
صرخت بصوت كسير مقهور أعلى من صوته : لييييييييييه ؟؟؟ ليييييييييييه رحت للحرام و انت تقدر توصله بالحلال ليييييييييييييه ؟؟؟؟؟؟؟..
طاحت يده جنبه وهو يحس بمشاعر غريييييييييبه عليه ودعها من أيام الطفولة حس بالرعب والخوف والذنب , ما توقع إن الموضوع بيوصل لهذا الحد بينه وبين ......... زوجته ..
تفاجأ لمن فاق من صدمته على يدينها وهي تقبض على قميصه بضعف وعيونه ساقته من أثار العقال المزرقه في بعض المناطق من قوة الضربات في ذراعينها المكشوفة إلى وجهها المعلمه عليه أثار أصابيعه , تزلزل من الأعماق لمن همست وهي تحط راسها على صدره : ليه يا جاسم ؟؟ ليه انزلقت في هذا الطريق ؟؟ ليييييييه ؟؟
جمد و ما قدر يتحرك أو ينطق , اللي صار كان أكبر منه بكثيييييييييييير , انزلقت يدينها وطاحت أزهار بطولها عند رجوله وهي تنتحب وتقول بصوت خافت ممزوج بالحسرة والألم : كنت إنسان عظيم في نظري لكن بعد ما عرفت بدأت أتخيل خطاياك قدامك , أشوفها في وجهك ويدينك وكل جزء في جسمك , كنت الأخ اللي أفتخر به في كل مكان لكن بعد ما عرفت صار لساني معقود وشي يصرخ جوتي مو من حقك تفتخرين فيه وأتمنى في نفس الوقت لو إنه محد يدري باللي تسويه , كنت حاطة في راسي عشرين بنت بأخطبها لك وأنا واثقة إنها بتحمد ربها عليك لكن دحين لا يمكن أفكر أظلم بنت الناس مع واحد حقير زيك , كنت ..
صرخ بلا شعور وهو يحس كلماتها تمزق روحه : خلاااااااااااااص ...
انسدحت على الأرض من قوة الوجع الجسدي والتحطم النفسي وغمضت عيونها بتعب ودموعها زي الشلالات على خدودها وهي تهمس بصوت مخنوق بكى : أبغى ماما , خلي ماما تجي , الله يخليك أبغى مااامااا , مااااااااماااااااااااا , مااااااااماااااا..
انهار جاسم وجلس على السرير وهو يدفن وجهه بين يدينه ..
حطت الهنوف إذنها على الباب وهي تمسح دموعها اللي نزلت غصب عنها وهي تسمع الصراخ اللي مهم فاهمين منه شي , قالت العنود برعب : أمي سكتوا ...
قالت أمها وهي تضرب صدرها : يا حسرتي لو صار في بنت الناس شي , يا حسرتي لو صار فيها شي ..
ودقت الباب بقوة وهي تقول بحزم ورجاء : جااااااااااسم إذا تبغاني أرضى عليك افتح الباب , جاسم , جاسم ..
قالت العنود بعصبيه وهي عاصره جوالها بقهر : جاسم إفتح الباب تراني دقيت على أبويه ودحين جاي ..
سكتتها أمها وهي توقف جنب الباب وتقول : أزهااااااار , أزهار حبيبتي , جسوم ولدي سمعني صوتك بس عشان أطمن ..
كان جاسم في حالة من فوضى المشاعر كان يصرخ بداخله ~ أمي ما فينا شي , روحوا عنا بس , خلونا لوحدنا ~ لكن ما كان فيه طاقة إنه يفتح شفايفه ويقولها , كان يحس نفسه زي الآله اللي فرغت بطاريتها تماما , طالع في أزهار المسجية قدامه زي الأموات بدون ما يجرؤ على التحرك من مكانه ..
: اش صار ؟؟
لفت أم جاسم بخوف لمن سمعت صوت زوجها اللي جاي من برى بسرعة ووراه البندري , قالت أم جاسم بعصبية للبندري : انتي اتصلتي على أبوك ؟؟
قال وهو يشوف منظرهم بتوجس : العنود اللي اتصلت بي وقت حطت العشا , يا دوب قدرت أعتذر وأخرج , اش صااااااار ؟؟
قالت العنود وهي تتعلق في أبوها : أبويه إلحق جاسم حبس أزهار وقام يضربها وهي تصيح وتصرخ , أبويه خليه يفتح الـ..
واختنق صوتها وقامت تصيح لأول مرة من بدأت المناوشات , ضمتها الهنوف وبعدتها عن أبوها اللي صرخ بصدمة : كييييييييييييييييييييييف ؟؟ والــلــه لا أكسر يده الكلب ..
ودق الباب بكل قوته وهو يقول بصوت جهوري : افتح الباااااااااااااب يا نذل ..
قام جاسم بتثاقل لمن سمع صوت أبوه وفتح الباب , طاااااااااااالع فيه أبوه , قال جاسم بهمس بارد : اسألها اش سوت ؟؟
اندفعت أمه و الهنوف و العنود جوة الغرفة وارتفعت صرخاتهم وهم يطالعون بخلعة في أزهار , تبادل جاسم مع أبوه نظرات طوييييييييله و طالع في البندري وتحرك بسرعة لها , لصقت البندري في الجدار لمن مر بها جاسم زي الإعصار كان قلبها يهدر في أذانيها من شدة الخوف , ولمن شافته ما طالع فيها وخرج من البيت , رجع الدم الشارد لعروقها وهي تتنهد ~ ما علمته , ما علمته , أزهااااااااااار ~ و دخلت ورى أبوها بسرعة , قال أبوهم بقلب معصور وهو يرفع أزهار الشبه مغمي عليها : ما نقدر نوديها المستشفى ولا بيكون فيها محاضر شرطة و شغلة طويلة عريضة ..
صرخت العنود باستنكار : يعني نخليها تمووووووووت ..
ضربتها أمها وهي تقول : فال الله ولا فالك , اسكتي وتحركي ..
تساندوا وشالوا أزهار لغرفتها و سدحوها على السرير و طول الوقت ما كانوا يسمعون إلا أنين أزهار وصراخ العنود اللي تتحلف لو ماسووا شي لجاسم ووقفوه عند حده راح تسوي شي ما أحد سواه , غطتها الهنوف ببطانية بعد ما أعطتها حبوب مهدئة بمساعدة العنود وبسرعة جابت الأم مراهم وأدوية شعبية وقامت تدهنها بعد ما طلعت الكل من الغرفة , كانت أزهار تنتفض من قوة الألم وتئن أنين يقطع القلب ..

*************************

: أمييييييييييييييي , عماااااااااااااااار ..
ضمتها العنود وهي تصييييييييييح وتقول : أزهار حبيبتي طالعي فيه أنا العنود ..
ولفت على أخواتها وأمها وهي تقول بألم : سووا شي , لها ساعة تهلوس ..
طالعت فيها أزهار وقالت وهي تجاهد عشان تفتح عيونها المغمضة وسط وجهها المحمر المنتفخ من الصياح والضرب : عمير يبغاني أسوي له نسكافه عشان يقدر يركز في المذاكرة ..
حطت هدى يدها على راسها وقالت : ياربي استر , ياربي استر البنت ما أدري اش صار فيها , ياربي استر ..
صرخت العنود بقهر وهي تقوم من السرير : كله من ولدكم الزففففففت ..
قالت الهنوف اللي جاسة جنب أزهار وهي تحس جبهتها اللي صايرة زي الجمر : صدقوني قاعدة تهلوس من كثر السخونه , لا راحت السخونه بتصير كويسة ..
طالعت فيها أزهار وهمست وهي تئن : هنوف , روحي سوي لعمير نسكافة أنا أحس نفسي تعبانه ..
غيرت لها الكمادات وقالت بهمس حنون : أزهار اش رايك نروشك ؟؟
طالعت فيها بعيون زايغة وقالت : ما تعرفين عمر يعني , ياااااااااااكثر ما يتروش وما يخرج من الحمام على سيرة , الله يعين زوجته على نظافته الزايدة , إذا خرج من الحمام أقوم أتروش ..
وغمضت عيونها بتعب وهي تهمس : تعبانه , والله تعبانه , أحس كإني وسط نيران , كل خلية في جسمي تحترق ..
ضربت هدى كفوفها في بعض بحسرة وهي تطالع في أزهار اللي فتحت عيونها بسرعة وقالت وهي تحاول تقوم : صح , ما كويت ثوب عمار و..
سدحتها الهنوف وضمتها بشوييييييييش وهي تكتم دموعها وهي تهمس : كل شي سويناه , ارتاحي انتي بس ..
غمضت أزهار عيونها و دموع حاااااااارة تتساكب على خدودها وهي تئن , وبعد فترة غااااااااااااااصت في النوم ....

***********************

: أزهار ..
رفعت راسها عن مجلتها المفضلة وقالت بابتسامة : هلا ..
ابتسمت أمها وقالت : قومي حبيبتي حطي الغدا ..
رماها عمير بالمسندة اللي كان مستند عليها وقال : قومي يالدب بسرعة تراني جيعاااااااااااان ..
حطت نفسها ما تطالع فيه وردت المسندة بسرعة عليه لكنه تفادها بمهارة وقال وهو يعاندها : ما تقدرين تصوبين لو بعد مليوووووووون سنة تدريب يالحولاااااااااء ..
لفت بوزها وقالت وهي تقوم : أولا ماني دبه يادب انت ولا ني حولاء وثانيا مو أنا اللي مأخره غداك , إنت عارف إنه لازم نستنى الشييييييييييييييخ عمار وعمر ..
: حلللللللللللللللللوة الشيخ عمار , عمر المسكين حاف ..
لفت أزهار بشهقة على عمر وقال عمير بتريقة : زين اللي ما قالت والزفت عمر ..
قالت بعصبية وهي تلف عليه : عمير يالحرااااااااااااش ..
وسلمت على عمر وهي تقول بدلع : محشوم والله ( وكملت بالفصحى ) عُمْرُ قلبي ..
دفها عمر بعيد عنه بمزح وهو يقول : روحي يالمصرية , ماعندك إلا الدحلسة , بأروح أتروش وأرجع ألقى الغدا جـ..
صرخوا أزهار و عمير مع بعض يقاطعونه : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وكمل عمير وهو ضارب البوز : والله لو تروشت ما بناكل إلا المغرب ..
وقالت أزهار وهي تحط يدينها على خصرها : وأنا بأضطر أحمي الأكل مرة ثانية ..
قالت أمهم : خلوا الولد براحته , روح يا أبوي سوي اللي تبغاه ..
ضحك وقال وهو يدخل على غرفته المشتركة مع عمير : طيب تشطيف بس عشان ما يزعلون البزران ..
تأففت أزهار وقالت : أنا أكبر منه بثلاث سنين ويقول عليه بزره ..
قال عمير بصدمة مصطنعة : إنتي عمرك 25 ؟؟
حطت يدينها على خصرها وقالت : عندك مانع سيد عميييييييير ؟؟؟
قال بتريقة : لا أتاريك عجوز وعـ ... عـ .... عااااااااااااانس ..
شهقت و قامت تجري وراه وهي تصارخ وهو شارد عنها و فاطس ضحك وأمهم تحاول تهديهم ومن وسط الفوضى اندق الجرس وانفتح الباب ودخل بكل هيبته وهو يقول : السلاااااااااام عليكم ورحمة الله وبركا..
صرخت أزهار بفرح لا يوصف وهي تجري له : عماااااااااااااااااااااااااااااار..
وضمته بحب وهي تهمس : وحشتني ..
ورفعت راسها له وشافت ابتسامته الأبوية المحبة ترتسم بهدوء ورصانة وهو يقول : و انتي أكثر ..
مسحت العنود دموع أزهار اللي تنساب بلا توقف وهي تقول : أول مرة أشوف واحد يدمع أثناء نومه ..
ومسحت على شعرها وهي تقول بحزن : نفسي أعرف بإش تتحلم ؟؟
قالت الهنوف وهي تتنهد : هو في غير أخوك , أكيد قاعدة تشوف كوابيس منه ..
ولفت على البندري اللي ما تحركت من مكانها ولا تكلمت من صار اللي صار وقالت : البندري حبيبتي روحي نامي ..
هزت البندري راسها وقالت : بأجلس مع أزهار ..
تبادلت العنود والهنوف نظرات استغرااااااااااب وصدمة ورجعوا كإن شي ما صار عشان ما تغير البندري موقفها وتخرج ..
~ أنا السبب , أنا السبب ~ كانت العنود الصامته الصامده قدامهم تتمزق بداخلها مليوووووون مرة مع كل أنة من أنات أزهار , كانت تطالع في البقع المفزعه في جسم أزهار وتتخيل لو هالضربات جات فيها اش كانت حتسوي , بإيش ممكن تحس , هل كانوا بيخافون عليها ويجلسون حولينها زي كذا , كان ودها تحضن أزهار زيهم وتواسيها وتخفف عنها لكنها بتكون وقتها زي القاتل اللي يقتل القتيل ويمشي في جنازته , اش صار بينهم ؟؟ واش السبب اللي خلاه يفتري فيها ويهريها ضرب ما تدري ؟؟ هل الدور جاي لها ولا لا ؟؟ ماتدري , صرخت بداخلها وهي تحبس دموعها وتحاول قد ماتقدر تهدي قلبها اللي يضرب بقوة ~ ياااااااااااااااااااااااااارب , ارحمني ~

***********************

: أخوها , ليه ما قلتلي ؟؟
طالع أحمد في زوجته المصدومة وقال : أمس كنا في الإستراحة و مارجعنا إلا متأخر واليوم انشغلت بالعشا اللي طلعلي فجأة , متى بأقلك الله يصلحك ..
انهارت هدى جالسة على السرير وهي تقول بحسرة : يعني بياخذها عننا ..
طالع فيها أحمد وقال بحنق وغيض : دحين هذا اللي فكرتي فيه , ما فكرتي لو شاف الولد أخته وهي مضروبة بالعقال اش بيقول ؟؟ كله من ولدك الله لاااا يبارك فيه و..
قالت تقاطعه : لا تدعي عليه , ما ندري اش صار بينهم , جاسم عمره مامد يده على وحده من أخواته ..
زفر أحمد وقال وهو يمسح وجهه ولحيته : عمر متصل عليه قبل شوي يقول 10 دقايق وهو جاي , اش بأقول له , يااارب تفرجها ..


**********************

طالع عدنان من جوة السيارة في ظهر جاسم اللي جالس فوق الكبوت ويطالع في البحر اخترق ظلام السيارة وصمتها نور الجوال المحطوط على صامت وصوت اهتزازه المزعج , رفعه وشاف اسم الوالد , زفر وخرج من السيارة ومد يده بالجوال وهو يقول : جاسم ما صارت أبوك يدق له ربع ساعة ..
سحب منه الجوال ورماه بطول يده في البحر , حك عدنان شعره وقال بمزح يبغى يخفف عنه : ياخي لو ما كنت تبغاه كان أعطيتني اياه , حرام جديد ..
ولمن جاوبه الصمت , زفر و جلس جنب جاسم بصمت , ما كان يلومه على جموده وغضبه وصمته , اللي صار مو شي بسيط , قلبه إلا الآن يدق بقوة كل ما تذكر دخلة عم أحمد عليهم في المجلس والصفعة القوية اللي وجهها لخد ولده البكر وهو يصرخ فيه إنه ما ربى رجال بعضلات عشان يفردها على الحريم , هو كان خايف لحظتها من ردة فعل جاسم ومن كون المضروبة هي العنود , وارتاح جزئيا لمن حنى جاسم راسه بأدب إلين خرج أبوه بسرعة زي ما دخل وعلى طول لف عنه وسحب جواله وخرج من المجلس , وهو لحقه وركب معاه في اللحظة الأخيرة وهو مازال خايف إنه صمت جاسم عن المشكلة سببه اكتشافه للي صار من العنود قال بعد تردد وهو يطالع في البحر وصوت موجه يبعث السكينة للواحد : جاسم صدقني أبوك ما قصد شي بالصفعة اللي صفعك إياها إلا إنه يعلمك إنه مد اليد على الحرمه جبن مو شجاعة ..
ولمن شافه ساكت وعيونه مثبته على الأفق قال : جاسم أ..
قاطعه جاسم وهو يقول : ليش فوت رحلتك للرياض ؟؟ ضيعت إجازتك كلها هنا ..
ابتسم وقال : ولو أبو أحمد , أروح الرياض و أسيبك في هالوضع , لا تشيل هم اتصلت على الأهل و قلتلهم صارت ظروف وما أقدر أجيهم هذي اليومين ..
وضحك وكمل : عارف اني غثيث ولصقة , الله يعينك علي ..
جاسم ما قدر يفتح فمه ويتكلم لكنه بداخله كان شاكر لعدنان من الأعماق إنه ما راح وجلس معاه ووقف معاه رغم كونه زعلان عليه ومحاربه حرب باردة من يوم ليلى , صح إنه صفعة أبوه له وقدام صاحبه اهانة و جرح كبيييييير ما يبغى أحد يشهده ولا يمكن ينساه طول حياته لكنه كان محتاج وجود شخص منصت صامت زي عدنان , أبوه اللي ما عمره في حياته عاقبه حتى وهو صغير ضربه عشان أزهار , تذكر عنادها وقوتها رغم الوضع اللي شافها عليه , كلامها ولمعة عيونها رغم كل الألم اللي كانت فيه ~ أي بنت هذي ؟؟ فكرت بعشرين بنت تخطبها ليه , هي أصلا تتذكر أحد عشان تحط في بالها مين بتخطبلي , أنا أصلا متزوجها الهبلة ومن حظي اللي يفلق الصخر تطلع زوجتي تحب ولد عمي ~ استغرب إنه صار في تفكيره الآن يعتبرها زوجته وهو من أول يعتبرها مجرد غريــــبـــه لا أخت ولا زوجة ولا حتى لها أي علاقه فيه , كان معتبرها زي سيتي و نور وخديجة , وجودها في بيت أهله حتمي لكن بلا مشاعر يكنها لها , بشكل مبسط مجرد إنسانة طفيلية لازم ما تاخذ من تفكيره حيز ولا تشغله للحظة , حتى وهو في الشرقية ما حاول يفكر فيها أكثر من دقيقتين , ما عمره سأل عنها لمن كان يكلم أمه وما عمره اهتم بأخبارها اللي تنقلها له العنود أو وحده من أخواته لمن تكلمه بالعكس كان يسكتهم وهو يقول لهم إنه ماله دخل فيها , ليه الآن صار يفكر بها كزوجة ؟؟ ولمن استرجع كلامها قال بداخله بسخرية ~ لا و مفتخرة فيني ست الحسن والجمال , هي تعرفني عشان تفتخر , والله البنت هذه بتجيب لي الجنان , تحب عبد الرحمن , متى مداها تعرفه ؟؟ مالها شهرين البنت عندنا , وفاقدة ذاكرتها وتحبه , والله إنها مصيبة , قلت لأبوية ما تدري كيف طباعها قال لا أنا وأنا , أهي واقفة بكل جرأة قدام غرفة نومه وتقول إنها تبغاه يخطبها وهو ..... ~ حس بدمه يفور وهو يتذكر عبد الرحمن وهو يطردها بكل وقاحة ~ زوجتييييييي تحب ولد عمي وواقفة تستجديه قدام غرفته وهو يطردها وقدااااااااام عيوني كمان , اش سخرية القدر هذي , حاطه نفسها شريفة وهي تقول ... أفففففف أنا ليش قاعد أتذكر كلامها الأهبل كل شوية وأفكر فيها , خلها تولي النرجو عدم التلفظ على الأعضاء بهاذهـ الألفاظ اللقد خالفت القوانين سيتم معاقبتك ! , والله لا أأدبها بنت الكلب ~ حس قلبه جمره من كثر القهر و الغيض والمشاعر المتضاربة بداخله ...

***********************

وقف صاحبه السيارة قدام باب الفيلا وقال : هذا هو العنوان ..
طالع عمر في الفيلا وقال قبل مايخرج : جزاك الله خير ياأبو أمجد , سامحنا تعبناك ..
ضربه أبو أمجد على كتفه وقال : ماسوينا شي ياعمر , الله يوفقك وين ماكنت , لا بغيتني اتصل ..
بعد ما ودعه وقف عمر متردد وهو يطالع في سور الفيلا الفخم اللي له رصيف مزروع بنجيلة ونخل و غصب عنه حس بخوف غريب وهو يفكر بسكانه وإنه أزهار عايشة وسطهم فوق الشهرين , دق جرس الباب ووقف يستنى , فتح الباب إندونيسي قال : تفضل , تفضل ..
دخل عمر وهو يسلم , وشاف أحمد جاي بوابة جانبية وهو يقول : حياك الله , حياك الله ..
مد عمر يده ومن لمست يده يد الرجال اللي رعى أخته حس بقلبه يرتجف , غصب عنه سلم على راسه وضمه بقووووة , قال أحمد وهو يطبطب عليه بحنان : حمد لله على سلامتك ياعمر , الحمد لله ياولدي ..
شد عمر يدينه على أحمد وهو يزيد من قوة حضنه له , كان يبغى يوصله شكره العميق على اللي سواه , حط أحمد يده على راس عمر وهو يقول : الله يحفظك يا ولدي ويخليك لأختك , عظم الله أجرك في أمك وأخوانك , الله يؤجرك على مصيبتك ويخلفك خير منها يارب ..
كان عمر يسمع لكلامه الحنون وهو يشد عليه ويتمتم : جزاك الله خير , جزاك الله خير
ولمن بعد عنه تأمل وجه الرجال بإمعان , حس بالحب نحوه , عيونه فيها مسحة حنونه ولحيته اللي تخللتها شعرات بيضا طويلة دلت على سنه الكبير نوعا ما ..
دخله أحمد المجلس وقال : ارتاح ياولدي , دقيقة وجاي ..
خرج من المجلس ودق على جوال جاسم لقيه مغلق , زفر وهو يستغفر وأخذ صينية القهوة من هدى اللي واقفة بترقب وهو يقول : شوفي ولدك اللي تقولين لا تدعي عليه قفل جواله يعني ما أبغى أرد ..
قالت هدى : اصبر عليه شويه يا أحمد , تصفع الولد قدام صاحبه وتبغاه يرجع بسرعة , الشباب طول عمرهم كذا , اصبر شوية ..
رجع للمجلس وقبل ما يصب القهوة , قام عمر وسحب منه الدلة وقام يصب القهوة , جلس أحمد يتأمله فترة وبدأ يسأله عن أخباره وأحواله وهو يحاول يؤجل الكلام عن أزهار قد ما يقدر , ولم دق باب المجلس الخارجي قام أحمد وفتحه على أمل يكون جاسم لكن خاب ظنه لمن لقيه سوناردي اللي قال : بابا في رجال عند الباب ..
خرج أحمد وحس بالراحة لمن شاف الدكتور مطلق , ابتسم مطلق وقال : سامحني على التأخير ياعم أحمد ..
سلم عليه أحمد وهو يقول : أنا المفروض اللي أطلب منك السماح على الإزعاج اللي سببته , لا يكون كنت مشغول ولا شي ..
قال مطلق بضحكة : والله سويت فيني خير خرجتني من محاضرة مملة في المستشفى عن انفصام الشخصية المتعدد ..
وقفه أحمد وهمس بتوتر : أخوها جوة , وتراني ماكلمته عن أخته وعن حالتها ..
ربت على كتف أحمد المتوتر القلقان وقال : ولا تشيل هم , أنا جايب معايا ملفها وكل الكشوفات اللي سويناها وبمهد له عن حالة أخته وأحكيه بالتدريج ..
دخل أحمد المجلس وهو يحس براحه جزئية وقال : عمر , هذا الدكتور مطلق , عزمته عشان تتعارفون ..
سلم عليه مطلق وهو يقول : الحمد لله على سلامتك يا عمر وعظم الله أجرك في أهلك
قال عمر وهو يشد على كفه : جزاك الله خير ..
ابتسم له مطلق وقال بهدوء بعد ما جلسوا : أنا دكتور أزهار النفسي , أكيد وصلك خبر من مستشفى تبوك إنه أختك فقدت ذاكرتها ..
هز عمر راسه وهو حاس برعب لأنه مو فاهم اش هو فقدان الذاكرة بالضبط ..
وبعد ما شرح له مطلق كل شي عن حالة أزهار وعن كونها زوجت لجاسم عشان تقابل أبوه , حس بالتعقيد اللي هو فيه وزاد الخوف بداخله من المستقبل وكبرت عقدة الذنب عنده خاصة لمن ختم مطلق كلامه وهو يقول : واحنا إلى الآن ما نعرف اللي مرت به أزهار وخلاها تفقد ذاكرتها ..
زفر عمر وقال : أنا ما أعرف بالضبط اش صار لها بعد ما افترقنا ..
قال مطلق وهو يخرج دفتر ملاحظاته من حافظة أوراقه الجلدية اللي خرج منها التقارير والفحوصات الخاصة بأزهار : إذا ما يزعجك الموضوع تقدر تحكيني اش صار إلين افترقتم , يمكن هذا يساعدني على علاجها إن شاء الله , وإذا كنت تعبان ولا شي نقدر نأجل كلامنا ..
هز عمر راسه وقال : دحين أحسن ..
وبعد مدة طويلة زفر و قال : ومن بعدها ما شفت أزهار ...
كان أحمد ملتزم الصمت وهو يستمع لشرح عمر وأسئلة مطلق , وبعد ما انتهى هذا كله رجع مطلق كل الأوراق لشنطته الجلدية ورفع راسه وحدق في عيون عمر وقال : أقدر أطلب منك طلب يا عمر وأتمنى إنك تتفهم هذا الطلب ..
حس بتوتر من نظرته ونبرة صوته فقال : خير يا دكتور ..
ركز مطلق عيونه على عيون عمر المرهقة وقال بهدوء : أنا عارف إنه صعب جدا , لكني متأكد إنه مصلحة أزهار عندك فوق كل شي ...
وسكت شويه بعدين كمل : ممكن ما تقابل أزهار حاليا ..
انصدم عمر بالطلب وحس أحمد غصب عنه براحة فضيعة ممزوجة بعقدة الذنب وهو يشوف صدمة عمر وخيبة أمله , كمل مطلق وهو يحط كفه على يد عمر القابضة على ثوبه بقوة : عمر , أزهار دحين في حالة فوضى , فاقدة الذاكرة وعايشة عند ناس في بالها إنهم هم أهلها تحاول قد ما تقدر تتأقلم معاهم من جديد , صعب نجي دحين ونقول لها كل الحقيقة بلا مقدمات ونشيلها من البيت اللي جاهدت فيه شهرين عشان تتأقلم ونرميها معاك ونقولها يلا هذا أخوك الحقيقي هيا ارجعي وجاهدي من جديد , أنا عارف إنك بتسألني ليش ما قلنالها على كل شي من البداية , أولا أختك كانت في حالة صدمة من عدم معرفتها لنفسها وماضيها وأسباب الحالة اللي هي فيها , ثانيا كان من المستحيل إني أقولها على اللي صار وأخبرها إنه ما عاد بقي من أهلها أحد وإنها فوق هذا كله لازم تعيش عند ناس غرب , لو إنك كنت موجود وقتها كان قلتلها كل شي بالتدريج إلين تستوعب اللي صار , و ما كان هذا حيأثر عليها في شي ..
سحب عمر يده من تحت كف مطلق وهو يستغفر عمر ورجع دفن وجهه وسط كفوفه وهو يتكي بأكواعه على فخذيه , حط أحمد يده على كتفه مواساة , وكمل مطلق : أنا ما حأمنعك عنها نهائيا , خليني أقابلها في جلسة أو جلستين بعد المعلومات اللي عرفتها عنها وبعدها حأحكم إذا كانت مؤهلة إنها تعرف كل شي , صدقني يا عمر , الكلام اللي بأقوله مو عشان أخفف عنك , والله ما عمره مر علي مريض زي أختك , ما شاء الله عليها صبورة ومتفائلة وعندها عزيمة وإرادة قوية ..
ابتسم عمر وقال بهمس حزين : تعلمني على أختي يا دكتور ..
ورجع سأل باهتمام : طيب ما حيضرها لو عرفت بعد هذا كله إنه جاسم زوجها مو أخوها ؟؟
قال مطلق بعد صمت : من المبكر جدا إننا نتكلم في هذه النقطة لكن هذا يتعلق بأزهار لوحدها , يعني هي اللي ممكن تحكم في الموضوع , وأنا حقيقة طلبت من عم أحمد إنه يبعد جاسم عن أزهار قدر الإمكان وإنه ما يختلطون ببعض أكثر من اللازم عشان ما تتأثر أزهار في المستقبل ..
حس أحمد بسكين تخترق قلبه وهو يتذكر شكل أزهار اللي خلاه يثور ويروح بلا إحساس يصفع ولده , اش حيسوي ؟؟ هو مرتاح إنه مطلق من عنده طلب من عمر ما يقابلها دحين لكن اش حيسوي للمشكلة اللي طلعتله ؟؟
: عم أحمد ..
رفع أحمد راسه لمطلق وقال : نعم ..
ابتسم مطلق وقال : أنا أستأذن دحين ..
قال أحمد : والله ما تتحرك من هنا قبل ما تتعشى , العشى خلاص جاهز ..

*************************

ابتسم عدنان وهو يمشي جنب جاسم في الحوش وهو يقول : انت لا تتكلم ولا تنطق , هز راسك بس ..
شاف جاسم باب المجلس مفتوح فدخل واستغرب لمن لمح رجالين عند المغاسل , قال : السلام عليكم ..
رفع أقرب الرجلين راسه وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ما يدري ليه حس بصدمة وهو يشوف عيونه , قال الرجال الثاني بترحيب : هلا جاسم كيف الحال ؟؟
انصدم عمر من برود جاسم وشكله , وسيم , طويل وعريض ولابس بنطلون جينز وبلوزة غريبة وشواربه ولحيته مخففه مرره بدرجة وحده ~ لااااا مستحيل هذا يكون زوج أزهار ~ ما تحرك جاسم من مكانه حتى بعد ما ميز الدكتور مطلق إلا لمن دقه عدنان , سلم على الرجال الغريب وهو يرحب فيه وسلم على الدكتور مطلق اللي سأل : وينك انت ؟؟ من زمان ما شفتك ؟؟
كانت المرة الوحيدة اللي قابله فيها ذاك اليوم بعد ما أغمي على أزهار لمن شافته , خرج أبوه اللي سمع الأصوات من المدخل اللي يوصل المجلس بالبيت وهو شايل صحن ذبيحة , على طول شالها جاسم منه و وداها للمجلس وهو توه ينتبه لسبب مكالمات أبوه , عشان يستقبل معاه الضيوف , حس بخجل من رجعته المتأخرة , وراح وأخذ صينية فيها العصيرات و الموية وصحون الفواكه من نور وقعد يرتبها على السفرة بمساعدة عدنان اللي همس : جاسم , ليه ما قلتلي إنه هذا عمر أخو زوجتك ..
طاحت قارورة الموية من يده وهو يطالع بصدمة في عمر وهو يهتف بعدم تصديق : عمر ..
دوبه استوعب عيون هذا الرجال استوقفته ليش , هي نفسها عيون أزهار , نفس اللون نفس اللمعة نفس ............ القوة , لف عليه عمر وقال بصوت قوي : سم , ناديتني ..
قال بسرعة وهو يأشر على السفرة : تفضلوا على العشا حياكم الله ..
وجلس معاهم وعقله يدور ويدور بلا توقف , حس إنه في أحد يراقبه فرفع راسه والتقى نظره بعمر اللي كان يحدق فيه بوجه صاااااارم , انصدم جاسم من جموده لكن فجأة ابتسم عمر ابتسامة قلبت ملامحه تماما وقال بصوت حلو : سامحني على التحديق , غصب عني ..
ابتسم جاسم وقال بهدوء مناقض للإعصار اللي بداخله : خذ راحتك , مقدر الموضوع..
لاحظ الشبه الكبير اللي بين عمر وبين أزهار لمن ابتسم ولانت ملامحه , طالع جاسم في شماغ عمر اللي من دون عقال وفي لحيته اللي مربيها وواضح من شكلها إنه ما قيد حلقها ولاحظ ثوبه القصير وجلس يتساءل جوته أي نوع من الرجال هو عمر , واش حيصير بعد رجعته , هل يدري بفضايح أخته وسواد فعايلها ..

***********************

فتحت العنود ستارة غرفة الهنوف وطالعت في الحوش وقالت : الضيوف خرجوا والزفففففت جاسم معاهم ..
قالت الهنوف وهي ترفع الكمادات عن جبهة أزهار وتحسها : انتبهي لا يشوفونك , الأنوار مولعة ..
نطقت البندري لأول مرة وسألتها بلهفة : بشري , خفت السخونه ؟؟
ابتسمت الهنوف وقالت : الحمد لله ..
قالت العنود كإنها تعطي تقرير عن اللي تشوفه : عدنان ورجالين ..
وشهقت وهي تقول : هذا مو الدكتور مطلق دكتور أزهار؟ اش جابه في هذا الوقت ؟
ولفت على أختها وهي تصك الستارة وقالت : بنت تتوقعين أبويه علمه على اللي صار
زفرت الهنوف وقالت بتريقة : قالوا لك كنت معاهم في المجلس ست عنيدي ..
رجعت
تـــوتـــي فـــراولـــة
تـــوتـــي فـــراولـــة
♣ عدد المشاركات : 3391
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : احب المملكة
♣ تم تقيمي : 1147293
♣ تم شكري : 1814

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty رد: روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الخميس يناير 13, 2011 11:18 pm



حط جاسم شنطته و شنطة عدنان في سيارة حسان وقال : دقايق وأجيكم ..
طالع فيه عدنان وهو رايح للفيلا وعقله يدووور , هو على الآن ما عرف مين اللي ضربها جاسم , يمكن العنود , لكنه ما لاحظ على جاسم أي تصرفات مختلفة معاه , يكون عند العنود مصايب ثانية غير لعبها في الماسنجر معاه , زفر وحط جبهته عشان يخرج هالأفكار من راسه , زفر حسان وقال بمرح : أنا أزفر عشان قلبي جوة انت تزفر ليه ؟؟
قهقه عدنان من قلبه وهو يقول : الله يرد لك قلبك ..
تأوه حسان وهو يحط يده على قلبه وقال : الله يسمع منك , والله المحبة بلية ..

لمن دخل جاسم للبيت , لقي أمه وأبوه في الصالة , سلم عليهم وقال : أنا ماشي دحين ..
قال أبوه وهو يطالع فيه بحدة : يعني ما تبغى رضاي وتروح لأزهار وتحل سوء التفاهم اللي بينكم ..
تنهد جاسم وقال على مضض : دحين كنت طالع عشان أودع البنات ..
قالت هدى وهي تشوفه طالع : الله يصلحكم كلكم ..
وصله ضحك البنات من غرفة الهنوف وأزهار , وقف متردد عند الباب بعدين دقه ودخل ..
: من سمعت صوت المديرة حطيت رجلي و....
سكتت العنود لمن شافت الكل يطالع وراها , لفت وقالت وهي رافعه حاجب واحد : يا مطول الغيبات يا جايب الغنايم ..
قال وهو يتقدم منهم : يا مطول لسانه يا مقطع أذانه ..
وقرص إذن العنود وهو يكمل : التريقة و طولة اللسان سبيك منها ..
حكت العنود إذنها وقالت : متوحش ..
قال بهدوء وهو متجاهل وجود أزهار : أنا رايح الشرقية ..
قالت الهنوف وهي تسلم عليه : في أمان الله حبيبي ..
وسلمت عليه البندري و العنود وهي تقول بمزح قاصدة فيه تحسسه بالذنب : زين , طول قد ما تقدر لا ترجع بسرعة , خلي البيت يرجع لهدوءه , كله بنانيت حلويين بدل الـ.......
شد خصلة من شعرها وقال : اهجدي يالخبلة ..
حكت شعرها وهي تقول : آآآآي والله يعور..
سحبتها الهنوف وخرجتها من الغرفة , لقي الغرفة كلها فاضية فجأة و ما بقي إلا هو وأزهار اللي ما حركت عيونها عن يدينها اللي شبكتها في بعض ودستها تحت اللحاف , قال بعد تردد طويييييييييل : تراني تكلمت مع عبد الرحمن و قلتله ينسى اللي سويتيه وإنه هذا إن شاء الله ما يأثر على خطبته للبندري , وهو أعطاني كلمته إنه حينسى اللي صار , ودحين كلامي موجه لك , لو سمعت إنك عتبتي بيت عمي صالح يا ويلك , ويكون في علمك فواتير جوالك حولتها على بريدي وبشيك على تلفون البيت , وإن لقيت رقم عبد الرحمن فيها بعد كذا يا ويلك, فاهمة ؟؟ تراني كلمت أبوية على حكاية عبد الرحمن وخطبته للبندري اللي ما أبغاها تحس باللي سويتيه , كافي وجهها كان مخطوف لمن وصلت أمس ..
رفعت راسها له وقالت ببرود تخفي به فرحتها إنه خطتها نجحت : هذا بس اللي جيت تقوله ..
حس بفوران داخله لمن شاف القوة في عيونها وفي نبرة صوتها فقال ببرود مماثل لبرودها : واش كنتي تتوقعين مني ست أزهار بعد اللي سويتيه ؟؟ واقفة عند باب ولد عمك اللي بيخطب أختك بكل بجاحة وانتي منتي مهتمة بإنه قاعد يطردك وتقولين بعدها بكل وقاحة وجرأة تبغينه يخطبك ..
زفرت وهي تتذكر الكلام اللي فكرت فيه طويل واللي قررت تقوله لكن بروده ونظراته خلتها تعدل عن أمرها وهي تقول : ما توقعت منك شي , انت فاهم الموضوع خطأ ولا يمكن تفهمه دحين , مع السلامة ..
ولفت وجهها عنه , منظر رقبتها خلى شعر جسمه يوقف , ما توقع ضربه يسوي فيها كذا , لف وجهه وجا بيتحرك لكنه حس بيدها الباااااردة تمسك يده , لف عليها بصدمة واصطدم نظره بعيونها وهي تهمس : آسفة على الكلام اللي قلته لك ..
ما توقع الكلمة وما توقع الكلام اللي تبعها وهي تقول : ما أدري اش صار لي ذاك الوقت , ما كان مفروض أطول لساني عليك , ومفروض مادام إني مسوية غلط ما أذكر أغلاط الثانيين ..
ما يدري ليه ابتسم , حسها تعتذر وتعاتب في نفس الوقت , قال : انتي جالسة تعتذرين ولا قاعدة تقولين مادام إني مسوي غلط مفروض ما أتكلم ولا أطول لساني ولا...... أمد يدي , تراك تعتذرين عن الشي الغلط , مفروض تعتذرين عن تصرفك الطايش مو كلامك الوقح معايا ....
وكمل : ما أشوفك اعتذرتي عن اللي سويتيه في بيت عمي ؟؟..
ما كانت تبغى توصل لهالنقطة لأنها كانت عازمة إنها ما تعتذر عشان ما تأكد له خطأ هي بريئة منه , خطأها الوحيد هو إنها متسترة على أختها , ولا يمكن تغير هذا الشي لأنه من ستر على مسلم ستر الله عليه يوم القيامة , سحبت يدها وقالت : ما أشوفك اعتذرت عن التشويه اللي سويته فيني ؟؟ هذا مو عقاب هذا وحشية , في ألف طريقة غير الضرب ...
رفع حاجبه وقال : يا سلاااااام , لفيتيها على كيفك ؟؟..
ما ردت عليه وهي تزم فمها وتكتف يدينها , قال ببرود وهو وده يذبحها : طيب ما شفتك شكرتيني على إني ما فضحتك قدام أبويه وأمي ؟؟..
طالعت فيه وقالت : وأنا ما شفتك شكرتني ليش خليت أبوية ينسى اللي صار ويسامحك على همجيتك في الضرب ؟؟
قال بعصبية : بتجننيني , يعني دحين خرجتي نفسك منها زي الشعرة من العجين , الغلط راكبك من راسك لساسك لا تجين دحين وتقاوحيني بالكلام ..
زفرت وقالت بزهق : خلاص ياخي كل ابن آدم خطاء وخير الخطاؤن التوابون ..
قال بانتصار : زييييييين يعني معترفة إنك أخطأتي..
ابتسمت وقالت : أهم شي في التوبة عشان تكون مقبولة هو عدم الرجوع للذنب تذكر هذا الكلام زين لمن ترجع الشرقية , في أمان الله ..
لو إنه من النوع اللي يفقد أعصابه بسرعة ولو ما عنده قدرة عجيبة على مسك زمام أعصابه كان أعطاها كف يهد لها سنونها , كان فاهم قصدها , كانت مصرة تذكره بخطأه ومتجااااااااااهلة خطأها , صح كانت محجبة قدامه , بس كافي وقاحتها وكلامها الغير معقول , رماها بنظرة نارية وخرج وصفق الباب وراه ..
دخلوا عليها البنات وسألوها اش صار , ابتسمت وقالت : الحمد لله وصلنا لحل سلمي في حكاية سوء الفهم ...
قالت العنود بتريقة : وهي الحلول السلمية تنتهي عادة بصفقة باب وبوجه عابس ....
وضحكت وهي تاشر يإبهامها : أزهار إنتي مية مية , تعجبينييييييييييييييي ..

***********************

صفق باب السيارة بكل قوته وقال : يلا ..
قال حسان يبغى يخفف الجو وهو يحرك السيارة : ترى باب سيارتي المسكين ما سوالك شي ..
مارد جاسم وهو يتنفس بقوة من كثر القهر ~ هي أصلا من فين عرفت عني ؟؟ أكيد النرجو عدم التلفظ على الأعضاء بهاذهـ الألفاظ ال**** جلست تلعب في جوالي , أنا لو حاط قفل كان أحسن , الله يحرقك يا أزهار زي ما حرقتي قلبي ~ وبعد فترة من دوااااااااامة الأفكار السوداوية قال حسان : خلاااااااص قاعد تنافخ لك ساعة جبت لنا التوتر , ياخي فكها , تخلي آخر ذكرياتي لك نفسك اللي يصك في إذني ..
قهقه عدنان على كلام حسان وعلى تعابير وجه جاسم اللي لف عليه وابتسم له ابتسامة واحد موووووووو فاااااااااايق ...



قرييييييييييييييييبــآ البقيــــهـ
روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  885808
تـــوتـــي فـــراولـــة
تـــوتـــي فـــراولـــة
♣ عدد المشاركات : 3391
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : تصميم انعم مصممة
♣ Sms : احب المملكة
♣ تم تقيمي : 1147293
♣ تم شكري : 1814

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty رد: روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الإثنين يناير 17, 2011 2:04 pm
الفصل السادس : الرحيل ..

عندما تفقد شخصا عزيزا وتشعر أن الدنيا ضاقت عليك بما رحبت.. هل تظل دوما الابتسامة الزائفة على شفتيك ؟؟ وذلك الألم المبرح يقطع نياط قلبك ؟؟؟؟
عندما يرحل عنك ولا يترك خلفه إلا الذكريات وأي ذكريات ؟؟؟..
هل تظل حبيس الزمن الماضي أم تنظر إلى مستقبلك ولو بنظرة يملؤها الحزن ؟؟؟
عندما يمر بك طيفه الباسم أو حتى طيفه الغاضب ولو لوهلة ...
هل تتمنى أن يعود إليك للحظة لتخبره كم تحبه ؟؟ أو كم تشتاق إليه؟
عندما تراه في أحلامك يحادثك وتحادثه أيها المسكين ...
هل تتمنى لو تعيش دوما في دنيا الأحلام ؟؟ أم تستيقظ وتعيش واقعك الأليم وأن هذا الشخص العزيز لم يعد موجودا ؟؟؟
عندما...... عندما ....... عندما ........
هل .......؟ هل ...........؟ هل ........؟

إنك فعلا إنسان ضعيف ... رغم كل ما تتمناه وكل ما تفعله...
اعلم جيدا أن ما يذهب لا يعود .... نعم لا يعود ...
استيقظ وعش عالمك ولو كان مرا.....
جاهد وسترى أن هناك ما يستحق لتعيش من أجله ....
انظر حولك , ستتيقن أن العالم مازال يسير وأنت قابع مكانك أسير ...
وأسير ماذا ؟؟؟؟؟؟
أطياف ..... أحلام ....
الحياة تحتاج منك أن تقاتل ... فانهض واجمع شتات قلبك المحطم ..
سر إلى الأمام قدما ....
فأنا أعلم أن هذا ما كان يريده منك ذلك الغالي .......... قبل أن يرحل ..


بعد أسبوع ما حدثت فيه الكثير من الأحداث ...
صباح يوم السبت 17 / 3 / 1427 هـ :

استعادت أزهار شوية من عافيتها , صح البقع تحولت للون بني غامق لكنها على الأقل ما توجعها نفس الوجع ..
قطبت حواجبها وهي تفكر , قال مطلق بسرعة : ما أبغاك تفكرين , أبغى أجوبة عفوية ..
زفرت وقالت : كيف أعرف إذا ما فكرت ؟؟
قال بهدوء : أزهار سؤالي بسيط , تحسين إنهم أهلك ؟؟
قالت بهمس عشان ما يسمعها أبوها : أحيانا وأحيانا لا ..
حس بحماس لكنه كتمه وهو يقول : كيف ؟؟
قالت : أحيانا ينسبون الشي لنفسهم كإني مني منهم , يعني أمي وأبويه لمن يكلموني عن أخواتي يقولون بناتي ما يقولون أخواتك كإني مني وحده من البنات , الهنوف أحيانا تقول , أخواتي دايما كذا كإني مني من ضمن أخواتها , مرة العنود قالت لي ما عمري شفتك معصبة وطبعا هذا شي مستحيل وتأكدت لمن تهربت من إجابة سؤالي , يعني أشياء غريبة كذا , يمكن أنا حساسة من الموضوع عشان كذا لاحظتها ..
سألها : طيب لمن ..
قاطعته وهي تقول : الأوركيد مرة حلو ..
لف على المزهرية اللي حط فيها غصن وردة أوركيد وقال : اسمها العربي ..
ابتسمت وقالت بحماس : عارفه سحلبية ..
سألها بهمس : تحبينها ؟؟
قالت : مرة جابها ليه ....
وسكتت فجأة وطالعت في مطلق وسألت بحيرة : أنا اش كنت أقول ؟؟
ابتسم مطلق وقال وهو ينحني على دفتره : يعني عرفتي السحلبية , شفتي كيف الأجوبة سهلة من دون تفكــ...
مسكت يده ورصتها وهي تسأل : دكتور الله يخليك أنا اش كنت أقول ؟؟
رفع راسه مستغرب من مسكتها و انصدم لمن شاف دموعها وساب الدفتر ومسك يدها وقال : أزهار ليش تبكين ؟؟
سحبت يدها منه وغطت وجهها وهي تصيح وتقول : ما أدري , حسيت , حسيت , ما أدري ..
وقامت تصيح بصوت عالي , لمن قام أحمد مفجوع أشر له مطلق إنه ما يجي وقال بهمس : أزهار , أزهار طالعي فيني , أزهار ..
وبعد يدينها بشويش وهو يقول : كنت تطالعين في السحلبية ولمن سألت تحبينها قلتي إنه مرة جابها لك ...
طالعت فيه بعيون تايهة ومسحت دموعها اللي غرقت نقابها وهي تسأل : مين اللي جابها ليه ؟؟
كان عارف إنه عامر أخوها معودها يجيبها لها هدية كل صباح عيد , عمر قاله هالمعلومة من ضمن معلوماااااااات كثيرة وهو حاول يستفيد منها , قال بصوت حنون : كيف بأعرف ؟؟ مو لازم انتي تتذكرين مين جابها وتقولين لي ؟؟
شهقت زي البزران ومسحت دموعها وقالت بطريقة طفولية : ما حتذكر ..
ابتسم وقال وهو يحاول بجنون إنه يلقى سبب واحد مقنع لدموعها داخل عقله : اللي خلاك تتذكرين الأوركيد واسمه وانه أحد جابه لك يخليك تتذكرين مين , طالعي في الجانب المشرق , صرتي تتذكرين وردتك المفضلة ..
شاف الإبتسامة في عيونها وهي تقول : صح , إن شاء الله بأتذكر و بأقولك عليه ..
سحب الأوركيده وناولها لها وقال : خذيها معاك ..
نزلت راسها وقالت بهمس : ما أبغاها , بأي حق تعطيني ورده ؟؟
ابتسم وقال : أزهار , هذي مهي مني , هذي من شخص يحبك ..
رفعت راسها وسألت باستغراب : مين ؟؟
قال : مو دحين لمن...
كملت وهي تاخذ الوردة بأطرف أصابيعها المغطية بالقفاز الأسود: يجي الوقت حتعرفين , لا تستعجلين لأنه أهم شي في حالتك الهدوء ..
ضحك من قلبه وقال وهو يقوم : الله يعينك عليها ياعم أحمد ..
غطت عيونها ووقفت جنب أبوها وهي تهمس بغيض : اش قصده ؟؟
ضحك أبوها وقال : شيبتيه , هذا قصده ..
خرجت كعادتها وسابت أبوها يتكلم مع الدكتور وهي جالسة في مقاعد الانتظار الخارجية , طاااااااالعت في الأوركيده وابتسمت , ولمن خرج أبوها وهو يضحك مع الدكتور قامت من المقعد وعينها جات على واحد واقف في الممر , حست بنبض قلبها يزيد , مسكت في يد أبوها وعصرتها من دون ما تحس , قال أحمد بخوف لمن حس بقبضتها تطبق على يده بقوة : أزهار اش فيك ؟؟
انتبه مطلق للغصن اللي سحقته أزهار من كثر ما ترص عليه وطالع للمكان اللي متجه له راسها , ورجع وقف قدامها وقال بهمس : مع السلامة يا أزهار , أستناك الجلسة الجاية السبت الجاي , لا تتأخرين وتتهربين زي دايما ..
خف تسارع ضربات قلبها لمن انقطع المنظر اللي شافته وقالت بهمس وهي تحس بمشاعر غرييييييبة تختلط بداخلها : إن شاء الله , مع السلامة ..
ومشيت مع أبوها بصمت , سأل وهو يرص يدها : أزهار اش فيك ؟؟..
ابتسمت وهي تقول : ها ولا شي , بس خساره , طالع غصنها كيف تفغص ..
لف مطلق وراه بعد ما اختفوا في نهاية الممر وحط يدينه في جيوب معطفه وقال بهدوء : تعال يا عمر , ما قلتلك خليك بعيد , البنت مهي مستعدة نفسيا ..
ضحك عمر اللي حس قلبه يخرج من مكانه ويلحق بأزهار اللي اختفت عن نظره , وقال بمرح مصطنع : آسف ما قدرت أقاوم , نظري ضعيف قلت أقرب على وعسى أشوفها أوضح ..
~ أي شجاعة هذي اللي تخليك تضحك وتمزح وانت ودك تصيح بطول صوتك يا عمر؟ ~ قالها مطلق بداخله وهو يقول بابتسامة : ما قلتلك تذكرت جزء من قصة الأوركيد , فعلا كانت مؤثرة عليها زي ما قلت ..
التمعت عيونه وهو يقول بفرح كبير : من جد ؟؟ الله يبشرك بالخير ..
ودخلوا المكتب وهم يتناقشون عن أزهار والأشياء اللي تحبها ..

************************

حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت : آآآآآآآآآآآآخ ياقلبي , وردة , معطيها وردة , أبغى أروح طبيب نفسي يا عاااالم ..
ورمت نفسها على ورى وارتمت على السرير , قهقهت أزهار من قلبها على خبال العنود وقالت الهنوف باستنكار : دحيييييييين تبغين تروحين طبيب نفسي عشان وردة , أشتريلك محل ورود بداله يالهبلة ..
قامت العنود وقالت بطريقة طفولية : مو زي هالوردة , اش أبغى بمحل وردك , هذي جايتها من واحد يحبها ..
ضمت أزهار الوردة وقالت بعناد وهي تحرك حواجبها : مووووووتي حرررررره , ما انتي محصلة زي وردتي , روحي انقلعي ذاكري , عندك اختبارات الأسبوع الجاي انتي على وجه تخرج تسقطين آخر سنة وتفشلينا ..
: ماااااااااااالك دخـــــل , أسقط ولا ما أسقط , الكلام بيجي علي أنا ..
قالت أزهار بتريقة : أخاف بكرة النهار ينادوني يا أخت الساقطة ..
قامت الهنوف وسابتهم لمن بدأوا يتضاربون زي الأطفال وخرجت من غرفتها , لقيت أمها جالسة مع أبوها على قهوة وهم يناقشون خبر طالع في التلفزيون , ابتسمت وهي تفكر هل ممكن يجيها يوم تكون فيه هي وحسان زي كذا , دق التلفون فردت عليه أمها وسمعتها تقول : هلاااااااا أبوية انت , كيف حالك يا جاسم , بشرني عن نفسك ..
~ ياااااااكثر اتصالاته , هو اش عنده ؟؟ أول كان كل أسبوع اتصال ودحين كل يوم وهو داق ~ وراحت لغرفة البندري , دقت الباب ودخلت وهي تقول : السلااااااااام عليكم ..
ما تحركت البندري من سدحتها على السرير فطفت الهنوف الأنوار وخرجت ..
أول ما انصك الباب زفرت البندري بضيق , إلى متى بتظل حابسة نفسها كذا , الموضوع صار وانتهى ما تقدر تغير شي دحين , أزهار قالت لها على كل اللي صار وهي ما قدرت تنطق بحرف , ما قدرت تتأسف منها أو حتى تشكرها على اللي سوته , حست لسانها معقود , حتى عيونها ما قدرت ترفعها عشان تطالع فيها وهي تنصحها بنصايح كثيييييييرة , ومن انتهى هالنقاش صارت تتجنب أزهار وأحيانا تحس بلحظات كره غريب لها ليش تعرف فضيحتها , لكنها بداخلها مؤمنة إنه لولا الله ثم هي كان راحت فيها , غمضت عيونها ودفنت وجهها في المخدة وهي تبكي بصمممممت ....

************************

صك جاسم التلفون وزفر براحة , أخيييييييرا كلم عمه صالح أبوه عشان يخطب البندري لعبد الرحمن , له أسبوع ما هو قادر يتهنى بنوم من كثر التفكير , حتى لو خطبها عبد الرحمن رسمي مازالت أزهار موجودة , هل ممكن تسوي شي عشان تخرب الخطبة ~ بتذبحيييييييييييني يا أزهار , أخرجي من راسي , لازم أكلمها , لااااااااااازم ~ هز راسه وهو يستبعد فكرة اتصاله بها ورمى جواله الجديد على الطاولة وقام من سريره وخرج للشباب المتجمعين في الصالة يلعبون بالوت كعادتهم ...

***************************

ابتسم أحمد وقال وهو يحط يده على راس البندري اللي بالقوة خرجت من قوقعتها اللي فرضتها على نفسها وجات لغرفة أبوها وأمها بناء على طلبهم : البندري بنتي انتي حابسة نفسك ليه ؟؟
رمت أبوها وأمها بنظرة غريبة وهي تصرخ بداخلها ~ دوبكم اللي بدأتم تسألون أنا ليه حابسة نفسي , ويييييييييييينكم من زمان ؟؟ كنت أحبس نفسي بالساعات وما أحد يسأل عني ~ ابتسمت ابتسامة هادية وقالت : تعبانة شوي أبوية ..
مسح على شعرها بحنان وقال : ما شاء الله عليك كبرتي وصرتي عروس, عمك اليوم اتصل علي وطلبك لولده عبد الرحمن ..
مشاعر مختلطة عصفت بداخلها و بلا شعور غطت وجهها وقامت تصييييييح , شهقت هدى وضمتها وهي تقول : بندري , اش فيييييييييييك ؟؟
مسحت دموعها بعد فترة صياح وبعدت خصلات شعرها عن وجهها وهي تبتسم لهم بخجل , ضحك أبوها وقال : أنا أول مرة أشوف خجل ينقلب بكاء ..
ضحكت وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , وبدأ أبوها وأمها يعطونها معلومات عن عبد الرحمن وهم مهم دارين إنها عارفة كـــل هالمعلومات عنه , قالت أمها بعد فترة وهي تقوم وتفتح الباب : أروح أجيـ .....
وشهقت لمن انفتح الباب بقوة وطاحت عند عتبته العنود وفوقها أزهار اللي كانوا لاصقين في الباب ووراهم بشوية واقفة الهنوف وهي حاطة يدينها على فمها بصدمة , طااااااالع فيهم أبوهم بصدمة وقالت هدى : بناااااااااات , اش كنتم تسوووووون ؟؟ تتجسسون ؟؟
استحت الهنوف وما نطقت بحرف وهي تطالع في الأرض , دفت العنود أزهار بعيد عنها وقامت بسرعة وهي تقول : قلت لك يا أزهار التجسس حرااااااااام لكنك ما سمعتيني ..
شهقت أزهار وقامت وهي تئن وتقول باستنكار : ميييييييييين اللي قالت لي هذا مو تجسس , هذا اطمئنان على أحوال الرعية ؟؟
قالت العنود وهي رافعة حواجبها بسخرية : وانت تسمعين لي على طول , **** ما عندك عقل تفكرين به ..
ضربتها أمها وهي تقول : بنت عيييييييب عليك تقولين لأختك اللي أكبر منك **** ..
ضحكت وقالت : يعني عادي لو قلت البندري **** ..
: عنووووووووووووووود ..
: عنيدييييييييييييييييييي ..
: بــــنـــــت..
اختلطت هتافات الكل المستنكرة و أبوها يقول : عمري ما شفت أعبط منك ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : اش عندكم ؟؟ مدخلين البندري غرفتكم هااااااااااااا ؟؟ تراني أغاااااااااااار ..
وراحت جري وجلست بين أبوها والبندري وضمت أبوها وهي تبتسم له , ضحك وقال : الــلـــه يعيني على خبالك , الموضوع إنه البندري تقدم لها واحد ..
سكت الكل ووقفت العنود وغطرفت بفرح , قالت الهنوف : انتي دحين تغطرفين ليه ؟؟ صار شي ؟؟ عرفتي من هو ؟؟
قال أبوها بفرح طاغي : عبد الرحمن ولد عمكم صالح ..
قالت بمزح وهي تجر بشويش خصلة من شعر البندري : مااااااااااا يحتاااااااااااااااج هذا كله , دام بأفتك من خلقة هالنحسة أنا مبسووووووووطه ..
ضحكت أزهار بفرح وهي تحس برااااااااحة غير معقولة داخل صدرها وراحت وضمت البندري وهي تقول : الله يقدم لك اللي فيه الخير يا قلبي ..
بادلتها البندري الاحتضان ورصت عليها بقوووة كإنها تقولها أخيرا تحقق اللي قلتيه وقاله جاسم , قالت أمها بخوف لمن شافت فرحتهم : لسه أول شي تستخير بعدين ورانا التحاليل , سبحان الله , يمكن ما يطلعون متوافقين ...
لكنهم ما اهتموا لهذا كله وهم يجتمعون حول البندري اللي البسمة لأول مرة ترتسم بصدق على وجهها من زمااااااااااااااااان ...

***********************

يوم الإثنين : 19 / 3 / 1427 هـ ..
العصر في فيلا أبو جاسم ..

خبر تقدم عبد الرحمن قبل يومين للبندري اللي وافقت على طول و تغير شحوبها وصار وجهها ينطق بالسعادة انتشر عند العايلة كلها والتلفونات صارت غير مشغولة بالناس اللي تبارك وهدى طول الوقت تقول إن الخبر مو مؤكد إلا بعد التحاليل الخاصة بفحص ما قبل الزواج اللي ما تطلع نتيجته إلا بعد أسبوع من الفحص , قالت العنود وهي لافة بوزها و تطالع في البندري اللي تكلم صحبتها جوال : **** كإنه محد انخطب غيرها شرط بتطلع لها جناحات وتطير, لسه المفجوعة أول أمس اللي كلموها وعلى طول وافقت وراحت حللت اليوم الصباح , أتحدى صلت صلاة استخارة حتى ..
ضحكت الهنوف وقالت أزهار وهي تحيك الصوف : اش اللي حارق رزك ؟؟ خليها تفرح , مستكثرة عليها الفرحة ..
قالت وهي تضرب المخدة اللي في حضنها : اللي حارق رزي إنها أصغر مني و انخطبت وأنا قاعدة , مفروض يقولون لعبد الرحمن مادام ولد عمي ومنا وفينا إنه يستنى شوية , أما يقطعون رزقي ليه ؟؟..
قالت أزهار بهدوء وهي تنقي لون ثاني : عنودي قلبي محد يقطع رزق أحد , الأرزاق من الله هذا أولا وثانيا أنا لسه ما انخطبت وأنا أكبر منك ..
سكتوا الثنتين وهم يطالعون في بعض بنظرات استوقفت يد أزهار في الهوا وخلتها تسأل : اش هذي النظرة ؟؟ لا يكون أنا مخطوبة و..
قاطعوها مع بعض بصراخ : لالالالا ..
قطبت حواجبها وقالت : إصراركم في الرد شككني أكثر ..
تغيرت ملامح وجههم وهم مهم عارفين اش يقولون , فكرت أزهار بعدين سألت باهتمام : يكون الوردة من خطيب مجهول ؟؟
ضحكوا الثنتين وقالت العنود وهي تفكر بجاسم : اطمني , مستحيييييييييل هالشي ..
سرحت سرحان طويييييييييييييل وقالت أخيرا وهي تهز أكتافها : المهم , أية لون أحلى, هذا ولا هذا ؟؟
زفرت الهنوف براحة إنها غيرت الموضوع فدعست العنود رجلها من تحت الطاولة وهي تقول : البرتقالي أحلى ..
دق جوال الهنوف فردت على عمتها وهي تقول : هلا بأحلى عمه ..
جاها صوت رجولي يقول : السلام عليكم ..
ردت عليه السلام بتردد وهي تفكر إنه أكيد زوج عمتها , قالت : عمي علي ..
: لا ولده ..
قطبت حواجبها وقالت : ولـ.....
وسكتت على طول لمن عرفت إنه حسان , ولمن سمعت ضحكه حمر وجهها وصفرت يدينها وقامت من مكانها على طول ودخلت الغرفة , قالت أزهار وهي منهمكة في شغلها : حسان ها ؟؟..
هزت العنود راسها وهي تقلب القنوات وقالت : واضح من تغير وجهها ..
رصت الهنوف على الجوال لدرجة حسته بيتكسر في يدها وهي تسمع حسان يقول : طحت عليك يالشرادة , وينك ما تردين على جوالك ؟؟
بالقوة همست : ما أعرف رقمك ؟؟
قال بضحكه : أكيد تمزحين ..
سكتت وما عرفت اش ترد , صرخ بصدمة : ما تعرفين مخالف !ي ؟؟
زاد إحراجها وما قدرت تنطق , زفر وقال : صراحة صدمتيني , لكن عادي , طالعي الرقم اللي دق عليك 10 مرات أمس وسجليه باسمي ..
هزت راسها وتذكرت إنه ما يشوفها فقالت : إن شاء الله ..
قال بعد صمت طويل : هنوف ..... هنوف..
همست : نعم ..
سأل : معايا انتي ؟؟..
جاوبته : إيوه ..
زفر وقال : مشكلة لمن الواحد مو عارف اش يقول , كنت مجهز كلام كثير وضاع من سمعت كلمة هلا مع إنها ما كانت موجهة لشخصي الكريم ..
ابتسمت وما ردت عليه وهي تحس بخجل ممزوج بسعاده حلوه , ورغم إنه مكالمتهم مادامت أكثر من خمس دقايق لكنها كانت مستمعة فيها , خرجت بعد تردد ومشيت وجلست في مكانها بينهم وقالت بحماس : أزهار الألوان مرة خطيرة , صارت واضحة دحين ..
طالعت أزهار في القطعة الصوف وقالت بفرح : والله ؟؟
قالت العنود وهي تاكل بطاطس : أزهار القطعة لسه ما تغير فيها شي , ستي هنوف تبغى تضيع موضوع التسحب واللي بالي بالك ..
ماتت الهنوف خجل خاصة لمن قالت أزهار ببراءة وهي تحيك الصوف: قصدك حسان؟ ويعني لو دق عليها وكلمها و كلمته , زوجها ..
قامت الهنوف من وسطهم ودخلت الغرفة وصكت الباب بقووووة , انسدحت العنود على الكنبة وهي تقهقه من قلب وهي تقول : جلطتيها يا أزهار ..
قالت باستنكار : أنا اش قللللللللللت ؟؟

**********************

بعد المغرب في الباحة :

: والله تمشون بالطيب ولا بالغصب ..
مسحت هاله دموعها وقالت بقهر : حراااااااام عليكم اللي تسوونه والله حراااااام , ما أبغى أرووووووووح ..
صرخ عبد الله : أنا حلــــفــــت ..
زاد صياحها و خرجت من الصالة بسرعة , غمضت مشاعل عيونها عشان تصد دموعها ورجعت فتحتها , لقيت النظرااااااات كلها منصبة عليها ~ أمها , عبد الله , بندر , معاذ , حنان , أحلام ~ رمشت بعيونها وقالت بهمس : أنا أروح أكلمها ..
وقامت بسرعة ولحقت بهاله اللي رامية نفسها على السرير وهي تصيييييييييح من قلب, حطت يدها على ظهرها وهي تهمس : هاله ..
لفت عليها هاله وقالت من وسط شهقاتها : ما أبغى أحضر جواز ناصر أنا حره , أنا أككككككككككككرهه وأككككككككككككره خالتي وبناتها وأكككككككرهم كللللللللهم , ما أبغـــــى أروووووووووووح ..
قالت بهدوء مصطنع : عبد الله حلف ..
صرخت بقهر : يحلف على نفسه وعلى حرمته , أنا ليش يحلف علي , والله ما أروح لو على قص رقبتي ..
ومسحت دموعها وهي تقول بقهر : وانتي رااااضية , رااااضية أروح جواز ناصر وأشوف الحيواااااااانة اللي من يوم خطبك وهي تدور حولينه زي الحية تنزف له, وأمها السحاره ترقص وتتشمت فينا ..
~ لااااااااااااااا , والله ما يرضيني يا هاله , والله ما يرضيني تحضرون جوازه كإنه شي ما صار , كان مفروض توقفون معايا , والــــلــــه مايرضيني ~ كتمت آهاتها وهي تقول بابتسامة صفراء : هذا ولد خالتك وخالتي بتزعل لو ما حضرت أختها وبناتها ..
: يعللللللللللللها المووووت هي وبناتها اللي ما حسبوا يفتكون منك , من يومهم مقهورين ليش ناصر متعلق فيك , والله ما أروح ولا أهنيهم بشي ..
انفتح الباب بقوة ودخل منه عبد الله اللي صرخ : بتمشين ورجلي على رقبتك , قاعدة تصارخين وصوتك واصل لآخر البيت يا حيوانه , أنا عارف هذا كللله من تحت راس السوسة اللي جنبك ..
انصعقت مشاعل من كلمته ووقفت بسرعة وهي تقول بحزم ودمها يغلي بداخلها : ما أسمح لك ..
صرخ فيها : اسكتـــــي ..
وجر هاله وهو يقول : تحركي قدامي , تبغين تخلينا علكه في حلوق الناس ..
تحركت مشاعل وفلتت يده بقوة عن هاله ووقفت بينه وبينها وقالت بحزم : أنا ما أبغاها تروح, ارتحت, أبغاها تجلس معايا , أخاف أجلس لوحدي في هالبيت والكل في العرس قل هالكلام لكل واحد تقابله ..
رماها بنظرات حادة وبادلته نفسها وهي داسة هاله وراها , تحرك وخرج من الغرفة بعد ما صك الباب بكل قوته ~ ليييييييييه؟؟ ليييييييييه هالحماس كله عشان جواز ناصر ليييييييييه أخواني كلهم رايحين ؟؟ أمي كإنها هي أم العروسة من الفرحة , وحنان متزينه على سنقة عشرة , هذا كله عشان الواجب , ولا عشان ما يقولون الناس قاطعت أختها وما حضرت الجواز عشانها مقهورة من اللي صار , ويعني لو سويتوا موقف وحطيتم نفسكم واقفين معايا وما تبغون تجرحوني , خلوا الرجال يروحون , مو لازم انتم , ليييه تنثرون الملح على جراحي ؟؟ مو كافي قلبي مقبوض والنوم مجافيني من الوجع , مو كافي ناصر زوجي وحبيبي اليوم بتنزف له وحده ثانية , مو كافي إني أعرف إن الإنسااااااااان اللي بنيت عليه أحلامي صار لحرمة غيري , حراااام عليكم والله الضرب في الميت حرام ~ انتبهت مشاعل إنها كانت تنتفض وصوت أنفاسها يخترق سكون الغرفة الباردة وبلا مقدمات حست بدمعة تنساب على خدها , همست بصوت حاولت تخليه متماسك : شكرا لأنك ما رحتي معاهم ..
لفت هاله يدينها حولين بطن مشاعل وشدتها بقوة وسندت راسها بين أكتافها وهي تصييييييييح بصوت مكتوم وبداخلها تصرخ ~ والله حاسة بشعورك يا مشاعل , والله حاسة يا قلبي , الله يرحم حالك ويصبرك ~..

***********************

يوم الأحد 25 / 3 / 1427 هـ :
الساعة 3 الظهر قدام العمارة في الشرقية :

~ أفتقدها , أفتقدها , أفتقد عيونها , ضحكتها , اهتمامها وسؤالها عني , والله أفتقدها لكن , لاااااااا ما أقدر , ما أقدر ~ زفر جاسم وهو يقلب جواله بين يدينه بطفش , ليش يشتاق لليلى بهالشكل الفضيع رغم إنه يعرف إنه اللي كان يسويه غلط , ليش صار يحس حياته بلا طعم ولا شي جديد , من العمل للشقة لطلعات الشباب للنوم للعمل للشقة ....... إلخ , دوامة مالها توقف أو شي غريب يكسر حدتها , انتبه من شروده لمن سمع دق على قزاز سيارته , لف والتقى بصره بوجه عدنان الباسم , ابتسم وفتح الطاقة وقال بتريقة : خيييييييييير يا أخينا , عندك شي ؟؟..
ابتسم عدنان وهو يتكئ على الباب وقال بمرح وهو يرفع الأكياس اللي معاه : والله كنت طالع الشقة وأنا شايل معايا أكياس من المطعم الصيني غدا لواحد من أصحابي صاير غير طفشاااااان ومتملل وغير قاعد في البيت , قلت أنفه عنه شويه , ويوم شفتك ساااااارح في ملكوت الله قلت قبل ما أطلع له أخرجك من الحالة اللي انت فيها عشان ما تنصهر من الشمس ..
ضحك جاسم وقال وهو يحط يده على موضع قلبه : آآآآآآآآآخ صيني , جيت على الجرح
وخرج من السيارة على طول وتبع عدنان اللي واقف يستناه عند مدخل العمارة , كان شااااااااكر من الأعماق وقفته له معاه من رجعوا من جدة , ورغم إنه مهو داري عن حقيقة اللي صار لكنه واقف معاه في كل حال ~ اللي صار , أفففففففففف ما أبغى حتى أفكر فيه , أزهار هذي شي مو طبيعي , رغم كل الضرب اللي أعطيتها اياه كانت ..... جاسم , بس تفكير , اش هذا ؟؟ صرت مهووس بأزهار والبندري وعبد الرحمن والبيت والله حاااااااااااااله ~ دق جواله قاطع أفكاره فخرج الجوال وابتسم لمن شاف رقم أبوه , وأشر لعدنان يسبقه لجوة الشقه ورفع الخط وهو يقول : السلام عليكم , هلا أبوي ..
وصله صوت أبوه البارد نوعا ما وهو يقول بهدوء : نتيجة التحاليل طلعت متوافقة والحمد لله ..
: الحمد لله , ألف مبروك , قلتلها النتيجة ..
قال أبوه : لا لسه ..
رغم برود أبوه معاه من قرر إنه ينسى الموضوع شكليا إلا إنه مازال يهتم به ويقدمه على الكل , ابتسم وقال بشكر عميق : شكرا يا أبويه , ممكن أنا أبشرها ..
قال أبوه بفرح : زين تسوي , وكلم بقية أخواتك وأزهار كمان ..
غمض عيونه وقال : إن شاء الله ..
وصك الخط وزفر وهو يقول بغيييييييض : ليييييييش إلا يبغاني أكلمها النرجو عدم التلفظ على الأعضاء بهاذهـ الألفاظ ..
: جااااااااااسم ..
دخل الشقة وقال: دقايق أغير وأجي ..
وانصدم لمن شاف كشتين شعر جالسة قدام الكيس , قال وهو يبعد أيمن وهاني : هييييييييييييييييي أكلناااااااااااااا ..
كانت وجوههم مفقعة من كثر النوم , العيون نص مغمضة , الشعر طاير وأثار المخدة لسه في وجيههم , قال أيمن وهو يتثاوب : لقمة هنية تكفـــ....
سحب الأكياس وقال : ما تكفي إلا اثنين , يلا وروني عرض أكتافكم ..
ضحك عدنان وقال : جاسم إن شاء الله تكفينا أنا حاسبهم ..
سحب هاني الأكياس وقال وسط ضحك أيمن : روح لقط لقط , صاحب الأكل حاسبنا
قال عدنان اللي ما رضي بشماتتهم لصاحبه : بس ترى العزيمة له ولو قال ما تاكلون ما تاكلون ..
قلبوا الموجة بسرعة وبدأوا يبتسمون ويدحلسون , ضحك جاسم من قلبه على تغيرهم السريع وقال وهو يدخل الغرفة : لا تاكلون قبلي , بأغير وأجي ..
وخرج جواله أول ما دخل ودق على أمه بارك لها وطلب منها يكلم البندري عشان يبشرها ..
دخلت هدى على غرفة البندري وقالت : بندري أخوك يبغاك ..
رفعت العنود راسها من شاشة الكمبيوتر ودقت أزهار السرحانه الغااااااااااااارقه في أفكار حزينة بدت من ملامحها , انتبهت أزهار لمن همشت العنود : جاسم جاسم ..
كانت تحس بضييييييييق من مجرد سماع اسمه , لكنها كتمته وهي تطالع معاها في البندري اللي ردت بخوف واضح ..
أول ما سمع صوتها المتردد الخافت قال : هلااااااااا , كيف حالك يا عروسة ؟؟ وصلتنا الأخبار ..
: أخبار ؟؟
: مبروووووووووك , النتيجة متطابقة ..
همست وهي تحس بفرح وراحة عمييييييييقة بداخلها : متطابقة ..
خرجت أزهار من اكتئابها اللي صايبها من فترة و صرخت هي و العنود بحماس لمن سمعوا كلمتها وهم فرحانين لفرحة البندري اللي دمعت عيونها وهي تقول بهمس : الله يبارك فيك ..
لمن سمع الصراخ قال : أكيد هذي الخبلة عنيدي ما في غيرها ..
ضحكت وقالت وهي ناسية تماما أي شي غير فرحتها : وأزهار معاها كمان , قاعدين ينططون زي المتخلفين ..
ماتوقع إنه يسمع عنها وما توقع أكثر اللي سمعه , يعني فوق كونه وقحة ولقد خالفت القوانين سيتم معاقبتك ! كمان مخادعة وممثلة بارعة , حس إنه في شي في الموضوع , في شي ناقص عشان تكمل الصورة لكنه ما عرف اش هو , بارك لها بسرعة وأنهى المكالمة لمن سمع إنه العنود تبغى تكلمه , غير ملابسه وخرج للشباب ..
: قفل الخط ..
قالتها البندري وهي تناول الجوال لأمها المبتسمة , شهقت العنود وهي تقول : الدبببببببببببببببببببببببببب ...
قالت أمها : بهذي المناسبة , اختاروا مطعم نروح له عشان نتعشى ..
صرخوا بحماس و بدأوا يفكرون بالمطعم اللي يبغونه , دخلت عليهم الهنوف اللي قلها أبوها على الخبر السعيد ولقيت أزهار والعنود يتضاربون كعادتهم والسبب هالمرة ........ المطعم , تنفست براحة وهي تقول بداخلها ~ كذا أحسن , مرة مو حلو عليها الصمت ~ كانت مبسوطة من مضارباتهم لأول مرة , افتقدتها بشدة الأيام الأخيرة بسبب هدوء أزهار اللي ما فحالها لشي , كل ما عرضوا عليها شي رفضت وقالت تعبانة , ما فحالي , صارت زي الشمعة اللي بدأت تذبل شعلتها , خصوصا بعد الجلسة الأخيرة قبل يومين صار سرحانها كثيييييييييير ..

*************************

السبت 1 / 4 / 1427 هـ :
العصر في فيلا أبو جاسم :

مرت الأيام بهدوء رتيب خصوصا إنه خلاص بدأت الإجازة و ما عاد صار في البيت حركة و ريحة وجيه زي أول , جريت العنود على التلفون وقالت بحماس : هاااااااااااااااالووووووووووو ...
: طيب لو كنت واحد صايع ولا غلطان وانتي تردين بهالترحيب الحااااااار ..
لفت بوزها وقالت : عارفة إني مني محظوظة لهالدرجة عشان أطيح على واحد , ما غيرك انت اللي كسرت التلفونات بكثر اتصالاتك وصحبات أمي النقاقات المزعجات اللي أطيح عليهم ..
وصله صراخه وهو يقول : اش الكلام الوقح هذا ؟؟ يعني ودك تكلمين واحد يعني ؟؟
طالعت في السماعة ورجعت حطتها على إذنها وقالت ببرود : هذا يسمى مزح, دعابة, طرفة يا سيد جااااااسم , ما أدري اش فيكم كلكم صايرين شرارة ..
زفر جاسم وقال بضيق : حتى لو بالمزح ..
تأففت وقالت كلمته المقدسة اللي دايما يقولها : أخلص اش عندك ؟؟؟
: بـــنــــت ...
صرخت بداخلها ~ ولــــــد ~ لكنها مسكت لسانها وقالت بطفش : لحظة أناديلك أمي ..
وصرخت بطول صوتها : أمــــــــــــي ردي على التلفوووووووووووووووووووون , جااااااااااااااااااااااااسم يبغاااااااااااااك ..
وقالت لجاسم : بأصك السماعة عشان ترد أمي من فوق , أصلا البيت كله صاير ملـــــل ..
وصكت السماعة وهي تحس بغيض داخلي , كانت حاسة إنه تغير أزهار اللي صارت منزوية ومنعزلة مؤخرا كله بسبب سوء الفهم اللي صار بينهم و بسبب ضربه المبرح لها ..
جلست أزهار في الحديقة وهي تفكر بشعورها الغريب , الصباح راحت مواصلة لجلستها عند الدكتور مطلق وبعد ما رجعت صلت الظهر و نامت وأول ما صحيت من النوم قبل شوية حست نفسها في مكان ما تعرفه , خافت وقامت بسرعة من سريرها لقيت نفسها في غرفتها , ليش جاها هالإحساس يمكن عشان الصور اللي وراها لها الدكتور مطلق لبيت صغير وناعم ارتبطت في ذهنها , لا مستحيل إنه بسبب الصور , هي أصلا لها كم مرة لمن تصحى من سرحانها وتطالع للي حولها لوهلة يجيها شعور يقبض قلبها إنها في المكان الغلط وهذا المكان غريب عنها , صارت تخاف من جلسات مطلق , صارت تحس بشعور دائم بداخلها كإنها دوامة مالها قرار ما في راحة ما في أمان , حتى جلساتها مع البنات صارت تحسها ثقييييييييلة على قلبها , اليوم ثالث جلسة لها تتذكر فيها بعض الأشياء وتنساها , تأملت غصن السحلبية وابتسمت وهي تلمس أوراقها الناااعمة , هذي ثالث سحلبية يعطيها إياها الدكتور ويقولها إنها من نفس الشخص المحب , زفرت بقوة وقامت من مكانها وهي تحس بتعب وإرهاق من أفكارها لمن نادتها العنود من الشباك إن الشاهي جاهز , العنود اللي تحاول بشتى الطرق تخرجها من كآبتها اللي هي نفسها كارهتها , تحركت للبيت ووقفت لمن شافت باب المجلس مفتوح , ابتسمت وقالت وهي تدخل : باباتي ..
وانصدمت لمن لقيت قدامها واحد غريب , كان المفروض تتحرك , تشرد , تغطي لكنها لقيت نفسها تطالع في وجه الرجال بعيون وااااااسعة ..
تصنم عمر وهو يشوف أزهار قدامه , شعرها الغجري , عيونها الحنونة , كل شي فيها ذكره بأمه وعمار وعمير وحياتهم , حس بألم لو وزع على البشر كفاهم , دمعت عيونه غصب ولف وجهه وتحرك مبتعد عنها وهو يقاوم إنه يضمها ويصرخ باسمها , خرج أحمد وهو يقول : عمر اش فيك ؟؟
الاسم دوى في عقلها زي القنبلة وبشكل سريع مرعب ~ عمر , عمر , عمر , عامر, عمير , عموري , عامر , عمر , عمر ~ غمضت عيونها بقوة وهي تتمنى لو يوقف الصدى اللي في راسها ..
انرعب أحمد لمن شافها , وعلى طول ضمها وهو يقول : أزهار حبيبتي اش فيك ؟؟
بعدته عنها وهي تهز راسها عشان توقف الأصوات المدوية , غطت أذانيها وهي تصرخ في الصوت اللي حسته يهز جدران عقلها : وقـــــف ..
وقف عمر مصنم مكانه وهو مصدوووووووم من منظرها , هزها أحمد بشويش ورجع ضمها وهو يقول : بسم الله عليك , أزهار اش فييييييييك ؟؟
رفعت راسها وشهقت لمن شافت أحمد , دفته وهي تحس بخوف و صرخت وهي تطالع فيه برعب : انت مين ؟؟ أنا فين ؟؟
كانت صور غريبة تدافع لها , ناس تضحك , ورجال مبتسم , وحرمة تصيح , وبنت غريبة تناديها , وموية تغرق وسطها , وأسماااااااء تدوي في عقلها , غمضت عيونها وسدت أذانيها وهي تصرخ: خلااااااااااااااااااص , خلااااااااااااااااص , يكفييييييييييييييي..
وطاحت على الأرض مغمي عليها, صرخ عمر وهو يجري لها: أزهاااااااااااااااااااار ..
وشالها عن الأرض وهو يقول : أزهار , أزهار , أنا السبب , أنا السبب ..
حط أحمد يده على كتفه وهو يقول : عادي ياعمر, أحيانا تجيها هذي الحالة شوية وتفوق , لاتخاف ..
مسح على خدها وتأمل ملامحها وضمها بقوة وهو يتنفس بصوت عالي من كثر ماهو حابس دموعه وهو يقول : ياحبيبتي , ياااااأمي انتي , فالك العافية , ياااااقلبي , سامحيني ياأزهار ..
لف أحمد لقي العنود واقفة عند الباب اللي يوصل بالفيلا وهي حاطة يدينها على فمها ودموعها اللي حابستها تلمع في عيونها , أشر لها أبوها تروح لكنها ماقدرت تبعد عينها عن عمر اللي جالس على الأرض وهو حاضن أزهار وهو يقول بصوت مخنوق : سامحيني يازهرة , سامحيني ياحبيبتي , أنا اللي سبتك لوحدك , أنا اللي سبتك لوحدك في البحر , ماكنت داري اني بأبعد عنك , والله ماكنت داري ولا ماسبتك لثانية , قلتيلي لاتروح لكني ماسمعتلك , قلتيلي لكني سبتك لوحدك , أنا السبب في اللي انتي فيه , أنا السبب , سامحيني سامحينييييي..
قال كلمته الأخيرة وهو ماعاد هو قادر يستحمل وبدأ بعدها يصيح بصوت يقطع القلب وهو يضمها كإنه وده يدخلها جوة صدره , صوت صياحه الممزوج بآهات خارجة من أعماقه خلى أحمد يغطي وجهه بغترته وهو يبكي بصمت , دخلت العنود جوة واستندت على الجدر وهي تصيح من صياحه , كان صوته واصلها وهو يردد اسم أزهار بحرقة انزلقت على الأرض وغطت وجهها وهي تدعي إن الله يفرج له همه ..
ماتدري كم مر إلين هدأ عمر وبدأ صوت صياحه يخفت ولا متى وقفت هي بكى , مسحت خشمها ببلوزتها اللي صارت مبللة بشكل فضيع وقامت , طلت براسها لقيت المكان فاضي, اندست لمن سمعت صوت أبوها وهو يقول : حأتصل عليك أول ماتفوق عشان أطمنك ..
وسمعت صوت الصندل وهو مبتعد , خرجت راسها وصرخت بطول صوتها لمن لقيت أبوها قدامها , قالت وهي تحط يدها على صدرها : أبويه فجعتني ..
مسك خصلة من قصتها وشدها بخفة وهو يقول : اللقافة سبيك منها , ماقلتلك روحي ..
قالت وهي تمسح بقايا دموعها : كلنا عارفين عن أخوها اللي ماقلتوا لنا عنه , بس توي اللي عرفت إنه عمر ..
قال مبتسم وهو يحاول يبث القوة والراحة فيها : حريم سراقات الوحي , ذكريني أحكيك انتي وأخواتك عن هذا المثل ..
سألت بخوف : وين أزهار ؟؟ واش صار ؟؟
دخل المجلس وهي وراه , كانت أزهار مسدحة على الكنب ونايمة بعمق , قال أبوها : قابلت أخوها وسمعتني وأنا أناديه عمر وجاتها الحالة وهو مسكين انفجع مو متعود عليها ..
تنهدت العنود وقالت : حبيب قلبي هوه , صاح بشكل فضيع ..
ضربها أبوها على كتفها وهو يقول : حبيب قلبك في عينك , قدامي كمان تقولينها ..
حكت كتفها : أنا أكبر منه يا أبويه , يوووه , مشاعر أخويه , والله كان ودي أحضنه وأطبطب على ظهره , آآآآآآي ..
قالتها وهي تحك راسها اللي ضربه أبوها من ورى , طالعت في أبوها وهي لامه بوزها وبداخلها تقول ~ أفففففففففف مافي ديموقراطية في هذا البيت , يعني أنا من جدي بأحضنه , آآآآآآآآي راسي والله تعور ~ ..

****************************

فتحت أزهار عيونها وطالعت في السقف بحيرة , شهقت وقامت , طالعت يمين ويسار لقيت نفسها في غرفة وااااااااااسعة وهي منسدحة على سرير عالي ومتلحفه بلحاف غريب , دخلت الهنوف وقالت : أخيرا فقتي , نوم العوافي يا عسل الساعة 11 ..
طالعت برعب في البنت اللي ما كانت غريبة عنها وسألت : أنا فين ؟؟
ابتسمت الهنوف وقالت : يعني وين برأيك ؟؟ في غرفتنا ..
رمت أزهار اللحاف وقالت وهب تقوم : أبغى ماما , وين ماما ؟؟
قالت الهنوف بخوف وهي تحط يدها على كتف أزهار : أزهار اش فيك ؟؟
سحبت أزهار كتفها وبعدت عن الهنوف وهي تقول : لا تلمسيني , نادي ماما ..
حست الهنوف برعب وهي تخرج من الغرفة عشان تنادي أمها , دارت أزهار في الغرفة وتأملتها ورجعت تطالع بنص عين للي ورى الباب المفتوح , كان كل شي حولها غريب ومألوف في نفس الوقت , قالت بتمتمة : هذي اسمها الهنوف أنا متأكده وهي مملكة على ولد عمتها عدنان , أنا ليه أعرف هذا كله عنها ..
دخلت هدى مع الهنوف وقالت بخوف : أزهار اش فيك ؟؟
سألت بخوف وهي تطالع للي وراهم : وين ماما ؟؟ أنا فين ؟؟ وين أخواني ؟؟ أنا ليش أعرفكم ؟؟
وطالعت في الغرفة وسألت بحيرة : ليش هذي الغرفة مألوفة ؟؟
غطت الهنوف فمها بصدمة وضربت هدى صدرها وقالت : يا حسرتي على البنية , أزهار حبيبتي اش صار فيك ؟؟
دخلت العنود اللي سمعت الهنوف تنادي أمها وهي تسأل : أمي اش فيه ؟؟
قالت الهنوف وهي تعصر يد العنود بيد واليد الثانية قابضة على موضع قلبها : عنووود الحقي , أزهار مهي عارفتنا وتبغى أمها وأخوانها ..
انقبض قلب العنود وحست كإنه يد باااااارده قاعده تعصر فيه بقوة , قالت أزهار وهي تقطب حواجبها وتحاول تتذكر : أنا اش جابني هنا ؟؟ أنا في مصر دحين ؟؟
وفتحت الستارة وطالعت لبرى ورجعت طالعت في الحريم الثلاثة وصرخت برعب : ليش واقفين وتطالعون فيه كذا ؟؟ تكلموا ..
قالت العنود وهي تحس بالخوف يذوب عظامها : أروح أنادي أبويه ..
قالت الهنوف وهي تشرد من الغرفة : أنا أناديه انتي خليك هنا ..
تحركت أزهار وقالت : خلوني أخرج ..
مسكتها العنود من ذراعها وهي تقول : أزهار بتروحين فين ؟؟
صرخت وهي تفلت يدها : سيبينييييييييي , أبغى أمي , عماااااااااااااااار , انتوا ليش حابسيني هنا ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ضمتها العنود وقالت بصوت هادي مناقض لخوفها الداخلي وهي تقاوم صراعات أزهار عشان تنفلت من بين يدينها : حبيبتي ما حبسناك , إنتي تعيشين معانا هنا , إحنا قرايب لأبوك , وعمر كان هنا قبل شوي ..
هدت أزهار لمن سمعت اسم عمر وبعدت عنها بخشونة وهي تسأل بلهفة : عمر وينه دحين ؟؟ أنا فين ؟؟
قالت العنود وهي تحس الدموع تحاربها عشان تنزل : انتي في بيتنا دحين , هذي أمي هدى ..
مسحت هدى دموعها وقالت بحسرة وهي مهي قادرة تتقدم وتضم أزهار : يا حبيبتي انتي ..
قطبت أزهار حواجبها وسألت باستغراب : أمك تصيح عليه ليه ؟؟
دمعت عيون العنود وهي تهمس : لأنك غاليه عليها , غاليه علينا كلنا ..
سألت أزهار بشك بعد لحظة تفكييييير عميقة : إحنا فين ؟؟
قالت العنود بصوت متهدج من البكا : في بيتـ...
قاطعتها أزهار بصراخ : في بيتكم عارفة خلاص , في مصر ولا السعودية ؟؟ ..
نزلت دموعها على خدودها وهي تشوف عيون أزهار الزايغة وحركاتها الغير متزنة وقالت : السعودية , جدة ..
تحركت أزهار يمين ويسار وهي تبعد خصلات شعرها بيدين مرتجفة وطالعت فيهم وهي تقول : إحنا في جدة , أجل ليش أعيش عندكم وأنا عندي بيت هنا ؟؟
كانت تحس عقلها زي الجلي , مو قادر يمسك معلومة وحدة , مو قادر يهيأ لها وضع محدد تكون فيه , حست نفسها تسبح في اللاتفكير , لمن يصحى الإنسان من نوم عميييييييييييييق و يتفجأ إنه يمر بلحظة يحاول يدرك فيها واقعه وفي أي يوم وأي ساعه قبل ما يتذكر كل شي في ثانية , أزهار حست نفسها محبوسة داخل هذي اللحظة , تحاول تفوق لكن عقلها هلامي , حطت يدينها على جوانب راسها وضغطتها بقوة , هذي الحرمة اللي قدامها أمها , لكن أمها مزنة , وهذولي البنتين اللي قدامها , العنود والبندري أخواتها لكن أخوانها عمار وعمر وعمير وهي البنت الوحيدة , كيف صار لها أمين , وكيف صار لها أخوات وهي البنت الوحيدة , معقولة لها حياتين مختلفة , و الهنوف راحت تنادي أبوها , لكن هي أبوها مات من 20 سنة , هي ليه تحس إنها مفروض تكون في مصر ؟؟ أمها ليه سابتها عند قرايب أبوها اللي تحسهم أمها وأخواتها ؟؟ أخوانها ليه سابوها عندهم ؟؟ يكنون راحوا مصر لوحدهم ؟؟ لا بس هي كانت في الأردن مع عمار وأمها ولحقوا بهم عمر وعمير , كيف رجعوها جدة ؟؟ طيب هي ليه في جدة ومهي في الأردن ؟؟ المفروض تكون في مصر , رصت يدينها على راسها أكثر وهي تقول : راسي , راسي يعورني ..
طاحت على ركبها وهي ترص راسها بقوة وهي تقول : راسي , راسي ..
دخل عليها رجال حسته أبوها وعقلها يصرخ أبوك مات من 20 سنة ما تفهمين ؟؟ زاد صداعها وبدأت تئن بصوت عالي و ما حست بنفسها إلا وهي مشيولة بين يدين الرجال وهو يصرخ : قولي لسوناردي يشغل السيارة , بسرعه ..
غمضت عيونها وهي تفكر إنها كان مفروض تكون في مصر , ليه ما تدري ؟؟

*************************

وقفت العنود في الممر وأبوها جنبها وعمر رايح جاي وسط الممر وهو يستغفر ويسبح كانت العنود حاسه إنه يلوم نفسه بداخله وإنه صابتها هالحالة من مقابلته لها , طالعت في باب العيادة المقفول وهي تتساءل اش اللي يصير جوة ..
ابتسم مطلق وقال : زين يعني متذكرة إنك تجيني ..
قطبت حواجبها ولفت عليه وسألته : إيووه صح , أنا ليش كنت أجيك ؟؟
كان لأول مرة من فاقت من غيبوبتها الأولى يشوف وجهها , كان جمييييل ومحلو أكثر من السابق لكن عيونها تاااااااايهة, قال بهدوء: مو مفروض انتي تتذكرين وتقولين لي ؟
فكرت شوية وقالت بصوت تايه وهي تطالع في السقف : دكتوووور , أنا ليش أحس إنه عندي عايلتين ؟؟ ...
وضحكت وقالت وهي تأشر بيدها : الرجال اللي برى أبويه مع إنه أبويه مات من زماااااااااان ..
قطب حواجبه غصب عنه وقال بحزم : أزهااااار , ركزي معايا ..
لفت عليه وهي مبوزة , تمالك الخوف اللي ملى قلبه وقال وهو يحط دفتره على جنب : أزهار بإيش تفكرين دحين ؟؟
درات عيونها وهي تفكر : مممممممممممم , مفروض أكون في مصر ..
رفع حواجبه بدهشة وهو يقول : ليييييه ؟؟
: ما أدري , بس أحس كذا ..
: طيب مين تحبين أكثر عمر ولا العنود ؟؟
هزت أكتافها وقالت بصوت ذابل تايه : ما أدري , كلهم يمكن , هم أخواني لكنهم ........
وسكتت طويييييل بعدين قالت بابتسامه : تخيل مهم أخوان بعض !!! كييييييف ؟؟ ما أدري ..
قام بسرعة وفتح دولابه وخرج إبره وعباها محلول وجا وهو يقول : أزهار بأعطيك دوا ينومك دحين عشان ترتاحين ..
قالت وهي تلف عليه : دكتووووور , أحس عقلي زي جيلي الليمون ..
ابتسم وقال وهو يحقنها : اش معنى جلي ليمون مو توت ؟؟
ابتسمت وقالت بهمس : يمكن لأني أحب الليمون ..
وبدأ كلامها الغير متزن يتباطأ ولسانها يثقل وأخيرا نامت , طااااااااااالع فيها ومد يده بيمسد شعرها لكنه وقف يده في اللحظة الأخيرة , زفر واستند على مكتبه وهو يفرك عيونه بتعب , وبعد ما سحب نفس عميق فتح الباب ودخلهم , وقفت العنود جنب السرير اللي فيه أزهار وجلسوا الإثنين قبال مطلق اللي فرك عيونه وفتح دفتره وكتب فيه كم شي وقفله وهو يقول : باختصار وبلغة بسيطة من دون ما أدخل في متاهات المصطلحات العلمية المشكلة وما فيها , عقلها استعاد ذاكرته وهذا اللي كنا نبغى نوصل له , لكن .........
وتبادل معاهم نظرة طويله قبل ما يكمل : في جزء كبير ناقص , حلقة مفقودة في وسط الأحداث , عقلها رافض يطلعه أو حتى يسترجعه , انعدام هذا الجزء في ذاكرتها خلاها مهي مركزة , مهي قادرة على ربط الأشياء ..
قال عمر بخوف : والحل ؟؟ كيف نساعدها ؟؟
هز أكتافه وجاوب : الوقت , الحل الوحيد حاليا هو انكم تعطونها وقت تتذكر فيه براحة وطبعا هذا لازم يكون بعيد عنكم وعن أي محيط آخر , يعني في المستشفى في القسم اللي أشرف عليه ..
قال عمر بصدمة : القسم النفسي , ليييييييييه ؟؟ حالتها صعبة ..
قال مطلق وهو يتنهد : برضو هذا مانحكم عليه إلا بعد إشراف كم يوم على أزهار ..
بعد سلسلة محادثات و مناقشااااات حادة وقع أحمد على أوراق أزهار ودخلوها في غرفة في قسم المرضى النفسيين , وبما أنها مستشفى حكومي منعوا وجود أي مرافق لأزهار ..
رجعت العنود للبيت بقلب كسير وهناك لقيت أمها والهنوف والبندري بانتظارها في الصالة , رمتهم بنظرة تعب وانهارت على الأرض وهي مغطية وجهها وتصيح من قلبها من عرفوا أخواتها من أبوهم اش صار فتحوا مناحة ليش أزهار منومة , دخل أحمد غرفة نومه وهو مهو عارف يواسي نفسه ولا بناته ولا زوجته ..
وفي المستشفى قعد عمر في كراسي الانتظار في المستشفى وهو يستنى الصباح يطلع عشان يزور أخته ..

***********************

الساعة 2 في الليل في نفس اليوم :
في فيلا أبو جاسم :

: عنووووووووووود ..
لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تدق من جوالها : هنوف اهجدي , لازم نقوله على اللي صار , الحيوان مقفل جواله ..
قالت الهنوف : بس هذا رقم غريب ..
ضربت راس الهنوف وقالت وهي تضغط زر الاتصال : تراك صدعتي راسي , هذا الرقم اللي دق عليه ذاك اليوم على جوال أزهار , فاكرة ..
حطت الجوال على إذنها وانتظرت ..
طالع عدنان في الرقم الغريب وطالع في الوقت ورد : نعم ..
مارد عليه أحد لكنه كان سامع أصوات فسأل : مين معايا ؟؟
بعدت العنود الجوال وقالت بهمس : ما أعرف هذا مين ؟؟ اش أقول ؟؟
قالت الهنوف بهمس : أنا اش دراني , قلتلك لا تدقين لكنك ما سمعتي ..
انتفضت وقالت : صك الخط ..
قالت الهنوف بعصبية : أجل بيستنى حضرتك إلين تقررين تتكلمين ولا لا !!!
رجعت دقت الرقم وهي تقول : بأكلمه ويصير اللي يصير ..
أول مارد قال بعصبية : اذا بتسوي حركات استهبال لا عاد تتصل ..
قالت بهمس وهي تأشر بيدها لأختها يعني إلحقيني : السلام عليكم ..
انصدم عدنان من الصوت الناعم فقال بخشونة : خير ..
قطبت العنود حواجبها وقالت هالمرة بصوت واضح : ممكن أكلم جاسم ..
استغرب عدنان , مين اللي تتصل على جواله وتطلب جاسم , جا في باله ليلى ليه ما يدري , قال بخشونة أكثر : مين أقوله ؟؟
سألت بهمس للهنوف : مين أقوله ؟؟
قالت الهنوف بتريقة : قوليله أمه ..
: يا سخافتك ..
قالتها بهمس ورجعت قالت للرجال الغريب : قوله أخته ..
صك الخط في وجهها وهو حاس بدمه يفور من الغيض , يعني بتستهبل عليه ليلى هو ما حسب إنه جاسم يطلع له رقم جديد وهو ناوي يبدأ مرحلة جديدة ..
: الحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان , صك الخط في وجهي , الزفففففففففففت ..
قالت الهنوف وهي تشوفها ترجع تدق وهي شوية وتكسر الجوال : العنود خلاااااص , بلاش مشاكل ..
أول مارد عدنان قال : شوفي لو عاد اتصلتي ..
صرخت فيه بعصبية تقاطعه : شوف انت يا أخخخخخخخخخ يا تعطيني جاسم دحين ولا والــلـــه أشتكيك له , عندنا مشكلة كبيرة في البيت ولازم أكلمه دحين , ما عندي رقم له إلا هذا الرقم , جواله مغلق ورقم البيت الزفففففت مشبك في الفاكس ..
طالع عدنان في جاسم اللي داخل الغرفة توه خارج من الحمام وهو لاف المنشفة على خصره , مد الجوال له وقال بهدوء : وحده معصبة شايلة طيران عبد القادر تبغاك ..
مسك جاسم الجوال وقال : نعم ........ عنود ..
وبعد الجوال عن إذنه على طول وصوت العنود خارج برى السماعه وهي تصرخ : مقفل جوالك ليه يا حمااااااااااااار , والدب اللي جنبك هذا ارفسه في بطنه , كم مرة قفل الخط في وجهي ؟؟ لي ساعة أدقدق على جوالك مـغـلـق, ياخي اتق الله , لو مات أبوية ولا أمي و انت قافل جوالك ؟؟..
بعد جاسم عن صاحبه وهو يقول من بين أسنانه : رخي صوتك الملعلع هذا ولا والله بأصك الخط في وجهك , أنا غيرت رقمي من زمان ما قفلت جوالي يا هبلة ..
انفجرت العنود تصيح بلا مقدمات وهي تقول: طيب ليش ما أعطيتني رقمك الجديـــــد؟
انفجع من صياحها وسأل بخوف : عنود صار شي ؟؟؟
قام عدنان من مكتبه لمن سمع صوت صاحبه وطالع في وجهه المخطوف بتوتر ..
قالت من بين دموعها : أزهار قامت اليوم و ما عرفتنا وقامت تهلوس بكلمات غريبة مهي مفهومة وديناها المستشفى فخدروها ونوموها وأبوية ارتفع الضغط عنده ..
: لا تصيحين عشان أفهمك , متى صار هذا الشي ؟؟
دقتها الهنوف وقالت : لا تفجعينه ..
وسحبت منها الجوال وقالت : جاسم , كل شي هادي دحين لا تخاف , أبوية نايم وأزهار في المستشفى ..
ق
أنعم قطة
أنعم قطة
♣ عدد المشاركات : 33585
♣ وطني الغالي : السعودية
♣ مزاجي : افتراضية
♣ Sms : نحبك يا أحلى مملكة
♣ تم تقيمي : 1924049
♣ تم شكري : 8079

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  Empty رد: روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة

الثلاثاء مايو 24, 2011 7:22 pm
يالله يا توتي القصة محزنة محزنة محزنة و مأثرة
و خيالية و حزينة صراحة طويلة مرا الرواية
جاني النوم و انا أقرئها 6 ساعات يالله خلصت أجزائها
الله يعطيكي العافية و الله على الرواية الحزينة
شكراً لك يالغلا ننتظر أبداعاتك القادمة

روآية [ عندما عبروآ حدود الظلآم ] < رآئعة  4238686790
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى